نجحت روسيا في تجربة لاطلاق صاروخ استراتيجي عابر للقارات جديد يعرف باسم "بولافا" بعدما انطلق الصاروخ من غواصة "دميتري دونسكوي" من تحت سطح الماء قبل عيد رأس السنة. وتم في هذه المرحلة اختبار نظام إطلاق الصاروخ الذي لا تبدأ محركاته العمل إلا عندما يصل الصاروخ إلى علو عدة أمتار. وتجرى الاختبارات لصاروخ "بولافا" أو "ر – 30" منذ عام 2003. وستستمر الاختبارات في عام 2006. ومن المتوقع ان يدخل الصاروخ الخدمة العسكرية في عام 2007. وبدأ العمل في صنع الغواصات المخصصة لحمل وإطلاق هذه الصواريخ وهي من فئة 955 أو "بوري". وسيتم تدشين الواحدة منها في نهاية عام 2006. ثم سينتهي العمل في صنع غواصة أخرى في عام 2007. ويجب ان يضم الأسطول الروسي (أسطول الشمال تحديدا) 13 غواصة من هذه الفئة تحمل أكثر من ألف رأس نووي، بحلول عام 2010. ويري المهندس يوري سولومونوف، رئيس "معهد التقنية الحرارية" بموسكو الذي تم فيه تصميم صاروخ "بولافا" أن هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 8000 كيلومتر، سيظل في الخدمة لأكثر من عقد. ويعتبر صاروخ "بولافا" نسخة بحرية لصاروخ "توبول – م" الذي يتوقع له مصمموه عمرا طويلا حتى عام 2060. ويقدر الصاروخان الشقيقان على اختراق الشبكة التي تنشئها الولاياتالمتحدةالأمريكية لاصطياد الصواريخ المهاجمة. ذلك لأن رصد كل من الصاروخين أمر مستحيل سواء في وقت انطلاقه عندما يكتسب سرعة هائلة على الفور لا تنفع معها أية مراقبة أو في المرحلة اللاحقة عندما تمكنه عدة محركات مساعدة من تغيير مساره عبر مناورات وحركات مراوغة. وأخيرا يطلق الصاروخ عندما يقترب من الهدف المطلوب تدميره عدة رؤوس مدمرة غير حقيقية ولكنها تبدو على شاشة الرادار حقيقية وتجعل بالتالي المراقب في حيرة. وتم تأكيد هذه المواصفات خلال تجربة أخرى لصاروخ "توبول – م" ذي الرأس المدمرة الجديدة، هي السادسة في الترتيب التسلسلي عندما انطلق الصاروخ من موقع "كابوستين يار" بمقاطعة استراخان نحو موقع "بلخاش" في كازاخستان. وكما قال قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية الجنرال نيقولاي سولوفتسوف فإن القوات ستبدأ بتسلم صواريخ "توبول – م" ذات الرؤوس المدمرة الجديدة وهي صواريخ تطلق من منصات / قواذف متنقلة، في عام 2006. وستنضم الكتيبة الأولى التي تضم ثلاثة قواذف إلى فرقة 54 المرابطة في مدينة تيكوفو (مقاطعة إيفانوفو). ثم يجب ان تتسلم القوات تسعة قواذف سنويا. ويبلغ مدى صاروخ "توبول – م" 10000 كيلومتر. وفي موازاة ذلك يجب تجهيز صواريخ "توبول – م" التي كانت قد وضعت على منصات / قواذف ثابتة مخبأة تحت الأرض والتي يبلغ عددها 40 صاروخا، بالرؤوس المدمرة الجديدة. وعلاوة على ذلك، يعمل "معهد التقنية الحرارية" على تجهيز صواريخ "توبول – م" برؤوس مدمرة منشطرة