قبل أربعة أيام شعرت فعليًا بذكورية المجتمع والتي كنت أعيشها فقط بين كتيبات الإجتماع ودساتير الدول التي تجرم التحرش أو عبر قضايا المشهورين عبر إستخدام سلطاتهم بأنواعها وإنتهاك أجساد النساء متحرشين بهن، إنها المرة الأولى التي يحاول بها رجلٌ لمس جسدي فعادة لا أبالي بالكلام خاصة في الشارع، أصم أذني وأتغاضى، هذه المرة وأنا في طريقي إلى الجامعة ركبت الباص، فصعد رجلٌ خلفي وحين إلتفت رأيته يزم شفتيه ويطلق قبلات حمقاء تشبه قبلات معتوه، قبلات كائنٌ يقبع خلف الحضارة، بالوعي القبلي المشوه، القائل بأن المرأة تستثار من هذه التصرفات الوقحة، تغاضيت عن القبلات نظرت أمامي ولكن الرجل تمادى لقد مد برجله فوق رجلي يلكزني كي أستجيب لغزل شاروخان القابع خلف فمه المعطب، إلتفت وأنا أهيج غضب لقد خرج صوتي عن إطار الباص، وعن إطار هدوئي، وقلت لصاحب الباص يتقدم إلى إدارة الأمن وإلا سأحمله المسؤولية الكاملة، فيما حاول الرجل الفرار من الباص، مطلقا عبارات ينكر فيها تحرشه، قمت بمنعه من الهروب، حتى وصلت إلى باب الإدارة أنزلته أمام العسكر في الشارع، مع صوت مملوء بالغضب.. لا يمكنني أن أتحمل فكرة أن يستغل الرجل كوني امرأة، لست كما النساء اللواتي يتغاضين تفاديا للشرف وسمعة القبيلة، لتسمع القبيلة والأمن صوتي "هذا الرجل يجب أن يحاسب أو سأحاسبه بيدي ورفعت كفي" هكذا قلت للأمن الذي حاول تهدئتي وصرفي إلى الجامعة قائلون أنهم سيحاسبوه، على كل امرأة ألا تسمح للرجل أن يستغل خوفها من الفضيحة والمجتمع، عليها أن تتعلم كيف تحاسب أي رجلا سيفكر الإعتداء على جسدها أو لمس أحد أطرافها مستغلاً عادات المجتمع وخوفها من الفضيحة، لتعم الفضيحة أرجاء العالم لا تتنازلي عن حقك وعن أي شيء يمس احترامك وعاداتك التي نشأتي عليها.
