بعيدا عن إشاعة إقالة بن عديو أو بقاءه، وبعيدا عن صوابية الهبة الحضرمية أو خطأها، وبعيدا انسحابات الساحل التهامي أو تموضعها، وبعيدا عن حصار مأرب أو انتصارها، وبعيدا عن بقاء ايرلو أو مغادرته. ثمة مشهد مخيف تلوح فصلوله في الأفق القريب، يطبخ على نار ملتهبة، ليقدم لليمنيين كحل خادع، وهو يحمل الموت المحقق، سوف يؤدي إلى إنهاء اليمن كوجود سياسي جمهوري موحد، ويعيد بناء السلطنات والإمارات المتعددة، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. وحسب الخطة(الأروأمريكية )ستكون سلطنات منزوعة السيادة، توضع قيد الانتداب المتعدد، وأما الموانئ الرئيسة والجزر، فستخرج عن خارطة التوزيع، وتنزع لصالح من يتولى القسمة دوليا. إنه مشهد مخيف جدا جدا يريد أن يجعل التفكك والتقسيم واقعا، وينهي بذلك وجود اليمن السياسي أبديا، وفي نفس الوقت يؤبد سلطة الإمامة والكهنوت وايران شمالا. فهل من منقذ لهذا الوطن المذبوح ؟