الشرطة الأمريكية تعتقل تمثال الحرية    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    مليشيا الحوثي تعمم صورة المطلوب (رقم 1) في صنعاء بعد اصطياد قيادي بارز    عاجل..وفد الحوثيين يفشل مفاوضات اطلاق الاسرى في الأردن ويختلق ذرائع واشتراطات    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    إعلان عدن التاريخي.. بذرة العمل السياسي ونقطة التحول من إطار الثورة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة تحليلية للهبة الشعبية في الجنوب.. ...
نشر في الجنوب ميديا يوم 16 - 01 - 2014


عدن - خاص
قدَّمة :
تتشكل بنية مقدمتنا هذه من ثلاثة اقسام سنتناولها على النحو التالي:-
الأول (ما قبل مشكلة البحث) ويتجسد في ثلاث نقاط كالتالي:-
1) الاهمية:- وتكمن في التالي:-
أ‌- اهمية ونوعية ودلالة التوقيت الذي اتى في لحظات حرجة بالنسبة للاحتلال المتناحر وبالنسبة للشركات المنتهية فترة تعاقدها وبالنسبة لتغير نوعية التحالفات الجديدة في المنطقة.
ب‌- خصوصية المكان وحساسيته بالنسبة للثورة الجنوبية وبالنسبة للقوى الفاعلة الاقليمية والدولية وحالة التخبط الذي يعيشه الاحتلال في منطقة الهبة.
ج- مكانة الجهة الاجتماعية الداعية للهبة في لحظة تأريخية حرجة بالنسبة للجنوب بشكل عام ولحضرموت بشكل خاص وبالنسبة لعنجهية الاحتلال وعنترية الشركات وغموض الموقف الاقليمي.
2) الاهداف:- وتكمن في التالي :-
أ‌- توصيل رسالة للنظام العالمي الجديد بان لا استقرار ولا مصالح الا باستقلال الجنوب, وان شعب الجنوب الذي ادرك بنية النظام العالمي الجديد وابعاده القائمة على ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة هذا النظام كما يسميه بوركيرو بنظام ما بعد التوازنات النظام القائم على عملية التبادل والتداول النظام الذي لازال يحتفظ بحق سيادة الدول وفق منهج عالمي جديد يسمح لعولمة العالم وتحويله الى كيان واحد كل هذه وغيرها يطمح شعب الجنوب ان يصبح مساهماً في صناعة النظام العالمي الجديد لا ان يكون تابعاً لقبائل متمردة لا تعرف بنية الدولة منذُ الازل, ولهذا لا يمكن لشعب الجنوب أن يساهم في صناعة النظام العالمي الجديد (متعدد الاقطاب) إلا من خلال استعادة دولته المدنية تلك الدولة التي تعرفها كل الدول الصانعة للنظام العالمي الجديد.
ب‌- كما يهدف البحث الى تعريف المتلقي بأن الهبة قد وجهت رسالة للإقليم مفادها بأن الاستمرار في دعم الاحتلال لن يحقق الامن والاستقرار في المنطقة طالما هناك منطقة ملتهبة في الجنوب وستظل ملتهبة وهناك عوامل اقليمية ودولية ستساهم في اشعالها خدمة في مصالحها وهو الامر الذي قد يضر بمصلحة دول الجوار مما يتطلب منها الاسهام في تحرير واستقلال الجنوب لقطع الطريق على المخاطر.
ج‌- كما يهدف البحث بتوصيل رسالة للاحتلال مفادها بان جنوب ما بعد الهبة ليس جنوب ما قبلها وان الحق الجنوبي قادم مهما تمرد الاحتلال ومهما بلغت التضحيات وان كل اساليبه مكشوفة وان من يسانده سيصبح جزءً منه.
3) اسباب اختيار البحث وتكمن في التالي:-
أ‌- حداثة تناول البحث, وقلة الخوض فيه.
ب‌- التنبيه والتحذير من سُوء التعامل مع الهبة.
ج‌- القيام بمحاولات اولية لتأصيل الهبة.
الثاني:- (عوامل مشكلة البحث) وتتجسد في ثلاثة عوامل كالتالي:-
1- مشكلة البحث:- وتتحدد في الاجابة على التالي:-
أ‌- ما هي الهبة الشعبية.
ب‌- ما هي اهدافها؟
ج‌- من هي الجهة المحركة لها.
2- الفرضيات:- وتتحدد في محاولة الاجابة على اسئلة المشكلة كالتالي:-
أ‌- هل هي هبة شعبية قبلية ذات مطالب حقوقية آنية يحركها القهر والحرمان فقط.
ب‌- هل هي هبة شعبية ذات مطالب سياسية سلطوية يحركها الاقصاء والتهميش.
ج‌- هل هي هبة شعبية وطنية ذات مطالب سيادية وتأتي كامتداد للثورة الجنوبية.
3- المنهج:- اتبع البحث منهج وصفي تحليلي موظفاً روح المناهج كلها بأسلوب تكاملي.
الثالث:- (ما بعد مشكلة البحث, وتتجسد في ثلاثة فروع كالتالي:-
1- الخطة وتتكون من التالي:-
أ‌- مقدمة.
ب‌- تمهيد.
ج- ايجابيات الهبة
د- مخاطر التوظيف
ه- حلول ومخارج.
2- الصعوبات وتتمثل في التالي:-
أ‌- ضيق الوقت وشحت المعلومات العلمية عن الهبة.
ب‌- الاحتراس في التسرع بالحكم على الهبة من قبل الكثير من المجتهدين.
ت‌- صعوبة جمع المعلومة ومعايشة الحدث في اطار الواقع.
3- الشكر ويشمل جهات عدة ساهمت في تذليل الصعاب واخراج البحث الأولي الى النور ومنها:-
أ‌- منظمة صح لحقوق الانسان الجنوبية.
ب‌- الهيئة الاكاديمية لتحرير واستقلال الجنوب.
ت‌- د. حسين العاقل رئيس الهيئة الاكاديمية الذي تكرم بإشعارنا في الندوة وطلب مشاركتنا الفاعلة فيها.
ب‌)التمهيد:(أساليب الاحتواء على المشروع الجنوبي):-
شهد الصراع بين المشروع الجنوبي والمشروع اليمني أساليب وطرق متنوعة منذُ القدم، فإذا ما أخذنا طبيعة وأساليب ذلك الصراع في العصر الحديث وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى (1918م) سنلحظ بأنه قد تنوعت من مرحلة إلى أخرى إلا أنها ظلت مستمرة إلى يومنا هذا وما بعد، وسيورد الباحث تلك الأساليب وفقاً للمراحل التالية:-0
المرحلة الأولى (مرحلة الانبعاث والتغييب) (1918 – 1963م): استخدم فيها المشروع اليمني عدة أساليب لتذويب المشروع الجنوبي كالتالي:-
1) الأسلوب الاستباقي (1918- 1934م) وفيه تحول من منقذ إلى محتل يهدف من خلاله إلى تحويل الروح الجنوبية إلى احتلال باسم التحرير من بريطانيا وعلى إثرها قاومه الجنوبيون وانتهت المقاوم باتفاقية الحدود بين الجنوب العربي واليمن عام 1934م.
2) الأسلوب الإرباكي (1934- 1959م)، بعد أن بدأ يتحرك المشروع الجنوبي بعد الحرب العالمية الثانية حرك له الإمام وبريطانيا ورقة (عدن للعدنيين) بهدف تحويل (هوية المشروع الجنوبي إلى هوية مناطقية).
3) الأسلوب الإحباطي (1959- 1969م)، فبعد أن بدأ يتشكل المشروع الجنوبي بوساطة حزب رابطة أبناء الجنوب حرك له الإمام وبريطانيا مشروع جزئي لكي يتحول من (مشروع الجنوب العربي إلى مشروع اتحاد الجنوب العربي).
المرحلة الثانية: (مرحلة البناء والهدم) (1963 – 2007م) استخدم المشروع اليمني فيها عدة اساليب لإبادة المشروع الجنوبي كالتالي:-
(1) أسلوب مسخ الهوية (63- 1969م): مسخت فيه بريطانيا واليمنيون الهوية من (الجنوب العربي إلى الجنوب اليمني).
(2) أسلوب تحويل الهوية (69 – 1989م) حول اليمنيون هوية (جمهوري اليمن الجنوبية الشعبية إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).
(3) أسلوب الاحتلال التدريجي الناعم وطمس الهوية (89 – 1993م) (93-2007م) في المرحلة الأولى عمل على اتباع أسلوب الاحتلال التدريجي الناعم فمنذُ أن أدرك نجاح الدولة الجنوبية في استخراج النفط عام 1989 قرر وحلفاؤه العرب والغرب الاستيلاء على منابع النفط الجنوبي إما بالقوة أو بالحوار أو الوحدة فشل في الأسلوبين الأولين ونجح في الوحدة بفعل الموروث الوحدوي الجنوبي وكانت الخطوة الأولى للاحتلال التدريجي, وفي 22/5/1990م حقق الخطوة الثانية في احتلال الجنوب عندما قدم إعلان الوحدة على موعدها الحقيقي في 30/نوفمبر/1990م، إذ استطاع إقناع الجنوبيين المعارضين بالأخذ بنظام الأفضل (الدولة الجنوبية) فنجح.
وفي 1993م هدد الجنوبيون في الانسحاب من الوحدة قبل نهاية المرحلة الانتقالية فحرك لهم ورقة الديمقراطية وهنا تمكن من تحقيق الخطوة النهائية من الاحتلال الناعم للجنوب في 27/إبريل/1993م أما في المرحلة الثانية (93 – 2007م) فقد اتبع أسلوب الإبادة وطمس الوجود عندما أعلن الحرب في 27/إبريل/1994م ونفذها بشكل كلي على الجنوب في 7/7/1994م بحجة خروجه عن الأغلبية اليمنية.
المرحلة الثالثة (مرحلة الفرض والرفض) (2007م – اليوم وما بعد) : وفيها استخدم المشروع اليمني عدة أساليب لطمس المشروع الجنوبي كالتالي:-
(1) أسلوب (تلغيم المفاهيم) (2007 – بداية 2011م) لجأ الاحتلال إلى الدبلوماسية في خلط الأرواق بهدف (تحويل الثورة الجنوبية- إلى حراك جنوبي).
(2) أسلوب (تغييب الهوية) (بداية 2011م – بداية 2012م) حرك الاحتلال ورقة ثورة التغيير بهدف (القضاء على تحرير الهوية الجنوبية وإعادة إنتاج الهوية اليمنية).
(3) أسلوب (حرف المسار) (من بداية 2012م – نهاية 2013) استخدم منهج الحوار الغامض بهدف حرف تشخيص القضية من (دولة محتلة – إلى إقليم مضطهد يبحث عن تقرير المصير الاستفتائي الخاسر بفعل المصالح المشتركة للاحتلال وأعوانه ودول الإقليم والشركات الغربية).
(4) أسلوب (تجزئة الهوية) (2/12/2013 – اليوم وما بعد) عندما قدم ورقة العصبة الحضرمية لحرف الهبة من (الجنوب العربي – سلطنات عربية).
نقاط البحث: وتتمثل في النقاط التالية:-
النقطة الأولى: إيجابيات الهبة:- وجهت الهبة الشعبية عدة رسائل إلى جهات عدة تشكل في مجملها ظاهرة إيجابية لصالح الثورة الجنوبية، إذ وجهت أولى هذه الرسائل للثورة الجنوبية نفسها والثانية لنظام الاحتلال والثالثة لدول الإقليم والرابعة للشركات العالمية، وكل هذه الرسائل تحمل عدة دلالات ومعان قريبة وبعيدة ستحدد مستقبل ما بعد الهبة لصالح الثورة الجنوبية وسيتناول البحث تلك الإيجابيات على النحو التالي:-
الإيجابية الأولى (الدفع بالثورة الجنوبية وتجاوز سلبياتها) ويتضح ذلك من خلال إنجاز التالي:-
1- إحداث صدمة للعقل الجنوبي الثوري وتنبيهه بأن نجاح الثورة يكمن في السيطرة على الأرض والحفاظ على الأمن والاستقرار.
2- اتساع الحاضن الشعبي وتوسيع رقعة الثورة
3- تثوير القبيلة وتحريك الفئة الصامتة.
4- تنويع وسائل النضال وتحقيق شرعية الدفاع عن سلمية الثورة.
5- الانتقال من حالة الصوت الثوري إلى واقع تصعيد الفعل الثوري.
6- كشفت أساليب التلاعب بالثورة ووضعت كل الجنوبيين أمام المحك الثوري.
7- حررت الأطر الثورية من المرجعيات الخفية بشكلٍ أو بآخر.
8- عززت من كسر حاجز الخوف وعمقت القناعة بالتضحية.
9- كشفت عمق التلاحم والتظافر والتآزر في النسيج الجنوبي.
10- تمسكت بشعارات ورايات الثورة الجنوبية وصور رموزها كصورة الرئيس الشرعي للجنوب المناضل علي سالم البيض والقايد الزعيم حسن احمد باعوم.
11- نقلت المتعاطف الجنوبي مع الثورة إلى مربع المناصر والمناصر إلى مربع الفاعل والفاعل إلى مربع التفعيل الثوري.
12- أظهرت إنسانية الجنوبيين أمام المقيمين من أبناء اليمن.
13- حددت موقف واضح من اللعب بالمفاهيم وجيرت ذلك لصالح الثورة على النحو التالي:-
أ‌) التصالح والتسامح.
ب‌) الجنوب لكل الجنوبيين.
ج) عدم التخوين.
د) الاعتراف بالآخر.
ه) عدم الإقصاء.
و) دم الجنوبي على الجنوبي حرام وذلك من خلال ربط هذه المفاهيم باستقلال الجنوب.
14- حركت الأوراق المعطلة بما يخدم إنجاح الثورة على النحو التالي:-
أ‌) التنظيم.
ب‌) الاشتراكات.
ج) المربعات الأمنية.
د) تشكيل خلايا الثورة في كل حي جنوبي.
الإيجابية الثانية (تقزيم الاحتلال اليمني) ويتضح ذلك من خلال إنجاز التالي:-
1- أوصلته إلى قناعة بأن الحفاظ على ما تبقى من بنية وسيادة بلاده مرهون برحيله من الجنوب كخطوة أولى على طريق الاستقلال.
2- أظهرت هشاشة وضعف بنية الاحتلال اليمني المتهالك بفعل التناحر الداخلي.
3- لخبطت كل أوراق اللعبة السياسية (المحلية والإقليمية والدولية) التي كان يجيدها الاحتلال لإطالة بقائه.
4- تجاوزت المربعات العسكرية المحضورة.
5- جعلت كل القادمين من اليمن بعد الوحدة إلى الجنوب يعترفون بأنهم مقيمون في الجنوب.
الإيجابية الثالثة ( أحرجت دول الإقليم) ويتضح ذلك من خلال تحقيق التالي:-
1- أوصلتهم إلى قناعة بأن الاستقرار في المنطقة والإقليم مرهون بتحرير واستقلال الجنوب.
2- فاجأت دول الإقليم وغيرهم بقدرة الجنوبيين في السيطرة على الأرض وإرباك الاحتلال وشل حركته.
3- وضعت دول الإقليم بين خيارين إمّا الاستمرار في دعم محتل يفرط حتى في سيادته وبين شعب مظلوم يطالب باستقلال بلاده.
4- كشفت الأهداف الخفية للصمت الإقليمي بشكلٍ أو بآخر.
الإيجابية الرابعة (أربكت الشركات العالمية في الجنوب) ويتضح ذلك من خلال تحقيق التالي:-
1- أوصلت الشركات العاملة في حقول النفط والغاز إلى قناعة بأن ضمان مصالحهم مرهون بتحرير واستقلال الجنوب.
2- ابتكرت مخرجاً للقضاء على مسرحية القاعدة من خلال كشف حقيقة (استحالة القضاء على الإنسان والثروة معاً) من قبل الاحتلال .
3- جعلت المجتمع يفكر بجدية في استقرار الجنوب الذي لا يمكن أن يتحقق إلاَّ بتحريره واستقلاله.
4- وضعت حد لظاهرة الموت بالأطباق الطائرة.
5- حركت ورقة النفط والغاز لتضاف إلى أوراق الضغوط على الاحتلال.
النقطة الثانية: (مخاطر توظيف الهبة لغير الصالح الجنوبي):-
أولاً: مخاطر توظيفها لصالح الثورة الأخرى:-
1- المبالغة في الهبة أو تشويهها أو إفراغها بهدف القضاء عليها.
2- الإساءة إلى الحاضن الشعبي بهدف تجفيف منابع القوة الثورية.
3- قبيلة الثورة واستعداء الفئة الصامتة.
4- عدم السيطرة على الأرض أو السيطرة الوهمية المخترقة.
5- المبالغة في الدفاع عن النفس مما يمكن العدو من ضرب الهبة الثورية في مكمن.
6- التغني بالإنجازات الوهمية والعودة إلى الصوت الثوري.
7- التعامل مع الجنوبيين على أساس الجغرافيا دون المشروع الجنوبي.
8- الاستسلام للمرجعيات الخفية.
9- نشر ثقافة (التفجيع والتلميع والترقيع والتجويع).
10- إحياء ثقافة الماضي بهدف زعزعة الثقة تمهيداًُ لسياسة الأقاليم.
11- إبراز شعارات ورايات قد تتعارض مع ما هو منجز بحجة استيعاب الثقافة الجنوبية القديمة والجديدة.
12- إرباك التصعيد الثوري وانعكاساته التراجعية على القوى (الفاعلة والمناصرة والمتعاطفة سلباً).
13- الإساءة والاعتداء على غير الجنوبيين، يمنيين أو غيرهم بهدف الغيرة على الجنوب، مما سيؤدي إلى إبرازنا كعنصريين أمام أعداء الثورة.
14- التعامل مع مفاهيم (التسامح ، التخوين، الإقصاء، الخ..) برؤية عامة وبأسلوب فضفاض ومطاطي بعيداً عن المعايير والغاية الأساسية مما يجيرها لصالح من يتعاون مع الاحتلال.
15- تجميد ما تم تحريكه من مربعات (التنظيم، الاشتراكات، المربعات الأمنية، تشكيل الخلايا في الأحياء) بهدف إبقاء الثورة في حالة إرباك مستمر وفوضى خلاقة يسهل اقتيادها إلى بيت الطاعة.
16- التكتيك في المربع الاستراتيجي.
17- تغييب الحامل السياسي أو إنتاج حامل سياسي مزدوج.
18- تحجيم القيادات أو تشكيل قيادة برؤى متعددة.
19- الاشتغال خارج مربع الثورة.
20- انعدام آلية التنسيق.
21- ربط المشاركة الميدانية الكلية بتحديد القيادة للحامل السياسي بهدف تمرير كل الخيارات.
22- غربلة مراحل الثورة.
ثانياًُ: مخاطر توظيفها لصالح الاحتلال:-
1- تجزئة القضية وقبيلة الثورة أو تحويل الثورة إلى هبة.
2- إتاحة الفرصة للاحتلال لإعادة ترتيب أوراقه بهدف إعادة انتشار قواته بحسب المناطق الأكثر سخونة بالجنوب بفعل حالات التخاذل أو المكايدات أو المصالح الضيقة.
3- التأخر في التقاط الفرصة حتى يتمكن الاحتلال من تضميد جراحه والسيطرة على خلافاته الداخلية.
4- إتاحة مجال للعدو لكي يعيد ترتيب أوراق اللعبة السياسية من جديد (محلياً وإقليمياً ودولياً).
5- التخاذل أمام ما هو منجز، وجعل الآخر المقيم أو غيره يتسيد على الأرض مرةً أخرى دون أهلها الواقعين تحت الاحتلال.
6- الرغبة من قبل البعض هنا أو هناك لحصر الهبة في إطار القبيلة ليسهل تجاوزها أو القضاء عليها.
7- تهدئة التصعيد الثوري في محافظات وسخونتها في أخرى مما يؤدي إلى اضطراب في تناسق وانسجام الثورة.
8- يمننة الهبة أو مذهبتها أو تحزيبها أو جهويتها أو مناطقيتها مما سيؤدي إلى تلغيمها من الداخل.
9- تحويل التحالف القبلي الوطني إلى تحالف قبلي مناطقي أو حزبي.
10- صناعة قوى تمارس الاحتلال بالوكالة.
11- تحويل مفهوم القضية من وطن محتل إلى إقليم مضطهد يبحث عن تقرير مصيره بالاستفتاء الخاسر.
12- تدمير الوعي المدني لدولة الجنوب.
ثالثاً: مخاطر توظيفها المطلق لصالح دول الإقليم أو معاداتها:-
1- غرس قناعة عند دول الإقليم بأن الهبة مصدر فوضى لخلخلة استقرار الإقليم والمنطقة فيما إذا وظفت توظيفاً خاطئاً.
2- نزع الثقة من قبل دول الجيران في مقدرة الجنوبيين للسيطرة على الأرض فيما إذا تراجعت الهبة.
3- استعادة ثقة دول الإقليم بالاحتلال كقوة مسيطرة على الأرض إذا لم تستمر الهبة في تحقيق إنجازاتها.
4- إتاحة الفرصة لدول الجوار في الإجهار عن طموحاتهم الجغرافية في حالة ثبت لهم التراجع الكامل عن المشروع الجنوبي.
رابعاً: مخاطر توظيفها المطلق لصالح الشركات الأجنبية أو معاداتها:-
1- قعدنة الهبة تحت حجة الأخذ بالثأر من الضربات الأمريكية ضد الجنوبيين.
2- تراجع ثقة الشركات الأجنبية بقدرة الجنوبيين في الحفاظ على مصالحهم مما سيجعلهم يبحثوا عن البديل إذا تراجعت الهبة.
3- دفع القوى الكبرى في المبالغة بمحاربة الإرهاب في الجنوب بعد أن قبل الجنوبيين ذلك إذا ضعفت الهبة.
4- تردد المجتمع الدولي في قدرة الجنوبيين بقيام دولة حافظة للأمن والاستقرار الدولي إذا ضعفت الهبة.
5- توفير الحماية المعززة للشركات، بحيث يصعب الاقتراب منها مستقبلاً إذا قبل الجنوبيين بالفتات دون طموحهم الكلي.
النقطة الثالثة: (الحلول والمخارج) سيعمل البحث في بلورتها على النحو التالي:-
أولاً: كيفية الاشتغال على تحرير العقل الجنوبي من الهوية اليمنية:-
1) منح الهبة الصبغة الوطنية الجنوبية وتحريرها من أساليب اليمننة أو الأقلمة أو العلمنة أو القعدنة.
2) الاعتزاز بمنجزات الهبة بما فيها حق الدفاع عن النفس من الاحتلال اليمني,
3) التعامل بواقعية وعقلانية مع المكونات القبلية الرافضة للاحتلال ومنحها الصبغة الوطنية الجنوبية بهدف تحريرها من تبعية الهوية اليمنية والعمل على مضاعفة تثويرها.
4) التمسك في الأرض وتوفير الضمانات الأمنية والحياتية للمواطن الجنوبي في حالة انسحاب أو تخلي الاحتلال عن واجبه في أي منطقة معينة.
5) التمسك في سلمية الثورة مع حق الدفاع عنها على أن تضطلع القبيلة بدور متميز بهذه المهمة.
6) العمل على تحرير الجنوبيين الذين في السلطة من الهوية اليمنية ودفعهم إلى إعلان الانضمام للثورة وتطمينهم بأن رواتبهم خط أحمر.
7) التعامل مع اليمنيين المقيمين في الجنوب بعد الوحدة بعقلانية وبأسلوب حضاري من خلال طرق وأساليب الإقناع والشعور بالمسئولية حتى لا نتهم بالعنصرية في نظام عالمي جديد لا يسمح بذلك.
8) الحرص على الثورة والعمل على التصعيد الثوري واعتبار الهبة امتداد للثورة.
9) العمل على التعامل مع التحالفات القبلية بأسلوب حضاري يدفعهم إلى أن يكونوا جزء من مكونات الثورة.
10) الحفاظ على بنية الحامل السياسي وعدم الخلط بين المشاركة الشعبية في الميادين والمشاركة في الحامل السياسي، لأن الميدان مفتوح وبكل حرية للجميع والصمود فيه يعود إلى قناعات الأفراد أمّا الحامل السياسي فإن المشاركة فيه مقننة ومحددة تحكمها رؤية دقيقة تهدف إلى تحرير الجنوب واستقلاله وكذلك أهداف ثابتة تكمن في التحرير والاستقلال دون غيرها فمن ينتمي إلى إطار تحمل رؤيته رؤية يمنية لا ضرار أن يتم التعامل معه وقبوله لدوره النضالي الفردي في الميادين وليس للإطار الذي ينتمي إليه.
ثانياً:- كيفية الاشتغال على تحرير العقل اليمني من ثقافة الفيد باسم الهوية:
1) تشجيع الصوت اليمني المقتنع باستعادة دولة الجنوب المستقلة وفتح نوافذ تواصل وحوار معه بهدف توسيع مساحة هذا الصوت.
2) خلق ثقافة اقناع لمركز القرار اليمني بان مبالغته في الهيمنة على الجنوب اصبحت نقطة ضعف عليه اقليمياً ودولياً ويمنياً وحتى جنوبياً, فالكل يراهن على ورقة الجنوب ولكي يرضي الكل يضطر في تقديم التنازلات الى ان فقد السيادة الكاملة على بلاده (ج.ع.ي) نفسها وان لغة العقل تشير بان لا سيادة لليمن الا بمنح السيادة للجنوب أولاً.
3) على المجتمع اليمني ان يلتقط الفرصة ويثور الشارع مستنكراً المجازر التي ترتكبها الاسر التي دمرت ثورته اليمنية وحولتها من ثورة الى ازمة.
4) يجب ان يفهم العامة من الشعب اليمني بان هناك فرق بين الهوية اليمنية الجغرافية التي (نحن وبعض دول الخليج وجزءٍ من السعودية وصنعاء وتعز) نقع في اطارها الجغرافي (جنوب الكعبة) وبين الهوية السياسية التي تبناها الامام عام 1918م عندما هيمن على تعز والحديدة وإب؛ إذ حول الهوية الجغرافية إلى هوية سياسية هادفاً من ذلك إلى قيام دولة جديدة تصل إلى (الجنوب وبعض دول الخليج وجزء من السعودية) والدليل أن قبلها لم تكن هناك دولة باسم اليمن لا بالشمال ولا بالجنوب ولا في غيرها قبل 1918م.
5) مخاطبة العقلاء والحكماء من اخواننا وجيراننا في اليمن بضرورة الحفاظ على ما تبقى من أواصر الاخوة وادراكهم بأن حل مشاكلهم لا يتم الا بقيام دولة ولا يمكن ان تقوم لهم دولة الا بعودة الدولة الجنوبية اولاً.
ثالثاً:- كيفية الاشتغال على تحرير العقل الإقليمي من عقدة الدولة الجنوبية:
1) ضرورة التخاطب مع دول الإقليم وفي مقدمتهم دول الخليج وخاصة الجارة العزيزة السعودية وإقناعهم عن طريق الحوار بأن الأمن والاستقرار في المنطقة مرهون باستعادة دولة الجنوب المستقلة هذه الدولة الجديدة التي ستلتزم بجميع اتفاقيات الحدود بما فيها الاتفاقيات التي وقع عليها الاحتلال, تلك الدولة التي ستكون مراعية لحق الجوار والمصلحة المشتركة, تلك الدولة المسالمة والمتعاونة مع جيرانها والبعيدة عن كل التناقضات.
2) إقناع جيراننا في السعودية ودول الخليج بأن شعب الجنوب يتطلع إلى حليف إقليمي ودولي ليساعده في التسريع لعودة دولته وبفعل النظام العالمي الجديد وطبيعة الصراع في المنطقة من الضروري اليوم وغداً أن يجد من يمد له يد العون، ولذلك يفضل شعب الجنوب ويلح بأن تكون المملكة هي الحليف الأول لتحقيق هدف الشعب الجنوبي في التحرير والاستقلال.
3) من الضروري أن نقتنع ويقتنع جيراننا بأن النظام العالمي الجديد وخاصة في مراحله الأولى يقوم على أساس التكتلات الجغرافية إلى أن يتم تثبيت تعدد الأقطاب على أرض الواقع ولهذا فوحدة الجغرافيا تحتم على الجنوبيين والخليجيين وخاصة السعودية أن يكونوا ضمن تكتل اقتصادي واحد وهذا ما يتمناه شعبنا ويطمح أن يكون جزء من ذلك لكي نستطيع أن نكون شركاء ومساهمين في صناعة هذا العالم الجديد.
رابعاً:- الاشتغال على تحرير العقل الغربي من عقدة باب المندب:-
1) مخاطبة الغرب وخاصة الامريكان بان الجنوب يتطلع لكي يصبح عنصراً فاعلاً في بناء النظام العالمي الجديد الذي تجاوز مبدأ التوازن بين القوى وانتقل الى مبدأ التداول والتبادل, وان شعب الجنوب يتفهم القلق الدولي والامريكي الهادف الى تحقيق النظام العالمي الجديد والى الصعوبات التي تقف امامه وابرزها حل مشكلة المناطق الملتهبة ويأتي في مقدمتها الجنوب لما لهذا الوطن من خصوصية بفعل وقوعه في بوابة مضيق باب المندب المتحكم في ممر أهم الملاحة الدولية. ونريد ان نكون جزء من الجهة العالمية في استقرار هذه المنطقة.
2) ويتطلع شعب الجنوب الى الاصدقاء الغرب والامريكان في ان يتفهموا بأن المشكلة القائمة هي بسبب الاحتلال اليمني للجنوب وان يدركوا ان الاستقرار في المنطقة مرهون بزوال الاحتلال واستقلال الجنوب وحتى لا يأتي من ينقذ الجنوبيين من محنتهم هذه نطمح بان نبدأ علاقة شراكة دولية مع الغرب والامريكان وكل الدول الكبرى بحيث نؤسس لنمذجة جديدة في اخطر موقع في العالم يضمن السلام الدولي ويحقق التمايز الايجابي في التعاون بيننا مستقبلاً ولا يتم ذلك إلا من خلال مساعدتنا في تحرير الجنوب واستقلاله.
3) يتمنى شعب الجنوب من كل الدول الكبرى ان تعيد النظر وتجرب هذا الشعب المدني المجرب والقادر مقارنةً بالآخرين في مقارعة الارهاب وان يجعلوا من هذا الشعب المدني صديقاً وحليفاً دائماً لرفض التطرف اياً كان نوعه بهدف الاتجاه معاً نحو عالم جديد يكفل الحياة الكريمة للدول الصغرى ويكفل حق الريادة والتميز للدول الكبرى.
4) ينظر شعب الجنوب وبحزن الى عدم افصاح وسائل الغرب والامريكان الاعلامية والاستخباراتية عن كلما يسجلوه ويوثقوه عما يجري في الجنوب من مفارقات بين احتلال يمني قبلي يرتكب المجازر يومياً بحق الانسان الجنوبي المسالم وبين شعب جنوبي ثائر سلمياً لا يملك الا عدالة قضيته والدفاع عن سلمية نضاله وما يسطره من مشاهد تبعث على الاطمئنان سواءً من خلال معاملته الانسانية مع ضيوفه المقيمين فيه او من خلال حفاظه بإمكانيات بسيطة على الامن والاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها الثورة, لذلك نتمنى نشر الحقيقة وانصاف الجنوب.
الخاتمة:-
تعامل البحث مع الهبة الشعبية كظاهرة موجودة على أرض الواقع وانطلاقاً من الظروف التي انتجتها في سياق عالمي وإقليمي غاية في الأهمية حاول البحث ان يلامس روح الحدث والاسهام في إضاءة معالمه من خلال العلاقة بين سيميائية العنوان ومتن النص بما فيه من معان وأبعاد ودلالات حملتها سياقاته وانساقه وعلاماته الرامزة في كل فقراته وما فيها من إشارات إلى أهميته, وأهدافه وإشكالياته وفرضياته واستعراضاته لمراحل الصراع بين المشروع الجنوبي والمشروع اليمني منذ الحرب العالمية الأولى إلى اليوم, إذ كلما نهض المشروع الجنوبي حرك له المشروع اليمني مشروعاً جنوبياً جزئياً بهدف القضاء عليه. كما تناول البحث ثلاث نقاط أساسية خدمة في مجملها مستقبل الثورة الجنوبية تمثلت الأولى في الإيجابيات الأربع التي حققتها الهبة, إذ تكمن الإيجابية الأولى في (الدفع بالثورة الجنوبية وتجاوز سلبياتها) والثانية (تقزيم الاحتلال اليمني) والثالثة (بإحراج دول الإقليم) والرابعة (إرباك الشركات العالمية في الجنوب).
كما تمثلت النقطة الثانية في (مخاطر توظيف الهبة لغير الصالح الجنوبي), إذ تكمن الأولى في (مخاطر توظيف الهبة لصالح الثورة الأخرى) والثانية في (مخاطر توظيف الهبة لصالح الاحتلال) والثالثة في (مخاطر التوظيف المطلق لصالح دول الإقليم أو معاداتها) والرابعة في (مخاطر التوظيف المطلق لصالح الشركات الأجنبية أو معاداتها) وتمثلت النقطة الثالثة في (الحلول والمخارج), اذ تبلورت الى أربعة مخارج تمثل المخرج الأول ب(كيفية الاشتغال على تحرير العقل الجنوبي من الهوية اليمنية) والثاني (كيفية تحرير العقل اليمني من ثقافة الفيد باسم الهوية) والثالث (كيفية تحرير العقل الإقليمي من عقدة الدولة الجنوبية) والرابع (كيفية تحرير العقل الغربي من عقدة باب المندب).
لقد تعامل البحث مع الهبة كأمر واقع بصرف النظر عن نوعيتها وأسبابها والجهة التي حركتها فالهبة قد حدثت والتعامل معها أمر لا مفر منه ومن الطبيعي أن تتفاعل معها كل القوى في الساحة سواءً التي تتشكل معها في بنية واحدة أو التي تجثم على تلك البنية أو القوى المجاورة لها أو تلك القوى التي تحفر في شرايينها ووفقاً لذلك توصل البحث إلى النتائج التالي:
الأولى : رؤية الثورة الجنوبية للهبة وكيف تعاملت معها :
انطلقت الثورة الجنوبية في رؤيتها للهبة من وثائق الثورة ذاتها التي تنص على إن الوضع في الجنوب منذ 7/7/1994م احتلال وإن الحل يكمن في التحرير والاستقلال واستعادة سيادة الدولة, هذه الرؤية التي التف حولها كل شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب ولم يعترضها أحد إلا الاحتلال وأعوانه ومن هذه الرؤية تعاملت الثورة مع الهبة كإمتداد طبيعي لها, إذ تشكل حالة نهضة في وعي الثورة الجنوبية التي تعرضت لحالة من الأرهاق بفعل الضربات المتتالية داخلياً وخارجياً خلال سبع سنوات, مستندة في هذه الرؤية إلى كون الشعب الجنوبي منذُ 1994م قد هب وانتفض وثار والثورة لا يمكن أن تعود إلى هبة شعبية بل هي هبة ثورية للأسباب المذكورة آنفاً والدليل تحريكها لشعب الجنوب للتفاعل مع الهبة الثورية وتعميمها على مستوى الجنوب كله واعتبارها خطوة جبارة للانتقال إلى مرحلة أرقى في الوضع الثوري الجنوبي.
الثانية : رؤية الاحتلال للهبة وكيف يعمل لتوظيفها :
حاول الاحتلال منذُ اللحظات الأولى للهبة القضاء عليها وعندما عجز عمل على مسايستها بعدة طرق ثم حاول على إفراغها او تشتيتها أو حرف مسارها من خلال حصرها في محافظة حضرموت وتحويلها إلى قضية حقوقية بهدف تعميمها على بقية المحافظات الجنوبية وصولاً الى تقسيم القضية الجنوبية الكلية إلى عدة قضايا بحيث تصبح لكل محافظة قضية حتى يتخلص من مشروعها السيادي لاستقلال الجنوب والدليل تحريكه لكل أوراقه المكشوفة سواءً في الجنوب أو في اليمن أو بالتنسيق مع حلفائه الإقليميين والدوليين.
الثالثة : رؤية دول الاقليم للهبة وكيف تعمل لتوظيفها :
تعمل دول الخليج على توظيف الهبة لصالح مخرجات الحوار التي تنص على إيجاد ستة أقاليم في اليمن والجنوب وتنطلق في ذلك من جوهر مبادرتها الخليجية والدليل تحريك الأوراق التي تملكها سواءً في نظام الاحتلال أو التي بحوزتها أو بالتنسيق مع حلفائها الدوليين آملةً من ذلك في خلق السياق الجغرافي المناسب لأوضاعها.
الرابعة : رؤية الشركات الاجنبية للهبة وكيفية توظيفها :
تحاول الشركات توظيف الهبة لخلق واقع جديد يتناسب مع طبيعة ونوعية التحالفات الجديدة التي طرأت بفعل الدبلوماسية الجديدة للغرب بشكل عام والامريكان بشكل خاص مع دولة إيران وحلفائها في المنطقة وفقاً لمبدأ التبادل والتداول الذي يقوم عليه النظام العالمي الجديد بدلاً عن مبدأ التوازنات السابق بين القوى الدولية وما سيرافق هذا التحول من تغيرات في السياسات والتحالفات الجديدة في نسيج دول الإقليم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص ولاسيما دول الخليج والدليل تحريكها للأوراق التي تملكها في إطار نظام الاحتلال او في دول الإقليم أو في الإطار الدولي.
الورقة المقدمة إلى (ندوة المشهد السياسي الراهن في الجنوب).
برعاية مجموعة أكتوبر الخيرية ومشاركة منظمة صح الجنوبية وبإشراف الهيئة الأكاديمية لتحرير واستقلال الجنوب.
الباحث/
د. يحيى شائف الشعيبي
مشرف المركز العلمي لصيانة الثورة
شبام نيوز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.