إنها اللحظات الأكثر حضورا ودورانا في الذاكرة، وهي اللحظات الأصعب كذلك والأشد صدمة، يا لهو المشهد ولفزاعة تلك اللحظات العصيبة التي بقت وستبقى عالقة في تلافيف الدماغ. إنها لحظات فجر الثلاثاء التاسع من يونيو/ حزيران 2015 يوم وجدنا أنفسنا تحت وطأة المباغتة وأحاط بنا رجال العصابات واختطفونا من فندق بحر الأحلام مع أحلامنا وطموحاتنا وأمنياتنا التي أعددناها زمنا وعمرا غير أن ميليشيات الحوثي حالت بيننا وبين ما كنا نصبو إليه، وغيبتنا في سجونها خمس سنوات ونصف أمتدت خلالها أيادي وأقدام وألسن تلك الميلشيات المتهورة والجبانة علينا ولم تخرجنا إلا ونحن مثقلين بالأمراض والأوجاع والأسقام التي غزت أجسادنا في السجن. كما أن تلك الميليشيات اغتالت حتى فرحة خروجنا بإبقاء الزملاء الأربعة رفاق الدرب والقلم (أكرم الوليدي، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وعبد الخالق عمران) في السجن وخروجنا دونهم لنعيش أسى ووجع بقائهم خلف القضبان.