عندما أخذ الأمام أحمد قائد ثورة 48 البطل جمال جميل الى حبل المشنقة وقف كالأسد في ساحة الموت مبتسما و هازئا بوجه غبار التاريخ وقال لهم بلغة الواثق " حبّلناها و ستلد " ، ولم يمض وقتا طويلا حتى ولدت اليمن شمس الحرية في 26 سبتمبر . مات جمال جميل شهيدا مجيدا على درب الحرية و الكرامة ولم يمت الحُلم و لم يتلاشَ الأبطال بل تناسلوا بعدد سنابل القمح، حملتهم ذاريات النضال فنبت زرع الحرية و أثمر الحلم جمهورية خالدة . اليوم كم بطل سقط في معركة الحرية و الكرامة أمام مشروع الكهنوت و الظلام ..؟ هل انتهى التاريخ أم توقف ..؟ الميادين ملأى بالأبطال و البطولة لا يعرفهم الناس لكن الايام ستكشف عن جيل عظيم يقارع الأئمة الجدد ومعهم مكر القريب و البعيد ، ينافحون عن الجمهورية و يجودون بأعظم ما لديهم وهي دماؤهم وهل هناك كرم أعظم من بذل الدم و الروح..؟ نحن أمام أبطال حقيقيون في كل الشعاب و الأودية و الجبال والمسالك و الدروب تكتض بهم ميادين البطولة و الفداء في مأرب و في الحديدة و في تعز و في شبوة و في لحج و في الضالع و في كل شبر من هذا الوطن الغالي . لا يقبل الكرام الضيم ولا المهانة ولن يعود اليمن مرة أخرى الى كهوف الظلام و قيد الكهنوت. لقد حبّلها الأبطال و ستلد و إن غدًا لناظره قريب .