في إحدى الحوارات التلفزيونية لسيد القمني مع الشيخ الأزهري سالم عبد الجليل كاد الشيخ الأزهري أن يفقد وعيه لأن القمني قال له أنه لا يوجد سماء ولا سماوات. لم أكن أظن أن حقيقة علمية بسيطة كهذه مجهولة للأغلبية وأنها قد تتسبب في تكفير الشيخ الأزهري للقمني على الهواء! الحقيقة أنه فعلا لا يوجد سماء! وما تراه من مظلة زرقاء في الأعلى ليس سقفا ولا مظلة ولا شيئا حقيقا وانما مجرد انعكاس ضوء الشمس على الغلاف الجوي. السماء مجرد خداع لوني. لهذا يتغير لونها عند الغروب بسبب انحسار أشعة الشمس ثم ما تلبث السماء أن "تختفي" في الليل بسبب غياب "خالقتها" أشعة الشمس، وهذا سبب قدرتنا على رؤية النجوم في الليل. لا يوجد سماء لكوكب الأرض ولا للمجموعة الشمسية ولا حتى للكون بأكمله. ماذا نفعل إذا بعشرات الآيات من القرآن التي تتحدث عن السماء المرفوعة بلا أعمدة والسماوات المرفوعة طبقات بعضها فوق بعض؟ التعامل مع هذه الآيات يجب أن يتم في إطار ثقافة العصر والناس الذي نزل فيهم القرآن وهو عصر أمية وغياب للعلم لأن العلم لم يظهر بشكله الحديث الا بعد عصر النهضة الاوروبي. والسماء في القرآن مثلها مثل الأرض المسطحة والشمس التي تغيب في عين حمئة مفاهيم ثقافية لا علاقة لها بالعلم ولا بالواقع الفيزيائي. عندما تنظر للسماء مرة أخرى تذكر أنه لا يوجد سماء. ورحم الله القمني الذي رحل وهو يحاول أن يشرح للكبار أبسط البديهيات التي يفترض أن يعرفها أي طالب في المرحلة الابتدائية.