وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة. وكان قد أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في عام 2020، سياسة الردع النووي الروسية، التي تسمح له باستخدام أسلحة ذرية للرد على أي هجوم بأسلحة تقليدية على البنية التحتية الحكومية والعسكرية الحيوية. وتعكس الصيغة الجديدة الموسعة لسياسة الردع الروسية بحسب مراقبين مخاوف موسكو بشأن احتمال تطوير أسلحة من شأنها منح واشنطن القدرة على ضرب أصول عسكرية ومنشآت حكومية مهمة دون اللجوء لاستخدام أسلحة ذرية. وتعيد الوثيقة الجديدة التأكيد على أن البلاد يمكنها استخدام الأسلحة النووية ردا على أي هجوم نووي أو اعتداء يشمل أسلحة تقليدية "تهدد وجود الدولة" الروسية. وتقدم وثيقة السياسة الجديدة وصفا تفصيليا للمواقف التي قد تستدعي استخدام أسلحة نووية، وتشمل استخدام الأسلحة النووية او أي أسلحة دمار شامل أخرى ضد روسيا أو حلفائها وأي هجوم من جهة معادية تستخدم فيه أسلحة تقليدية تهدد وجود الدولة. وعلاوة على ذلك، تنص الوثيقة الآن على أن روسيا تستطيع استخدام ترساناتها النووية إذا تلقت "معلومات مؤكدة" بشأن إطلاق صواريخ باليستية تستهدف أراضيها أو أراضي حلفائها، وأيضا في حال "تأثير عدو على منشآت حكومية أو عسكرية حيوية تابعة للاتحاد الروسي، والتي قد يؤدي إحباطها إلى فشل عمل انتقامي لقوى نووية"، حسبما نقلت "الأسوشيتد برس". ومن وجهة نظر العقيدة العسكرية الروسية، فإن الثالوث النووي يضم القوات النووية: البرية والجوية والبحرية. وفي ما يتعلق بالقوات النووية البرية التي تشكل أساس قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية بقيادة، سيرغي كاراكايف، فإنها تضمّ منصات برية ثابتة وذاتية الحركة للصواريخ الاستراتيجية العابرة للقارات. ومن بينها منصات ثابتة تحت الأرض لصواريخ "فويفودا" (الشيطان بحسب تصنيف الناتو) القديمة السوفياتية، ومنصات ثابتة لصواريخ "يارس" الحديثة و"سارمات" الحديثة الخارقة، العاملة بالوقود السائل. وهناك أيضاً منصات ذاتية الحركة لصواريخ "توبول" و"توبول-إم" العاملة بالوقود الصلب. ويفوق مدى عملها 8 آلاف كيلومتر. أما صواريخ "سارمات" (الشيطان 2 حسب تصنيف الناتو)، فبوسعها بلوغ أي نقطة على سطح الكرة الأرضية التي يمكنها الدوران حولها مرات عدة. أما القوات النووية الجوية، فتتضمن الصواريخ النووية والطائرات الاستراتيجية التي تحملها. ومن أحدث تلك الأسلحة، صاروخ "كينجال" فرط الصوتي، الذي تفوق سرعته 10 أضعاف سرعة الصوت، والذي تحمله حالياً مقاتلة "ميغ-31" السريعة وتطلقه إلى مدى 3 آلاف كيلومتر. ويتوقع أيضاً أن تحمل "كينجال" في المستقبل طائرات "تو-160" الاستراتيجية المطورة ومقاتلات الجيل الخامس. وهناك أيضاً صاروخ "كاليبر" البالستي أو المجنح الذي يمكن أن يتزود برؤوس كلاسيكية ونووية على حد سواء. وبالنسبة للطائرات الحاملة لتلك الصواريخ، فهي قاذفات استراتيجية مطورة من طراز "تو-160" (البجعة البيضاء) و"تو-95" (الدب) المطورة و"تو-22". وتتضمن القوات النووية البحرية السفن والغواصات النووية الاستراتيجية. وتشكل الغواصات الحاملة للصواريخ أساس تلك القوات. ومن أهم تلك القطع البحرية، غواصات مشروع "بوريه" مثل "يوري دولغوروكي" و"الأمير فلاديمير مونوماخ" وغيرهما. إضافة إلى الغواصات النووية المتعددة المهام مثل "قازان "و"سيفيرودفينسك" وغيرهما من مشروع "ياسين" و"ياسين-إم". وتتسلح كل تلك الغواصات بصواريخ "بولافا" العاملة بالوقود الصلب التي يبلغ مدى عملها 8 آلاف كيلومتر. ومن أحدث الأسلحة الروسية التي تنتمي أيضاً إلى القوات النووية البحرية غواصة "بوسيدون" المسيرة النووية، التي تختتم صناعة السفن الروسية بناءها في الوقت الحاضر. العلاقات الروسية- الأميركية بلغت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الأزمة الأوكرانية والاتهامات التي أثيرت بتدخل روسيا في انتخابات الولاياتالمتحدة الرئاسية عام 2016 وخلافات أخرى. وأعلنت موسكووواشنطن العام الماضي انسحابهما من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى المبرمة عام 1987. وبذلك، لم تعد هناك أي اتفاقيات قائمة للحد من الأسلحة النووية بين الولاياتالمتحدةوروسيا سوى معاهدة "ستارت الجديدة" التي وقعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2010 مع نظيره الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف. وتنص الاتفاقية على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية النووية للبلدين بنسبة 30 بالمائة، بحيث لا تتجاوز 1550 رأسا حربيا نوويا و700 صاروخ وقاذفة صواريخ وتقضي بالسماح بعمليات تفتيش ميدانية واسعة للتحقق من الالتزام ببنود الاتفاقية.