الجدل حول الوحدة اليمنية ليس جدلاً حول حقيقة يراد التوصل إليها أو معلومة يراد إثباتها، فكل المختلفين حول الوحدة لاينكرون أن 22 مايو 1990 كان ثالث أعظم حدث في اليمن بعد الثورتين سبتمبر وأكتوبر ولكن ماجرى بعدها هو اختلاف في النظر للوحدة بين كل طرف سياسي تبعا لمصالحه المتحصلة أو خسارته جراء قراراته واجتهاداته التي أوصلته للفشل وتضييع كل مابناه بعيدا عن النظر لمصلحة الشعب وقواه المختلفة ومايصلح له .. إذا كانت مشكلة مطلب الانفصال في السابق هي في إقصاء الجنوبيين عن السلطة والقرار فقد تم إعادة الاعتبار لهم وإن كانت المشكلة الممارسات المستبدة في الجنوب فمنذ سنوات وأبناء الجنوب هم من يديرون محافظاتهم؟ باختصار اذا تم تقديم مصلحة الشعب فالوحدة بصيغة الدولة الاتحادية التي تضمن للجميع حق المشاركة والمساواة ستبقى مكسب ولا يعاديها الا صاحب مصلحة خاصة أو مغرض لايريد لليمن القوة والاستقرار.