* الرئيسية * مقالات الإثنين 24 نوفمبر 2025 06:16 م 4 جمادى آخر 1447 ه شهدت منصّة إكس خلال الأيام الماضية واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ النشاط الرقمي المرتبط بالميليشيا الحوثية الإرهابية، بعد أن قادت تحديثات المنصّة إلى فضح شبكة واسعة من الحسابات التي ظهرت طوال سنوات كتفاعل نسائي كثيف، قبل أن يتبيّن أنها مجرد منظومة مزيفة تُدار من مواقع محددة داخل صنعاء. ما بدا لسنوات كما لو أنه حضور نسائي حقيقي، اتضح أنه واجهة إلكترونية بُنيت بدقة لخدمة أجندات محددة، واستُخدمت فيها هويات منتحلة وصور مسروقة ومحتوى حساس بهدف جذب المتلقين والتأثير على النقاش العام، فالتحقيقات الرقمية التي قادها صحفيون وناشطون أكدت أن هذه الحسابات لم تكن تمثل مستخدمات حقيقيات، بل كانت جزءًا من غرفة عمليات رقمية تعمل بتنظيم واضح. وتشير المعلومات المتداولة إلى أن هذه الشبكات لم تكن تكتفي بتزييف الهويات، بل كانت توظّف المحتوى الإباحي والمشاهد الحساسة لجر المستخدمين إلى مسارات دعائية، في ممارسة تعكس مستوى الاستغلال الذي وصلت إليه تلك المنظومة الرقمية، وقد شكّل هذا الانكشاف صدمة كبيرة لدى اليمنيين، خصوصاً النساء اللواتي رأين في الأمر انتهاكاً صريحاً لصورتهن واستخداماً غير شريف لهوياتهن الرقمية. حملات الرصد التي انتشرت خلال الأيام الماضية كشفت مزيداً من التفاصيل، حيث تبين أن عشرات الحسابات كانت تعمل بشكل متزامن، وتستخدم لغة واحدة وتوقيت نشر واحد، ما يؤكد أنها لم تكن مبادرات فردية، بل شبكة موحدة تُدار من خلف الكواليس، كما بيّنت الأدلة أن الحسابات استُخدمت لشن حملات تشويه وابتزاز بحق معارضين ومجتمعات خليجية، عبر محتوى حساس استهدف بث الفوضى وضرب السمعة. المراقبون يؤكدون أن هذه الفضيحة الرقمية مثّلت لحظة فاصلة في كشف ممارسات التضليل التي اعتمدت عليها الميليشيا الحوثية لتعويض غياب التأييد الشعبي ولتقديم نفسها بصورة جماهيرية مصطنعة، فمع ظهور المواقع الجغرافية لحسابات كانت تدّعي الانتماء لدول متعددة، سقطت الرواية التي رُوّجت طويلًا عن تفاعل واسع يتجاوز حدود اليمن. ويذهب محللون إلى أن القضية كشفت ليس فقط حجم التزييف، بل أيضاً حجم الانهيار الأخلاقي في توظيف الهوية النسائية كأداة حرب رقمية، سواء عبر نشر محتوى حساس أو عبر ابتزاز الشخصيات المستهدفة، وهو ما اعتبرته أصوات يمنية "وصمة عار" لا تمثل المجتمع اليمني ولا قيمه. اليوم، وبعد انفضاح الشبكات، تتجه الأنظار إلى دور المنصّات في تعزيز أدوات التحقق، وإلى ضرورة بناء وعي رقمي يقي المستخدمين من التورط في التفاعل مع حسابات مصطنعة، فالقضية لا تتعلق بفضيحة عابرة، بل بنموذج متكامل للتضليل المنظم، ظهر ثم انهار مع أول كشف تقني حقيقي. 1. 2. 3. 4. 5. * الحوثي