عناصر الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا وتختطف موظفا في العاصمة الموقتة عدن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    تقرير... مخطط الحرب واحتلال الجنوب سبق إعلان الوحدة    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    التعاون الدولي والنمو والطاقة.. انطلاق فعاليات منتدى دافوس في السعودية    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستعمار ومؤازرته للملكيين لإجهاض الثورة اليمنية، تفاصيل يرويها للأجيال
المناضل والمحافظ أحمد علي محسن الأحول:المستعمرون وحاكم بيحان أول من طعن الثورة السبتمبرية في أسبوعها الأول
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2010

ثورة 26سبتمبر المجيدة مثلت الانطلاقة الكبرى إلى الحرية والديمقراطية وانبلاج فجر جديد للتنمية الحقيقية التي عمت ربوع الوطن.. لقد تجسدت واحدية الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر في أنصع صورها للقضاء على الحكم الإمامي الكهنوتي المتسلط والاستعمار البريطاني البغيض اللذين جثما على صدر الشعب اليمني ردحاً من الزمن.. المناضل العميد أحمد علي محسن محافظ المحويت يعود بقراء “الجمهورية” إلى ملامح العمل الوطني الثوري وقصة نضال وكفاح في وجه الإمامة والاستعمار ليبرز الحقيقة الدامغة التي يحاول ضعفاء النفوس التشويش على ذاكرة الوطن الواحد، وإحراق ما تبقى لهم من تقدير عند الشعب المؤمن بثورته ووحدته ووطنه، فإلى نص هذا اللقاء:
“حاكم بيحان والدور البريطاني”
^^.. ماذا عن المشاهد التي تحتفظ بها ذاكرتك عن دفاع أبناء شبوة عن ثورة سبتمبر المجيدة؟
كان لنا دور مع آخرين غيري حيث كنا على تنسيق مع الثوار في صنعاء وعلى فكرة هذا التنسيق وهذه الخطوات تعتبر واجبا على أي وطني يحب أرضه، فوصلت من شبوة إلى صنعاء وكأني وصلت بين أهلي وأقاربي حيث كان أغلب الناس يعرفونني واستقبلت بكل ترحاب من الإخوة التي كان لي علاقة بهم وهم حين ذاك في قمة هرم الدولة في صنعاء وأذكر منهم الشيخ أحمد عبدربه العواضي ومحسن اليوسفي وفارس الشريف وكثيرين آخرين كان لهم احتكاك واتصال بنا.
وعن الوضع في الأسبوع الأول من بداية ثورة سبتمبر 1962م في مدينة حريب، هذه المدينة الآهلة بالسكان والتجارة وتعتبر أقرب النقاط إلى إمارة بيحان آنذاك.
فقد كان الوضع هادئاً في هذه المدينة الذي لا يفصل بيننا وبينها سوى أقل من كيلومتر واحد ونحن في الجزء المقابل من جنوب الوطن بيحان “وادي عين” والناس والحامية في المدينة تجاوبوا تجاوباً منقطع النظير مع الثورة ولم يحصل أي شيء في تلك الأيام القليلة عدا أن عامل الإمام في مدينة حريب عندما شعر بتأييد الحامية العسكرية والمواطنين انسحب إلى عين ثم إلى إمارة بيحان ومعه بعض معاونيه وهم قلة.
في نفس الأسبوع وصل إلى إمارة بيحان مجموعة من البريطانيين بصورة علنية وواضحة وعقدوا اجتماعات مع حاكم بيحان الشريف حسين الهبيلي وابنه الأمير صالح ومنهم من عاد إلى عدن ومنهم من مكث في إمارة بيحان وخلال 48ساعة من عودتهم من عدن وصلت كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر نقلتها طائرات نقل عسكرية بريطانية مع عدد من سيارات الجيب نوع “لندروفر” حجم صغير ووصلت إلى منطقة “الشقة” الواقعة جنوب غرب عسيلان، التي نزلت فيها الطائرات بكل سهولة، كانت البداية نوعا من التستر لنزول هذه الطائرات في هذا المكان بالذات لأن ما تحمله من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والسيارات الجديدة تعتبر جديدة على المنطقة ولأن المكان قريب من مسقط رأس حاكم بيحان الشريف الهبيلي.
هذا ما بدا ، واستمر بصورة متدفقة، الجانب الثاني إضافة إلى عامل القرب الجغرافي كون حاكم بيحان كان على صلة وعلاقة بالكثير من الشخصيات في المنطقة الشرقية نتيجة لهروب الكثير منهم في الانتفاضات السابقة على حكم المملكة المتوكلية على فترات متتابعة بل إن البعض من هؤلاء الشخصيات سكن في النقوب حتى قيام الثورة والبعض عاد إلى صنعاء وحاكم إمارة بيحان كان من أذكى الشخصيات في إمارات الجنوب حينها.
وزاده نفوذاً علاقته بهذه الشخصيات التي ربطت علاقات معه منذ وقت طويل فكان من السهل دعوتهم فما هي إلا بضعة أيام حتى وصلت الكثير من الشخصيات التي استدعيت بطرق مختلفة من المناطق الشرقية إلى الإمارة وعقد اجتماع عاجل وتوجهوا بعد الاجتماع كل إلى جهته التي حددت له وعلى سبيل المثال تم إحضار أحد الأمراء ويدعى الحسن بن الحسن من عدن إلى إمارة بيحان وطلب نقله إلى مدينة حريب هذه المدينة التي لا تستطيع أن تحتمل هذا التآمر الذي يطبخ في إمارة بيحان وعقب وصوله إلى المدينة مكث مفروضاً على المدينة وأهلها بنفوذ الهبيلي وبريطانيا والمال الضخم والأسلحة “وأتذكر أن جانبا من الأسلحة والسيارات التي وصلت إلى هناك تحتوي على مبالغ مالية من “الريال الماريا تريزا” وهي العملة التي كانت تتعامل بها اليمن نتج عن هذه التحركات والتجهيزات والتآمر ما حصل في مأرب عندما قتل الشهيد علي عبدالمغني وآخرون عندما كان في طريقه لإنقاذ حامية مأرب ومقتل الشهيد الأحمدي في أبلح على مشارف مدينة حريب عندما كان متوجهاً إلى هذه المدينة لإنقاذها من التآمر وكان القتلة ممن حضروا الاجتماع في إمارة بيحان والكل يعرفهم ولا داعي للتفنيد.
فقد كان الأحمدي مع مجاميع من الثوار في طريقه إلى حريب وتضم قبائل التيوس الظهرة قيفة المجانحة والبعض القليل من قبيلة مراد ولم يكن معه قوة كبيرة تحميه وقد غدر به نتيجة للتواطؤ من بعض المتآمرين النافذين في الجيش القبلي الذي معه.
وبعد أن قتل الأحمدي، ومنطقتنا على مقربة من مكان الحادث، استطاع نفر من المؤيدين للثورة الانسحاب إلى الوراء حتى وصلوا إلى منطقة “العبدية” وتجمعوا في ذلك المكان ووصل إليهم من صنعاء الشيخ أحمد عبدربه العواضي وكون مجموعة وبعد فترة وجيزة انتقل من العبدية إلى أبلح وتمركز في منطقة عراش مع مجموعة من مختلف القبائل وأغلبهم تجمعوا مع الشيخ العواضي ومنهم الكثير من أبناء بيحان ومن آل الوادي وباكازم ولأن فترة البقاء طالت في منطقة عراش الواقعة على بعد 12كم جنوب حريب فقد تم إرسال الأستاذ محمد عبده نعمان من صنعاء إلى العبدية وشكل همزة وصل وبدأ يرسل المقاتلين إلى عراش وبعض الإمكانيات القليلة المتمثلة في الذخيرة والمواد الغذائية التي يتم إحضارها من صنعاء وظلت الحالة على هذا المنوال فترة طويلة.
التآمر لإجهاض الثورة
عندما شعرت بريطانيا بتجمع الجمهوريين على مشارف حريب والتي أصبحت رأس حربة للتآمر ومقراً لتجمع المرتزقة بدأت بإرسال قوة عسكرية إلى إمارة بيحان بل ودفعتها إلى وادي عين وضمت مئات من أفراد جيش الليوي وأربع بطاريات مدفعية بريطانية وتمركزت في شعب مقبل وذلك مقابل القوة الجمهورية التي في عراش وتمت الاتصالات مع صنعاء، مع العواضي ومجموعته ليصمد ويثبت في مواقعه رغم أن الاتصالات اليومية قبل وصول الأستاذ محمد عبده نعمان من صنعاء كانت معدومة وعندما تسربت بعض المعلومات حول هذه الاتصالات إلى البريطانيين صدرت الأوامر بضرب عراش بالمدفعية وكانت المنطقة متقاربة وكان الضرب بمدافع الهاون التي لم تؤثر على الجمهوريين أما بطاريات المدفعية والتي كان يقوم بالمسح لها بريطانيون فقد كانت إصاباتها مؤثرة.
ونتيجة لذلك تم ترتيب هجوم على بطاريات المدفعية في منطقة “ التمرة في مقبل” من قبل مجموعة من الثوار في جنوب الوطن الذين انتقلوا إلى العبدية إلى جانب الثوار في مأرب وكانت معركة عنيفة استشهد الشهيد علي صالح شاجرة العياشي وأحمد محمد الملحمي وهذا برهان ناصع على واحدية هذه المعركة وهذه التسريبات في الاتصالات مع الثورة جعل البريطانيين يسحبون البطاريات والمدفعية إلى الخلف وكنت أمثل همزة الوصل بين الثوار في جنوب الوطن وشماله لأنني كنت مسؤولاً عن إحضار الجمال لنقل الثوار وقد استعنت بشخصين ينقلان الرسائل إلى الشيخ العواضي وهما : عيظة ناجع صاحب شقيروعلي أحمد ناصر وهذا الأخير مازال على قيد الحياة وأقول بكل صدق وأمانة حسبما أذكر بأن الاتصالات ظلت مستمرة حتى دخلت الثورة إلى مدينة حريب بعد المعارك التي حصلت في الطريق بين عراش وحريب التي استشهد فيها عدد من الثوار ودخلوا إلى حريب رافعين علم الجمهورية.
ما أريد أن أقوله بأن بريطانيا وانطلاقاً من المستعمرة في عدن إضافة إلى عداء حاكم بيحان لكل من ينتمي إلى الثورة كانا أول من طعن الثورة في الأسبوع الأول دون أي استفزاز من الثورة أو التدخل من أية دولة أخرى وكأن بريطانيا كانت على موعد للتدخل في هذا الوقت ونقلت جميع الأسلحة والإمكانيات والدليل على ذلك سرعة إرسالها الذخائر والأسلحة والإمكانيات لإجهاض أية محاولة للثورة في المنطقة الشرقية وذلك ليسهل عليها مد التآمر إلى مشارف صنعاء وإجهاض الثورة قبل أن يقوى عودها في المنطقة.
مخاوف الأمير
- وقد نقل الباحث الأمريكي جون وليامز في أطروحة الدكتوراه التي قدمها إلى جامعة تكساس عام 1992م بعنوان سنوات بريطانيا العشر الأخيرة في الجنوب العربي وترجم المركز العربي للدراسات الإستراتيجية أجزاءً منها في الفصل السابع نص محادثة جرت في 29 أغسطس 1963م بين أمير بيحان ونيجل فيشر وزير الدولة لشؤون المستعمرات عبر خلالها الأمير عن مخاوف كبيرة وشكوك تجاه إمكانية صمود الاتحاد الفيدرالي أمام هجمات أنصار الجمهورية في المحميات وأشار الباحث إلى ذكاء أمير بيحان وهنا يشير المناضل أحمد علي محسن بالقول: “ لقد اخترت هذه الكلمات الصادقة وهي رؤوس أقلام مما حصل لأن كثيراً من الكتاب الذين تناولوا بداية ثورة 26 سبتمبر لم يذكروا باستفاضة ما حصل في إمارة بيحان وأن بريطانيا وحاكم بيحان كانا الحربة الأولى التي وجهت الطعنة للثورة اليمنية.
ويضيف عندما سقطت مدينة حريب في أيدي المتآمرين الذين عقدوا الصفقة في بيحان في الأسابيع الأولى للثورة وأصبحت قاعدة للتآمر على الثورة تستقبل السلاح والذخائر والفلوس والسيارات من بريطانيا وتنقلها إلى أماكن متعددة في المناطق الشرقية على المرتزقة.
انتقلت مئات الأسر من أهل مدينة حريب إلى وادي عين مسقط رأس الشاهد ولم يبق إلا المرتزقة يتحركون فيها ويتآمرون ضد الجمهورية.
وبعد لجوء مواطني حريب إلى عين توزعوا على الأسر بكل ترحاب وذلك لعدة أسباب منها:
أولاً : المنطقة واحدة.
ثانياً : إن هؤلاء الناس كانوا مناصرين للثورة في صنعاء وقد استقبلوا لدى المواطنين في عين بكل ترحاب وظلوا في عين فترة طويلة جداً ومنهم كثير من الشباب المناضلين الذين كانوا ضمن الخلايا التي سوف نورد تفاصيل عنها لاحقاً..
وكون الجمهوريون قد انتصروا بدخولهم مدينة حريب عن طريق العبدية – أبلح وطردوا فلول الملكيين منها وتم رفع راية الجمهورية على الدور الرسمية والشعبية، وعادت الكثير من الأسر من منطقة عين إلى مساكنهم في حريب مستقبلين قوات الجمهورية بكل ترحاب والتي نظفت المدينة الإستراتيجية آنذاك من فلول الملكيين وقد استقبلهم في المدينة العواضي والأستاذ محمد عبده نعمان بعد دخولهم منتصرين رافعين راية الثورة اليمنية.
تشكيل خلايا المقاومة
وفي أثناء وجود بعض هؤلاء الشباب المناضلين في عين واحتكاكنا بهم كان لابد من تشكيل خلايا سرية لمواجهة أعداء الثورة في إمارة بيحان ومنطقة عين والتي انتقلت قوى الملكيين بعد تحرير حريب إليها وكان هؤلاء الشباب من مدينة حريب تربطهم علاقات تجارية وسياسية ببعض الثوار في صنعاء.
وقد بدأ تشكيل خلية عين في غاية السرية نتيجة لقوة نفوذ أمير بيحان وذكائه وكانت على النحو التالي:
الشهيد أحمد محمد الدفيعة – من الأقرح وادي عين، الشهيد سعيد عبدالله العولقي من عطوة وادي عين، محمد داود الشاجري من مدينة حريب، الأستاذ عبدالقادر أحمد الحبشي مدير مدارس وادي عين، عبدالرزاق مهدي تاجر من حريب، عوض عبدالله المصري من مدينة حريب، عبدالله عمر الدفيعة الغانمي – من الأقرح وادي عين، أحمد علي محسن من وادي عين.
هذه الخلية كانت خلية قيادية يرأسها الشهيد أحمد محمد الدفيعة انبثقت عن هذه الخلية خلايا صغيرة بعد فترة اختبار لاتقل عن ستة أشهر من ضمن أعضائها.
الخلية الأولى:
أحمد صالح شاجرة من الأمن شقيق الشهيد مقبل، علي زين الله الواقزي الأحول من الأمن، علي السوادي من الأمن، مساعد علي مقبل من تمرة، صالح علي برقوص من تمرة، محمد أحمد صالح مقبل من تمرة، الشهيد أحمد علي هشلة من الحجب، صالح شولان الأسلمي من عطوة.
الخلية الثانية:
- عبدالله الواهبي الأسلمي من عطوة، محمد عبدالله بن علي الفقير، الشهيد حسين علي بن هشلة، المساعد الصحي صالح عبدالله الأحول، عبدالله علي أحمد الأحول، الشهيد أحمد ناصر حسين.
وكانت هذه خلايا من عناصر مستقلة وغير منظمة في الجبهة القومية وإن لم يكن مستبعداً وجود خلايا منظمة لها.
وفي عسيلان شكلت خلية سرية قيادية عرف منها في وقت لاحق:
صالح ناصران، علي بن ناصر حصيان، أحمد الرمادي، حسين الهقل، علي الطيارة الحارثي، الشهيد حيدر بن علي بن منصر وآخرون.
خلية بيحان – القصاب :
عرفت منها : الشهيد أحمد عبدالقادر سيف، الشهيد عبدالقادر بن عبدالقادر سيف، الشهيد علي عبدالرب لصور من قوات الأمن إشارة، محمد عبدالقادر الرملي، صالح أحمد الفاطمي، عبدالقادر محمد جبر، عبدالعزيز محمد الباكري، علي حسين الزهماء، مبارك حسين الزعبة، محمد قاسم أحمد الفقير، صالح محمد مطهر وآخرون لا أعرفهم.
بعد اكتمال هذه الخلايا كان لسجن بعض أفرادها ومنهم كاتب هذه السطور بين فترة وأخرى من قبل أمير بيحان الهبيلي ولم يلبثوا سوى فترة بسيطة حتى تم إطلاقهم بعدها لعدم اختراق الخلايا. وظلت هذه الخلايا الثلاث على ارتباط مستمر فيما بينها.
بداية العمل العسكري
خلية عين : يقوم رئيسها الشهيد الدفيعة بالتنسيق مع خلية بيحان وعسيلان بينما أعضاؤها الآخرون لا يعرفون شيئاً وقد تم إحضار بعض الأسلحة ، منها المتفجرات و “ تي. إن. تي” وألغام مضادة للأفراد وقنابل يدوية من صنعاء ومن مأرب حيث حملت على جملين بمساعدة أحد الأشخاص من قبائل آل عقيل في حريب.
أورد الباحث الأمريكي جون وليامز في بداية الفصل الثامن نقلاً عن برقية أرسلها تريف سكس المندوب السامي في عدن إلى ساندس وزير المستعمرات حينذاك بتاريخ 13 ديسمبر 1963م أن قنابل يدوية من ذات النوع الذي رمي عليه في خور مكسر يجري تهريبها عبر الحدود اليمنية إلى أراضي الاتحاد.
الجمل الأول وصل إلى مدينة حريب ونقل حمولته العضو عبدالرزاق مهدي إلى الأقرح في منطقة عين على سيارة وسلمه للشهيد الدفيعة رئيس الخلية وبدأ تدريب بعض أفراد الخلية وكنت أنا منهم وذلك على استعمال هذه الأسلحة الغريبة آنذاك.
والجمل الثاني نقل إلى بيحان عسيلان ومعه أحد أعضاء خلية عسيلان الذي وشى بزملائه نتيجة لاتفاق بينه وبين نائب أمير بيحان الذي سوف نورد تفاصيله وتم تخزين هذه الكمية في بيحان عسيلان “ جو جعيرة” بمعرفته وهو يعرف أفراد الخلية في عسيلان كاملة ويعرف الدفيعة من مجموعة عين فقط.
العمل التنظيمي السري
ويواصل المناضل أحمد علي محسن حديثه بالقول : كان التنسيق قد تم بينه وبين نائب أمير بيحان حتى وصول هذه الكميات وفي الوقت المحدد تحركت قوة إلى عسيلان وقبض عليه للتمويه وكأنه ضغط عليه وقادهم إلى مكان الأسلحة التي هي عبارة عن “ألغام – متفجرات – قنابل” وكان الدفيعة يتواجد في بيحان فتم القبض عليه فوراً ومن حسن حظنا بأن أحد عمال الإشارة في وادي عين وهو عضو في خلية بيحان التقط الخبر عن طريق الأجهزة وأبلغ العضو عبدالله عم الدفيعة بما حصل ولأن عبدالله عمر يعرف بكمية الأسلحة ومكان إخفائها تحرك فوراً ونقلها مع اثنتين من النساء ومازالوا جميعاً على قيد الحياة ونقلها إلى مكان آمن وماهي إلا ساعات قليلة حتى وصلت قوة من بيحان مفاجأة إلى الأقرح وقامت بالتفتيش إلا أن الكمية كانت قد أخفيت وعادوا إلى بيحان خائبين.
تم تعذيب الشهيد الدفيعة تعذيباً قاسياً كونهم متأكدين من صحة المعلومات ولم يدل باسم أي شخص من خلية عين أو المتعاونين أو السلاح وكل المواطنين يعرفون التعذيب الذي تعرض له من قبل أمير بيحان.
ثم نقلوه إلى رأس مربط في عدن لمزيد من التعذيب بعد أن اعتقلوا جميع أعضاء خلية عسيلان ونقلوا العضو الخائن معه بغرض التمويه وحتى يعود إلى صنعاء لمزيد من العمالة.
وفي أثناء نقلهم من مطار عدن إلى سجن رأس مربط قفز العضو المشار إليه من السيارة وهرب وكأنه يشكل بطولة خارقة انتهت هذه الرواية.. ولكن كيف عرفت بهذه التفاصيل؟ عندما أسقطنا إمارة بيحان وتم الاستيلاء على الوثائق وجدنا صوراً من عدد ضخم من المذكرات بقلم سكرتير إمارة بيحان السيد عبدالله المؤيد مرسلة إلى أمير بيحان الذي كان يومها في أوروبا يوضح فيها كل تفاصيل الصفقة التي عقدت مع ذلك العضو من الألف إلى الياء وتفاصيل أخرى لا أذكرها لأن الوثيقة انتقلت من شخص إلى آخر واستقرت لدى صالح ناصران كونه أكثر من تعرض مع الدفيعة للتعذيب.
وفي عين تم القبض على الشهيد سعيد عبدالله العولقي للشك في نشاطه الوطني وأحمد طاسان الشريفي وظلا مسجونين مع آخرين وكانوا يتعقبون علاقتهما مع الدفيعة خارج الخلية ولكنهملم يكونوا في الخلية عدا العولقي.
عمليات فدائية
قال المناضل أحمد علي محسن: على الرغم مما تعرضت له خلية عسيلان من خيانة وقبض على أفرادها جميعاً وعلى الشهيد أحمد الدفيعة رئيس خلية عين إلا أن العمليات العسكرية استمرت من قبل خليتي عين وبيحان فقد ترأست أنا خلية عين وظلت الخلية مكتملة بكل أعضائها وقد تم القيام بعمليات عسكرية عديدة أذكر منها:
تفجير عشرات القنابل على مقرات الحاكم العسكري في عين وقام بتنفيذ جزء منها:
محمد عبدالله العوذلي عامل لاسلكي في عين، علي عبدالله الأصور أحد أعضاء خلية بيحان وهو عامل لاسلكي أيضاً،ومحمد عبدالقادر الرملي عامل لاسلكي ، آنذاك ، وأحمد صالح شاجرة وأحمد علي محسن الأحمر وقد تم القيام بعملية نوعية ضد المرتزقة وهم من منطقة رداع الذين قاموا بخطف المذيع عبدالرحمن دينيش والذي كان خطابه الإعلامي مركزاً على شريف بيحان فعند عودة هؤلاء المرتزقة من بيحان بعد استلام الجائزة تعرضوا لإلقاء قنبلة عليهم في منزل شخص يدعى جابر العطير في منطقة الحجب وادي عين إلا أن أحداً منهم لم يمت.
كما تم إلقاء قنبلة على سينما معسكر بيحان التي كان يرتادها البريطانيون وانفجرت ونتج عنها مقتل ستة بريطانيين وإصابة آخرين وكان لهذا الحدث أثره الكبير وانتشر على العالم حيث أذيع من إذاعة لندن والقاهرة وإذاعات أخرى وأشير بأن هذه القنبلة سلمت لأحد العناصر الوطنية في جيش الليوي وأذكر أن اسمه الحداد صف ضابط وذلك من قبل الشهيد أحمد الدفيعة قبل إلقاء القبض عليه.
*قنبلة سلمت لعبد القادر الزهماء وفجرت في بيحان.
*قنبلة سلمت للأستاذ عبدالقادر الحبشي وعن طريقه سلمت لعنصر من الحرجة وتم تفجيرها.
*قام العضو القيادي في خلية بيحان عبدالعزيز محمد الباكري بمحاولة وضع لغم فردي لمكتب حاكم بيحان إلا أن اللغم انفجر أثناء المحاولة ونتج عنه بتر يدي العضو وإصابة إحدى عينيه ومازال على قيد الحياة والآثار ظاهرة عليه وقد سهل له الدخول إلى مكتب الحاكم نتيجة للعلاقة الأسرية التي تربطه به ولم يدل بأية معلومات عن زملائه في الخلية بعد الحادث.
سلمت قنبلة يدوية لأحد العناصر الوطنية في جيش الليوي في معسكر عين وقذفها في السينما التي يرتادها البريطانيون خاصة وقتل عدد منهم وأصيب آخرون وهذا الحدث أيضاً تناقلته وكالات الأنباء حينها منها إذاعة لندن والقاهرة.
*قنبلة تم تفجيرها في منزل حاكم العلياء من قبل صالح محمد مطهر أثناء ما كان الحاكم في اجتماع مع المندوبين الساميين وأحد وزراء حكومة الاتحاد.
*نسف جزء من مقر حاكم وادي عين بالديناميت “ تي ،إن ، تي” قمت بها وأنا أحد أعضاء خلية عين.
ونتيجة لاستمرار الانفجارات التي ألقيت على مقرات حاكم عين ولعدم اكتشاف المنفذين صدرت أوامر بمنع التجول من بعد صلاة المغرب إلى صباح اليوم التالي، كما تم حجز كل العناصر الذين يحملون السلاح في القرية سواء كانوا في الحرس الأميري أو الحرس الخاص الذي شكل لمقاومة الثورة وكذلك حجز البعض من القرية ولم يبق إلا الأطفال والنساء حيث تم حجز ما يقارب خمسين شخصاً من القرية وتم نقلهم إلى بيحان ووضع البعض منهم في السجن والبعض الآخر توقفوا في الإمارة ببيحان التي يفصل بينها وبين منطقة عين 25 كيلو مترا.
ولأن بعض أفراد خلية عين لم يكونوا من الحجب ولم يعتقلوا ضمن المعتقلين فقد ظلوا يواصلون عملهم مع الأعضاء من حريب وكانت مهمتهم نقل القنابل من حريب إلى بيحان وتسليمها لبعض العناصر من خلية بيحان أو العناصر الوطنية من جيش الليوي الذي تم التنسيق معهم.
القطاع الطلابي
وعن دور القطاع الطلابي في مساندة الثورة يقول المناضل أحمد علي محسن مثل القطاع الطلابي عنصراً أساسياً في تركيبة النسيج الاجتماعي للشعب اليمني ويمثل ما كان للحركة الطلابية دور حيوي وفعال في تأجيج مشاعر الشعب والتهيئة لقيام الثورة المجيدة 26 سبتمبر وسقوط النظام الإمامي إلى الأبد في شمال الوطن كان هناك دور حيوي للقطاع الطلابي في جنوب الوطن على مستوى مدينة عدن الباسلة وبقية مناطق جنوب الوطن الأخرى ساعدت جنباً إلى جنب مع العمل الفدائي البطولي والرفض الشعبي العام للاحتلال وكان لمنطقة بيحان دور مشهود في ذلك يعرفه الكثيرون لأسباب عدة منها:
تواصل المنطقة بحدود شمال الوطن وخاصة مدينة حريب والبيضاء التي شهدت معارك ضارية للدفاع عن الثورة والجمهورية.
كون بيحان كانت منطلقاً لكثير من نشاطات الملكيين المعادين للثورة وغيرهم من المرتزقة في ذلك الحين.
وجود ارتباطات وعلاقات قديمة لأعداد كبيرة من أنصار النظام الإمامي في المنطقة مما ساعد على الانتقال بسهولة من وإلى هذه المنطقة.
الإغراءات الكبيرة التي كانت تعرض من قبل أعداء النظام الجمهوري.
لهذه الأسباب وغيرها كان لبعض الشخصيات من أبناء المنطقة سواء من المثقفين أو أبناء القبائل دور إيجابي ومحرض ومشجع مما دفع بعدد كبير من طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية حين ذاك للخروج في مظاهرات من وقت لآخر للتنديد بنشاطات المرتزقة ضد ثورة 26 سبتمبر وتأييدا لانطلاقة ثورة 14 أكتوبر من ردفان وكانت السلطات في ذلك الوقت تقوم باعتقال الطلاب بين فترة وأخرى ولا تفرج عنهم إلا بضمانات من أسرهم لعدم تكرار ذلك أو الاستماع والانصياع لعدد من المحرضين من الشخصيات الاجتماعية والوطنية في المنطقة التي كانت تعيش حالة من الفوران والثورة على الاستعمار وعملائه وفي أوائل عام 1966م كان هناك تجمع كبير في منطقة بيحان من الأفراد والعتاد للمرتزقة الذين كانوا يعدون العدة لهجوم كبير على مدينة حريب وما جاورها مما دعا طلاب المدرسة الإعدادية في مدينة العلياء للقيام بمظاهرات وهتافات على طول منطقة وادي بيحان وقد قوبلت هذه المظاهرات برد عنيف من قبل الشرطة المحلية وتم إلقاء القبض على عدد كبير من الطلاب خلالها وزج بهم في السجن وأذكر منهم الأخ علي محسن الأحول وعبدالعزيز محمد الباكري وأحمد ناجي علوي وصالح عبدالله حسين الأحول وغيرهم واستمرت هذه المظاهرات من قبل بقية الطلاب للمطالبة بالإفراج عن زملائهم طوال فترة الثلاثة الأشهر التي أمضوها في السجن.
ورغم وقوف كل الشرفاء والوطنيين مع هذه المجموعة من الشباب وما أشارت إليه برامج إذاعة صنعاء الموجهة والمؤيدة للقطاع الطلابي ورغم أن الاستعمار كان يلفظ أنفاسه في أيامه الأخيرة إلا أن الجميع فوجئوا بقرار وزير المعارف في حكومة الاتحاد ما كان يسمى بالجنوب العربي آنذاك مدعوماً من وزير الداخلية بفصل هذه المجموعة كاملة من المدرسة وعدم السماح لهم بالدراسة أو مواصلة دراستهم في أية مدرسة أخرى في جنوب الوطن.
الجبهات على بيحان
كانت هناك بعض الجبهات الوطنية التي تقوم بغارات على إمارة بيحان ومنطقة عين وتقوم بتنفيذ عمليات عسكرية على بعض الأهداف وتغادر المنطقة.. أذكر من هذه الجبهات:
جبهة الجملية: التي كان يرأسها من بداية الكفاح المسلح الأخ علي ناصر محمد حسني والمرحوم عبدربه ناصر الرقابي والذين قاموا بالترتيب ونقل أسلحة من تعز بعد التدريب عليها إلى الجملية وعندما اطمأن علي ناصر محمد على سلامة المنطقة غادر إلى عدن وترك الأسلحة لدى الرقابي .. وبعدها ظل الكر والفر من قبل هذه الجبهة على بيحان.
جبهة القويم: كانت تقوم هذه الجبهة بغارات مزدوجة على إمارة بيحان وعلى مركز عين؛ لأن جبل القويم يقع بين المنطقتين وأذكر على سبيل المثال كوني لم أكن على ارتباط مباشر بهذه الجبهة إلا أننا كنا نتابع أعمالهم بدافع وطني .. وأذكر من هذه العمليات:
الهجوم على إدارة حاكم بيحان بالبوازيك وقد قام به الشهيد عبد ربه سالم المذب، والشهيد عبدالله مسعد العمري.
الهجوم على منزل حاكم عين بالبوازيك وقام بالعملية مجموعة من القويم والبيضاء وعين.
إضافة إلى القيام بأعمال المقاومة التي سبقت قيام الثورة من هذه الجبال والمجاورة لها بالإغارة على مراكز البريطانيين ومن على شاكلتهم وكانت بصورة مستمرة لفترة طويلة وأذكر أن من بين من كان يقوم بهذه الغارات الشهيد أحمد بن هشله أحمد الأحول من منطقة عين وكثير من العناصر التي بجانبه، وقد ذكرت هذا الشخص دون سواه ؛ لكونه استشهد في الصدامات.
وضع مدينة حريب عام 1966
في عام 1966 حصل تآمر رهيب على هذه المدينة مرة أخرى وتم تجميع مئات من المرتزقة الملكيين ودفعت لهم مبالغ مالية ضخمة وأسلحة وقاموا بالهجوم على مدينة حريب في الوقت الذي كانت هذه المدينة معزولة عن الاتصالات بصنعاء نتيجة للكر والفر بين الملكيين والجمهوريين آنذاك ماعدا منفذ عن طريق العبدية رداع.
وقد استطاعت جحافل المرتزقة الاستيلاء على المدينة رغم المقاومة التي أبداها المناضلون من أبناء بيحان وباكازم أبين والبيضاء واستشهد منهم:
عبدالله بن علي الشريفي من منوى وصالح مبارك الشريفي من منوى ومحمد صالح نشرم من باكازم وصالح محمد الصعيدي من باكازم وأحمد سعيد المربعي من باكازم وسالم علي البرمة البسامي من باكازم والهامل محمد والأصبع من باكازم وصالح سالمين الجراد من باكازم.
وجرح منهم: أحمد حيدرة محمد وعبدالله بابا والأعوج سالم الحاقي ومحمد الحميدي السعيدي ومحمد الحيدري.
كما تم أسر ثمانية عشر شخصاً ، أذكر منهم : سالم علي العثمي ومحمد سالم المسعودي ومحمد حيدرة الكازمي وعبدالله لشرخ وتم نقلهم جميعاً من قبل بريطانيا من بيحان إلى عدن على طائرة وتم سجنهم في عدن ولم يطلقوا إلا بعد الاستقلال.
كما قتل من جانب الملكيين أعداد مماثلة ولم يدخلوا إلا على أشلاء المقاومة العنيفة التي شهدتها المدينة والتي لم يسبق لها مثيل وكان الضباط البريطانيون في منطقة شقير يديرون العملية بالطرق العسكرية الحديثة التي مكنت المعتدين من الوصول إلى هدفهم وفي هذا الصدد أورد التأكيد على أن بريطانيا تدخلت تدخلاً مباشراً في محاربة ثورة 26 سبتمبر وأن المقاومة أكدت واحدية الثورة في كل المعارك التي خاضها اليمنيون.
ومرة أخرى وفي عام 1966م انتقل جميع أبناء هذه المدينة إلى منطقة عين وهذه المرة بدأوا ببناء بعض المنازل الصغيرة ونقل تجارتهم إلى عين وكل العناصر الوطنية المنتمية إلى خلية عين منهم ظلت على ولائها للجمهورية وقامت بإحضار الأسلحة والقنابل من صنعاء.
سقوط المناطق
بعد أن تجمع مالايقل عن ثمانين شاباً في السجن عندها اهتز الحكم في إمارة بيحان كما اهتز في الإمارات الأخرى على مستوى جنوب الوطن المحتل آنذاك وكان لابد من إسقاط بعض المناطق في هذه الإمارة وقد حصل.. ففي أغسطس عام 1967م حوصر مقر الحاكم وهو في الخارج، وقطعت الطريق إلى بيحان وتم دفع كل العناصر في الخلايا التنظيمية والقبائل والمتعاطفين.
وتمت محاصرة الحامية في المنطقة وكان حاكم المنطقة في بيحان حينها قد جمع قوة لا بأس بها أغلبها من الملكيين وتوجه إلى عين وفي منطقة الغرقة اصطدم مع المناضلين الذين كانوا بانتظار وصوله وجرت معركة سقط فيها أحد الشهداء وهو أحمد صالح النجار من أبناء مدينة حريب ورد الحاكم على أعقابه إلى بيحان وقد عرف المساجين الذين كان على رأسهم الشهيد أحمد الدفيعة وصالح ناصران وآخرون عن طريق عمال الإشارة بما يحصل في عين وقاموا بكسر القيود والأبواب داخل السجن.
وفي مساء ذلك اليوم الذي يعتبر انعطافاً تاريخياً في المنطقة سلم الحاكم وهو نائب أمير بيحان المنطقة إلى أربعة من مشائخ بيحان وهم:
أحمد عبدالقادر سيف والشهيد ناجي علوي الفاطمي.. وآخرون.
وكان لحركة المساجين الدور الرئيسي لتعزيز موقفنا في عين ذلك بأن الحراسات التي على السجن رفضوا إطلاق النار على المساجين؛ كون هؤلاء المساجين من مختلف قبائل بيحان وأبلغوا بأنهم لايستطيعون تحمل قتلهم في هذا الوضع ؛ لذا سلم الحاكم وغادر إلى مسقط رأسه النقوب ثم إلى خارج اليمن بحراسة جيش الليوي.. هناك نقطة لابد من الإشارة إليها وهي أن كثيراً من عناصر جيش الليوي كانوا على علاقة وثيقة مع الخلية في بيحان وعين وكان التنسيق قد تم من قبل سنوات وعند انتقالهم من المنطقة كانوا يسلمون العناصر الموثوق بها إلى رئيس الخلية في المنطقة واستمرت العلاقة ولا ننكر دورهم؛ لكنهم لم يسقطوا المنطقة والذين أسقطوها هم أبناء الخلايا والمواطنون.
وقد قامت مظاهرة في سوق بيحان وشارك فيها الكثير من العناصر الوطنية من جيش الليوي وكانت مرادفة لما حصل في عين وما حصل داخل السجن.. وفي اليوم الثاني لسقوط المنطقة ومغادرة الأسرالحاكمة إلى مقرهم في النقوب وصل المناضلون من جبهة الجملية وعلى رأسهم المرحوم عبدربه ناصر الرقابي وآخرون..وأرادوا أن يتوجهوا إلى النقوب والاستيلاء على الأسلحة المخزنة في هذه المنطقة التي كانت مستودعات الملكيين لضرب الثورة في صنعاء، وفي هذه الحالة تحركت كتيبة من جيش الليوي وأوقفت هذا التحرك مما يدل دلالة قاطعة بأنهم معنيون على حماية هذه الأسرة حتى تغادر إمارة بيحان وقد حصل ذلك.
^^.. ماهي صفة هذه الخلايا ؟ هل هي جبهة تحرير...أو جبهة قومية..أو خلافه؟
الحقيقة بأن الكثير منهم لم تكن له روابط تنظيمية مع أية جبهة في البداية وقد يكون هناك عناصر في البداية متعاطفة مع هذه الجبهة أو تلك ولكنه في الآونة الأخيرة بدأنا استلام منشورات الجبهة القومية عن طريق بعض الشباب المنظم فيها من جيش الليوي أو بعض أفراد الخلايا الذين كانت لهم علاقات في عدن ويذهبون إلى هناك ويحضرون هذه المنشورات أو أفراد الإشارة من الحرس الاتحادي الذين سبق ذكر البعض منهم وقد تم التعاطف مع الجبهة القومية قبل سقوط المنطقة بفترة تصل إلى أشهر وليس إلى سنين ولم يأت سقوط المناطق إلا والكثير متفقون بالانتماء إلى الجبهة القومية وبعد سقوط المنطقة بنصف شهر وصل المرحوم محمد علي هيثم ولم يواجه أية مشكلة ؛ كون الشباب نظمهم الكفاح المسلح وشكل خلايا تنظيمية للجبهة القومية ببيحان كان عمادها هذه الثلاث الخلايا،وتم تشكيل لجان إصلاح في كل المناطق من الشخصيات الاجتماعية لتسيير شؤون المنطقة وتشكيل الحرس الشعبي للحماية، وهذا دليل على أن العملية كانت شعبية تنظيمية وليس بقوة جيش أو شرطة وظل الحرس الشعبي ولجنة الإصلاح يسيران أمور المنطقة حتى إعلان الاستقلال.
^^.. كلمة أخيرة ونحن نعيش أفراح العيد ال48للثورة اليمنية؟
ما يجب أن يعرفه الجميع خصوصاً الشباب الذين لا يعرفون ماذا عاناه الجنوب من الحكم اليساري الشمولي المتطرف المتعاقب في المحافظات الجنوبية سابقاً لأن أهلهم عاشوا مآسي ممكن يؤلف منها كتب وهم لا يعرفونها ولهذا موقفنا سيظل موقفاً وحدوياً إلى الأبد وهذا موقفي وموقف كل من هو على شاكلتي ..طبعاً الإعلام حالياً يركز على بعض الظواهر التي تظهر هنا وهناك مثل قطع الطريق والاعتداء على الجنود ومن يقوم بهذه الأعمال هم عملاء وخونة ونحن بصراحة نثق ثقة مطلقة لا حدود لها في قيادتنا السياسية التي جاءت لنا بالوحدة إذ نحن نعرف أن هؤلاء الناعقين وهؤلاء الخونة لن يصلحوا ولن يعودوا إلى رشدهم إلا إذا كان هناك حزم بالقانون والكل يعرف أن اليمن على مر التاريخ موحد..وتم الاستفتاء على الدستور ونحن نمشي ضمن وفي إطار الدستور إذ نحن لسنا بحاجة إلى مخالفة للدستور ومخالفة القوانين كما أن الكل يعرف أنه تم إجراء عدة انتخابات تشريعية ورئاسية وكل شيء حدث في إطار الديمقراطية والتعددية السياسية ثم إذ بنا نفاجأ بأن يأتي مثل هؤلاء الخونة ومثل هؤلاء العملاء ليقولوا نحن نريد انفصالا مرة أخرى..فمن يكون هؤلاء حتى يطلبوا الانفصال ؟ أبناء اليمن شمالاً وجنوباً وحدويون حتى العظم وهؤلاء الناعقون كانوا يذبحون ويسحلون وبالله عليكم من يقبل هؤلاء نحن ثقتنا كبيرة في قيادتنا السياسية الحكيمة ؛ لأن نظرتها نظرة ثاقبة وسوف نظل مع هذه القيادة فهؤلاء شوية عملاء أنا بصراحة أعتبر تنظيم القاعدة جزءا مما يوجد في البلدان العربية والإسلامية لكن الذي يثيرني الأعمال التخريبية لما يسمى بالحراك وكان هناك نضال واحد سوي ضد الحكم الإمامي أو الاستعمار البريطاني بالله عليكم من الذي يرضى بفصل الرأس عن الجسد نحن في هذا الوطن جسم واحد وثقتنا كبيرة في قائد المسيرة الوحدوية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله ولن يفرط في الوحدة مهما حصل وأنا أقول لإخواننا أن يرجعوا إلى رشدهم ويفيقوا من غيهم فاليمن واحد من الأزل وسيظل واحدا نحن توحدنا وصرنا كبارا في عيون العالم والدول المجاورة وصار لنا قيمة وكيان وهؤلاء يريدون أن يرجعونا أقزام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.