نبارك للمؤتمريين ذكرى تأسيس حزبهم العريق والذي يعد الى جانب الاصلاح أبرز وأكبر الأحزاب الجمهورية في الساحة الوطنية، واللاعبين الأكثر تأثيراً في السياسة اليمنية لما يزيد عن ثلاثة عقود، وتجربتهما على كل ما تحتمل من المحاسن والمثالب، سواء في إطار الموالاة أوالمعارضة أو التحالفات والشراكة السياسية، أثرت السياسة بنموذج فريدة قل أن يتكرر في الوطن العربي. ويُحسب لعهد الرئيس السابق صالح رعاية هذه التجربة، خاصة بعد الوحدة وولادة التعددية السياسية، وما تخلّق في كنفها من هامش جيد للحريات، كان هذا بالنسبة لنا كيمنيين نعيش في محيط من الدول التي لايعرف مواطنوها مامعنى الانتخابات؟ وماهو الدستور؟، انجاز عظيم حقاً، وإن رافق تلك المراحل اساءة لاستعمال السياسية وأدواتها. يكفي أن مناخ الحرية متاح بحد لابأس به، تستطيع انتقاد الرئيس وتشقدفه وأنت تتجول وسط صنعاء، تزور أكشاش الصحف تجد صحف المعارضة موجودة مثلها مثل صحف الحزب الحاكم، تكتب وتنتقد وتعود لمنزلك بسلام، تنتسب بحرية للحزب الذي تريد، يكفي أن تمارس السياسية تحت سقف الجمهورية والثوابت الوطنية دون تجاوز الدستور وقوانينه النافذة... لكن المؤسف إن النخبة السياسية، فشلت فشلاً ذريعاً في الارتقاء لمستوى هذه التجربة الحضارية وتطويرها، بل قاموا بتعطيل لعبة السياسية، ولجأ البعض للاستعانة بأدوات من خارج السياسة، هناك من ذهب لجلب كل مالديه من وسائل شريفة وغير شريفة لتحقيق التفوق على الآخر، وطغى الاستبداد السياسي والفساد على ممارسة السلطة، والتنافس تحول الى صراع ثأري انتقامي بين القوى والأحزاب الجمهورية الكبرى (المؤتمر والإصلاح). عندئذٍ وجدت الإمامة الكهنوتية" بنسختها الحوثية" بالاعتماد على هذا التفكك والعامل الخارجي، طريقها سالكاً الى صنعاء بعد أكثر من 60 عاماً من طردهم شر طرده، وهانحن ندفع ضريبة ذلك ولا نزال!!. وبمناسبة ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام، تحتاج قيادات وأعضاء وأنصار الحزب ومثلهم تحتاج بقية القوى السياسية والأحزاب الوطنية الجمهورية، لاستعادة المؤتمر بقيادة موحدة وتفعيل دوره الى جانب شركاء الوطن بما يخدم معركة استعادة الدولة والجمهورية، عودة الحزب بقيادة قوية غير مفرخة أو مرتهنة للمليشيات بصنعاء أو للخارج، يعيد الروح للسياسة اليمنية، ويخدم معركة استعادة الدولة وحماية الجمهورية ومكتسباتها. لماذا على المؤتمر أن يختار الفريق محسن قائداً؟ يعد نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن، أبرز القيادات القادرة حاليا على توحيد حزب المؤتمر ولم شتاته وقراره تحت لواء الشرعية، يملك الرجل رصيد وطني ونضالي مشهود ويحظى بمكانة واحترام واجماع الجميع على المستوى المحلي وخارجيا، ولاننسى دوره ضمن أبرز القيادات التاريخية التي بلورت لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في ثمانينيات القرن الماضي وأسهم مع رفيق حياته الرئيس الراحل صالح وآخرين في أرساء الميثاق الوطني للحزب. المرحلة والتحديات التي تواجه المؤتمر والمؤتمريين تفرض الفريق محسن لزعامة المؤتمر، كإسم له ثقله، يليق وأكثر أن يخلف صالح في قيادة مسيرة الحزب وجدير بملأ الفراغ الذي تركه، فراغ اتسع مع صعود قيادات قزمية رهنت قرار الحزب لمهدي المشاط بصنعاء وأخرى سلمته للخارج بالكلية، يضمن اختيار الفريق محسن رأساً ورئيساً لحزب لم يتعافى بعد من آثار المجازفة بالتحالف مع الحوثي، استعادة فاعليته الكاملة في الحياة السياسية في إطار جمهورية وشرعية دستورية، "علي محسن" قائد قوي واستثنائي، قوة حازها باسمه المجرد، لم يكستبها من رتبته العسكرية والنياشين ولامنصبه الرفيع في هرم السلطة، وإنما متجذرة في شخصيته والصلات الوثيقة التي تربطه بالمجتمع اليمني بكافة فئاته ومناطقه، صلات محكومة بالقيم الوطنية العابرة للانتماءات الصغيرة، ورصيد متراكم من النضال الطويل دفاعاً عن الجمهورية والثوابت الوطنية. كان لافتاً مبادرة نائب الرئيس المبكرة، بتهنئة أعضاء ومنتسبي المؤتمر الشعبي العام بذكرى التأسيس بصفته الحزبية كقيادي بارز في الحزب، وتضمينه رسائل مهمة تؤكد حرصه الكبير على الحفاظ على هذا الكيان باعتباره منجز كبير وكتلة رافدة لمعركة استعادة الدولة والنضال من اجل الجمهورية، وقال إنها "تقع المسؤولية على عاتقنا جميعاً كمؤتمريين في الحفاظ على هذا المنجز السياسي وتقوية مداميكه وإعادة فاعليته إلى الحياة السياسية مع بقية الأحزاب، تحت قيادة الشرعية لمواصلة النضال لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة".