من جريمة قتل ختام العشاري في العدين، إلى جريمة قصف مطار عدن، وصولًا إلى جريمة اجتياح حيمة تعز، ثلاث جرائم حدثت خلال أقل من شهر، فيها الكثير من المشاهد المأساوية، من قتل أنفس بريئة، وتدمير منازل عامرة، وترويع سكان آمنون، ولا تزال - أي المشاهد القاسية - حاضرة في يومياتنا؛ بفعل الصورة المُحفزة على الصمود والثورة. يا لها من جرائم مريعة، تستدعي من كل أحرار هذا البلد الوقوف بجدية أمام هذا التمادي الحوثي الإمامي، والإعداد لثورة جامعة تنتصر للإنسان والكرامة، ثورة يمنية خالصة، ليس فيها ركون على تحالف غادر أو شرعية هشة، ثورة مُنظمة تستفيد من أخطاء سابقاتها، ويكون هدفها الأول والأخير التحرر والاستقلال، لا استبدال احتلال باحتلال. وكما للباطل - كما قال جون ستيورات - أتباع مُؤمنون به، ومُخلصون له، فإنَّ للحق أتباع مؤمنون به، ومخلصون له، فلنكن جميعًا جند هذا الحق، لنكن يدًا واحدة، لنؤمن بالوطن كقضية، لنتحرر من العقدة اليزنية، ولنبادر بخلق كيان وطني جامع، كيان يحوي كل الخيرين الصادقين الأقوياء، وينبذ تجار الحروب، والمُرتزقة والعملاء، ويكون - وهو الأهم - دعامة الثورة المُرتقبة. أعرف مُسبقًا أن كلامي هذا سيجابه بالسخرية والنقد، من قبل من لا يجيدون غير ذلك، ولهؤلاء أقول: هذه الأرض التي أنجبت الزبيري والنعمان، وعلي عبدالمغني والسلال، وعبدالرقيب عبدالوهاب والحمدي، والقشيبي والشدادي، ستنجب الآلاف من أمثال هؤلاء الأبطال، وأنا على يقين أنَّ هناك - من هؤلاء الأبطال - من يخطط ويُعد للثورة اليمنية الشاملة، فارتقبوا إني معكم من المُرتقبين، ولا نامت أعين الجبناء.