توعدت روسيا على لسان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال "يوري بالويفسكي" باستخدام أسلحة نووية حال مواجهة موسكو تهديدات تمس سيادتها ووحدة أراضيها. وأوضح بالويفسكي، في آخر سلسلة تصريحات عدائية صادرة من الكرملين:" ليس لدينا خطط لمهاجمة أي كان، ولكن نعتقد أنه من الضروري أن يتفهم كافة شركائنا في العالم بوضوح، سندافع عن سيادة ووحدة أراضي روسيا وحلفائها". وتابع متوعداً:" القوات المسلحة ستستخدم الأسلحة النووية ضمن الضربات الوقائية. تأتي تهديدات قائد الجيش الروسي خلال أقل من شهر من إجراء موسكو تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ بالستي جديد عابر للقارات، مجهز برأس حربي انشطاري - اطلق عليه اسم "RS 24"- وهو قادر على حمل عدة رؤوس نووية. وتخطط روسيا لتطوير هذا الصاروخ بهدف إدخاله في الخدمة قريباً، كي يحل محل الترسانة المتقادمة العائدة للحقبة السوفيتية. وقال ألكسندر فوفك، الناطق باسم وحدات الصواريخ الإستراتيجية إن الصاروخ الجديد الذي أطلق من منصة بليسيتسك في شمالي روسيا تمكن بنجاح من إصابة هدف محدد في شبه جزيرة كاماشاتكا على بعد قرابة سبعة آلاف كيلومتر. ورغم رفض فوفك الإفصاح عن عدد الرؤوس التي يستطيع الصاروخ حملها إلا أن بعض التقارير الإعلامية الروسية أشارت إلى أنها ثلاثة. ومن المقرر أن يحل صاروخ RS 24 الجديد محل صاروخي RS 18 و RS 20، كما ستشكل مع منظومات صواريخ "توبول-م" أساس القوة الضاربة لقوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية. وكانت موسكو قد أجرت في التاسع والعشرين من مايو/أيار الماضي أول عملية إطلاق تجريبية للصاروخ، ووفقاً لبيان رسمي روسي، فإن مشروع الصاروخ الجديد، "يعتمد على الحلول العلمية والتكنولوجية التي تجسدت في صاروخ توبول - M مما يساعد وبدرجة ملموسة على توفير التكاليف وتقليص الفترة الزمنية المطلوبة لتصنيعه." وفي إشارة واضحة إلى دور الصاروخ في مواجهة خطط الدرع الأمريكية في شرقي أوروبا، قال البيان إن دخول RS 24 الخدمة "يعزز قوة الردع النووية الروسية، وقدرات قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية على تجاوز خطوط الدفاع المضاد للصواريخ". كما أجرت روسيا أيضاً تجربة ناجحة لصاروخ بالستي آخر من نوع "RSM 54" مجهز برأس مدمر جديد، انطلق من إحدى الغواصات في بحر بارينتس، ودمر رأسه هدفا محددا بعيدا في أقاصي الشرق الروسي. ويتيح تجهيز صواريخ "RSM 54" وهي صواريخ قديمة نسبيا، برؤوس جديدة إبقاء هذه الصواريخ في الخدمة حتى عام 2030 عندما ستستعيض القوات الروسية عنها بصواريخ حديثة تعرف باسم "بولافا"، وسوف يبدأ عما قريب تجهيز القوات البرية الروسية بصواريخ جديدة "تور - M2"، وهي صواريخ يقوم الإنسان الآلي (الربوت) بإطلاقها، و"بانتسير" وهي قذائف صاروخية فريدة من نوعها.