تمر ثمانية عشر عاماً على تحقيق الوحدة الوطنية التي أعلنت في ال"22" من مايو 1990م. . ففي الوقت الذي يحتفي فيه أبناء الشعب اليمني سواءً في شماله أو جنوبه بعيد وحدتهم، برزت أصوات وظواهر تقودها بعض العناصر في بعض مناطق الجنوب تدعوا إلى الانفصال تحت مبرر ما تسميها القضية الجنوبية وغيرها من الحجج والمبررات التي تحاول أن تزرع الفتن وتهدد السلم الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد، وبالمقابل وفي نفس تلك المناطق تجد الكثير من أبناءها يرفضون هذه السلوكيات ويصفونها بالمشينة والمغرضة لتحقيق أهداف خارجية يراد بها تنفيذ مخططات تآمرية تستهدف أهم وأبرز منجز لليمانيين في التاريخ المعاصر وهي الوحدة الوطنية التي تعد بالنسبة لهم منعطفاً مهماً ونقطة تحول عظيمة حولت حياة اليمنيين كافة من ويلات الظلم والاضطهاد والدكتاتورية اللعينة إلى رحاب الخير والعطاء والتنمية وفتحت آفاقاً واسعة من الحرية والديمقراطية، ووغدت السياج المنيع والحصن الحصين لأبناء الجنوب والشمال على حد سواء، ويؤكد عدد من شيوخ وأعيان ووجهاء محافظة شبوة أن أي مشروع يستهدف الوحدة فهو مشروع خاسر وإن من يثير الزوبعات هم أشخاص فقدوا مصالحهم الذاتية وهيمنتهم في ظل الوحدة والديمقراطية ولا يمثلون إلا أنفسهم. . فهي إلى ما قاله أبناء محافظة شبوة والذي يتلخص في الاستطلاع الميداني الذي قامت به "أخبار اليوم" وهذه حصيلته. تحدث في البداية الشيخ/ سالم عوض سنان- أحد مشائخ قبيلة بني هلال قائلاً: شكراً لكم على إتاحة الفرصة لنا للحديث عن الوحدة وحول ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية فيمكن القول أن الوحدة هي عز وشرف ومطلب الشعب اليمني سواء أكانوا في الشمال أو الجنوب فما يحدث من احتقانات لا علاقة للوحدة بها لا من بعيد ولا من قريب لكن هذه نتائج لبعض المشاكل التي تتطلب إلى حلول عاجلة، فهناك عسكريون وموظفون تم إحالتهم إلى التقاعد في سن مبكر وهم ما زالوا يمتلكون القدرة على العطاء في أعمالهم وأيضاً بعض المواطنين مازالت ممتلكاتهم تحت التأميم وآخرون يشكون التهميش كل هؤلاء بحاجة إلى من ينظر إلى همومهم ومشاكلهم. . أما بالنسبة لمن يطالب بالانفصال أو يتمنون أو يفكرون به فهذا شيء مستحيل وغير مقبول من أكثرية وغالبية أبناء الوطن، وعلى الجميع أن يعرف أن مسألة الوحدة أمر محسوم ولا مساومة ولا تراجع عنها مهما كلف الثمن وعلينا التعاضد سواء من يوجد في السلطة أو المعارضة من أجل مصلحة الوطن وحل مشاكله وهموم أبنائه بعيداً عن الانتهازية أو تحريف وتسييس القضايا لمكاسب سياسية آنية لا تخدم الوطن والإنسان السكان فيه. ويقول الشيخ/ أبو بكر محسن ناصر النسي من مديرية مرخة: الوحدة هي مطلب كل يمني عاصر الماضي ويعيش الحاضر وينتظر المستقبل المنشود، وبمناسبة العيد ال"18" للوحدة نهنئ القيادة السياسية والشعب اليمني وكذا نبارك ونهنئ الجميع بنجاح انتخابات المحافظين كونها خطوة في الطريق الصحيح وأدعوا كل الفعاليات الشعبية والرسمية إلى رص الصفوف من أجل الحفاظ على الوحدة لأنها منجز تاريخي عظيم وإذا كان هناك مطالب لفرد أو جماعة فأبواب الدولة مفتوحة وسوف تضع الحلول المناسبة لها وفق القانون. ومن جانبه الشيخ/ أحمد صالح شرهان شيخ قبيلة الدحاريج في شبوة يرى أن الوحدة جاءت بالخير على جميع المواطنين في الشمال والجنوب وقال: الحمد الله لقد خلصتنا الوحدة من الظلم والاضطهاد وفتحت لنا طريق الديمقراطية والحرية ويمكن التأكيد أن لا تفريط في الوحدة إطلاقاً لأنها مكسب وملك لجميع أبناء الشعب وإذا كان هناك جماعة أو شلة فقدوا مناصبهم ومصالحهم فلا يجب عليهم التحريض ضد الوحدة فالدستور والقانون أعطاهم الحق أن يعبروا عن مطالبهم بالطرق السلمية وليس بالمخالفات وتسييس القضايا لتحقيق مآرب دنيئة، والوحدة غير مسؤولة عن أية أخطاء يرتكبها مسؤول في الدولة. . نحن جنود ا لوحدة والوطن ولن نسمح المساس بها إطلاقاً وهذه قناعاتنا التي يمليها علينا الضمير الوطني ومصلحة شعبنا ونقول من له حق فليطرق باب الدولة ويسلك الطرق القانونية. أما الشيخ/ علي عبدربه شهران شيخ قبيلة آل ضيف الله حيث وصف الوحدة بالقول: الوحدة الوطنية كانت ومازالت وستظل مكسب لأبناء الشعب اليمني كافة فهم كانوا يحلمون بها منذ زمن بعيد وبفضل الله وثم القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والمخلصين من أبناء اليمن تحققت ولله الحمد، وبإعلانها شعرنا بفرحة غامرة، فقد مثلت حدثاً تاريخياً في الزمن المعاصر. . اليوم نعيش تحت ظلالها ونجني ثمارها وخيراتها من عام إلى آخر والدليل على ذلك ما يشهده الوطن من نهضة وتطور في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، إلا أننا نسمع أن هناك عناصراً وعصابات تحاول المساس بالوحدة لأنها في ظل التوحد والتطور فقدت هيمنتها ومصالحها، فهؤلاء الشلل القذرة عليهم أن يدركوا أن الوحدة راسخة رسوخ الجبال الرواسي وفي مأمن ولن تضرها زوابعهم فكل وجهاء وأعيان البلاد بل السواد الأعظم من الشعب مع الوحدة بغض النظر عن وجود بعض الاختلالات والتهميش لبعض من وقفوا مع الوحدة وشاركوا في الدفاع عنها ضد مشروع الانفصال وقدموا تضحيات من الرجال والمال والوقت، لكن مثل هؤلاء يجب على القيادة النظر إليهم بعين الاعتبار من خلال ترتيب أوضاعهم لأن تجاهلهم قد يؤدي إلى تحديد مواقف سياسية، وأرجو أن ألا تكون القبضة بيد محرفي الاتجاهات بل يتعين على القيادة البحث عن المخلصين والشخصيات الوطنية التي تفضل مصلحة البلد على المصلحة الشخصية، للعمل في الهرم الإداري والتنفيذي للدولة بدلاً عن المفسدين الذين أساءوا للنظام والوحدة من خلال تصرفاتهم المشينة التي أتاحت الفرصة لأعداء الوطن لصنع مداخل ينفذوا من خلالها مقاصدهم الدنيئة، وأخيراً نقول أننا نشعر بالفخر والاعتزاز بالوحدة فنحن سياجها المنيع في كل وقت، لكن على الدولة أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب وليس العكس. من جانب آخر يؤكد الشيخ/ أحمد سرحان عبدالله السيد شيخ السادة في عسيلان أن الوحدة الوطنية حولت مجرى التاريخ في اليمن وأعادت الاعتبار للمواطنين وضمدت جروحهم التي خلقها الحكم الشمولي الدكتاتوري في الجنوب، وقال إن من يفكر أو يحلم بالانفصال فهذا مريض يعيش الوهم. . نحن مع الوحدة وكنا ومازلنا حراسها مع المخلصين فلا عودة للوراء ولو نضحي بأنفسنا، وشكراً للصحيفة. أما الشيخ/ محمد أحمد عبدالقادر سيف أحد مشائخ قبيلة المصعبين في مديرية بيحان تحدث إلينا قائلاً: موقف أبناء شبوة إلى جانب الوحدة وأنا واحداً من الذين عاشوا في الجنوب ما قبل الوحدة وقد رأينا حينها الأوضاع فوالدي وعمي وعدد من أبناء بيحان طالتهم أيادي الغدر في النظام السابق، ومع تحقيق الوحدة 1990م تخلصنا ولله الحمد من جبروت النظام الدكتاتوري في الجنوب وهو الأمر الذي أتاح الفرصة للمشردين في العودة إلى ديارهم وأهلهم بعد أن شعروا بالأمن والأمان في ظل الوحدة والديمقراطية. . نقول بصراحة قساوة المعاناة في الماضي جعلتنا نشعر بالفرح والسعادة بالوحدة التي لا يمكن التفريط بها كونها من أهداف الثورة أولاً وفي عهدها تحققت إنجازات عظيمة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديمقراطية كما أنها لمت شمل الأسرة الواحدة. وفيما يتعلق بمن ينادون بالقضية الجنوبية ويقيمون المظاهرات والمسيرات قال محمد أحمد عبدالقادر: هؤلاء العناصر ممن فقدوا مصالحهم وجبروتهم على المواطنين ومن خلال زوابعهم هذه يحاولون إعادة البلاد إلى الماضي البغيض وعليهم أن يدركوا أن ذلك شيء مستحيل لأنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم من قبل الشعب، والسبب أن تاريخهم اسود ملطخ بالدماء، وصدق رئيس الجمهورية حين قال: هؤلاء متعودون كل ثلاث سنوات أو أربع على سفك الدماء، ونقول بملء الفم: إن هؤلاء لم يعد لهم مكان أو قبول في المجتمع مهما حاولوا دغدغة عواطف البسطاء فالجميع يدرك أن هؤلاء المزوبعين هم من قتلوا ونهبوا وهدموا ممتلكات المواطنين. . نعم للوحدة والديمقراطية وكفى تسلطاً وبطشاً وظلماً ونهباً. وفي نهاية الاستطلاع تحدث عن أهمية الوحدة المباركة الشخصية الاجتماعية/ محمد سالم الكازمي من أبناء مديرية ميفعة ومضى يقول: تأتي الذكرى ال"18" لقيام الوحدة المباركة ونحن نعيش عرساً ديمقراطياً متمثلاً بانتخاب المحافظين مما جعل العيد عيدين، وهذه التجربة من ثمار الوحدة وتأتي في إطار الإنجازات المتوالية في عهدها. أما الرد على سؤالكم حول من يدعي بالقضية الجنوبية فنقول هذا مطلب واهٍ ولا مبرر له على الإطلاق ومن يطالب باسم القضية الجنوبية هم أعداء الوطن يحاولون إشعال الفتن والتعصب المناطقي "وصوملة" البلاد. ونقول بصريح العبارة أن الوحدة رفعت مستوى أبناء الجنوب والشمال سواسية، وخيراتها وصلت إلى كل منطقة في اليمن ولا ينكر ذلك إلا جاحد.