قال تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، إن قرار بكين لإغلاق القنصلية الأميركية في تشنغدو ليس من شأنه فقط إبعاد الدبلوماسيين الأميركيين عن عاصمة مقاطعة سيتشوان، وإنما سيغلق نقطة رئيسية لمراقبة التطورات في منطقة التبت المجاورة. وتغطي قنصلية تشنغدو المهمات الدبلوماسية في أربع مناطق أخرى منذ افتتاحها في عام 1985، وهي مناطق تشونغتشينغ وقويتشو ويوننان وسيتشوان. وأوضحت بلومبيرغ أن من ضمن مهمات القنصلية متابعة حالة حقوق الإنسان في التبت، حيث كانت جهود بكين في قمع المعارضة التبتية، محط توتر بين الصين والدول الغربية منذ فترة طويلة. وعن سبب اختيار بكين لقنصلية تشنغدو، قال المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، والذي يعمل حاليا مستشارا لشركة الاستشارات "مكلارتي أسوشياتس"، جيمس غرين، لوكالة بلومبيرغ "لقد أرادوا جعل الأمر أكثر إيلاما (بالنسبة لأميركا) لذا اختاروا تشنغدو". وأضاف غرين "ما يهتم به الصينيون أكثر- وما يهمنا أكثر- هو ما نفعله خارج تشنغدو، التي تتبع التبت"، مشيرا إلى أن هذا النوع من الإغلاقات يعد قطعا بين الولاياتالمتحدة وعلاقتها بالتبت. من جانبه أيضا، قال جيف مون، الذي عمل قنصلا للولايات المتحدة في تشنغدو من 2003-2006، لشبكة "سي أن أن" الأميركية، إن " قنصلية تشنغدو هامة بالنسبة للولايات المتحدة، لأنها القنصلية الوحيدة في غرب الصين"، حيث يعمل عدد من الشركات الأميركية المهمة، كجزء من استراتيجية إعادة التطوير الرئيسية التي تجريها بكين. وكان البيت الأبيض قد حث الصين الجمعة على عدم الرد بالمثل، بإصدار أمر بإغلاق القنصلية الأميركية في تشنغدو، ردا على إغلاق واشنطن لقنصلية بكين في هيوستون بولاية تكساس. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون أوليوت "جاء تحركنا للتوجيه بإغلاق القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في هيوستون لحماية الملكية الفكرية الأميركية والمعلومات الخاصة للأميركيين". وأضاف "نحث الحزب الشيوعي الصيني على وقف هذه الأعمال الخبيثة بدلا من الرد بالمثل". وطلبت الصين من الولاياتالمتحدة الجمعة، إغلاق قنصليتها في مدينة تشنغدو غربي الصين، في خطوة من شأنها تصعيد وتيرة النزاع بين البلدين. وجاءت هذه الخطوة ردا على قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع، إغلاق القنصلية الصينية في مدينة هيوستن، بعد أن اتهمت واشنطن عملاء صينيين بمحاولة سرقة أبحاث طبية في ولاية تكساس، بحسب تقرير لوكالة "أسوشياتد برس". وتوترت العلاقات الأميركية-الصينية مؤخرا، بالتزامن مع مجموعة نزاعات أخرى بين البلدين بخصوص التعامل مع فيروس كورونا، واتهامات بالتجسس، وانتهاكات بكين ضد المسلمين، وقضية هونغ كونغ، وشركة هواوي الصينية للاتصالات ودورها في إنشاء شبكات الجيل الخامس الذي ترفضه واشنطن.