رغم اهتماماته الإنسانية الخاصّة، بمساعدة ذوي الحاجات الخاصّة في الإمارات، وعمله مع مراكز التأهيل في عدد من الدول العربية، وكونه سفيرا ناشطا عيّنته الأممالمتحدة، يدخل الفنان حسين الجسمي مرّة جديدة عالم الإثارة واللعب على عواطف المصريين الوطنية في سابقة، إذ يحثّهم على التوجه إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية. أغنية "بشرة خير" التي بثّتها قناة CBC، الأقرب إلى المرشّح عبد الفتّاح السيسي، يستعمل بواسطتها جمهوره المصري الكبير للمشاركة في الانتخابات. الجمهور الذي أعطاه تأشيرة خاصّة منذ غنائه "قول رجعت ليه" من ألحان وليد سعد العام 2006 مرورا بأغنية "بحبّك وحشتني" التي أصبحت نشيداً عاطفياً في أرض المحروسة. بعض المصريين طالبوا بمنح الجسمي الجنسية المصرية، ردّاً على "بشرة خير" لما حملته كلماتها من شجن وألحانها وطريقة غنائها من "مصريّة" خالصة في الكلمة والنوتة واللهجة والمعنى. والملايين شاهدوا الأغنية على Youtube، غير الملايين الذين شاهدوها على التلفزيون. لكن من جهة أخرى، هاجمه كثيرون متسائلين عن سبب تدخّله في الشأن المصري، وخصوصاً أنّ جزءاً من القوى السياسية المصرية تقاطع الانتخابات الرئاسية وتعتبرها غير شرعية، لأنّها تأتي بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي. وردّاً على الأغنية نشر معارضون للسيسي وللانتخابات الفيديو كليب نفسه لكن معدّلاً، بعنوان: "بشرة خير، النسخة الممنوعة". حيث بدلاً من كلمات "شارك" و"انتخب" على اللافتات التي يحملها "المواطنون العاديون" في الكليب الأصلي، كتب على اللافتات نفسها في الكليب الثاني: "انتخب ال#"، وبدلاً من "أملنا كبير"، وهي لازمة تتردّد طوال الأغنية، كُتِب في الكليب الاعتراضي: "خيبتنا كبيرة" و"ضيّع مستقبلي" و"انزل يا وليد". ولم يستطع أحد أن يعرف من هو "وليد". لكن مساء أمس الأحد، نفى الفنان حسين الجسمي أن يكون للأغنية أيّ توجّه سياسي، مؤكّدا أنّها "موجّهة إلى الشعب المصري كلّه"، في محاولة من الجسمي، مرّة جديدة، لكسب جمهور كبير يخاطبه في عزّ أزماته السياسة، أملا في أن يعزّز حضوره على الخارطة الغنائية في الشارع المصري. والأنكى أنّ اللحن تبيّن أنّه مسروق من Panjabi MCومنشور على Youtubeالعام 2009، واستخدم في فيلم The Dictatorالعام 2010، ليأتي عمرو مصطفى ويدّعي أنّها من تلحينه. (مرفق الفيديو من 2009). يبدو أنّ توابع أغنية "بشرة خير" للمطرب الإماراتي حسين الجسمي ستكون أطول كثيرا من مدّتها القصيرة. فالأغنية التي تبيّن أنّ لحنها مسروق من أغنية هندية عمرها خمس سنوات، والتي أراد بها الجسمي أن يحثّ المصريين على النزول والمشاركة في مسرحية انتخابات الرئاسة المصرية، تحوّلت إلى مادة لسخرية المصريين بعد صناعة عشرات الفيديوهات الساخرة منها. (مرفق الفيديو) الأغنية قدّمت المصريين كشعب راقص ولاهٍ، ولا يبالي بالمشاكل التي يمرّ بها: من صعوبة لقمة العيش إلى القتل والاعتقال من قبل سلطة طاغية. حتّى أنّ بعض الإعلاميين، مثل تامر أمين، رقصوا على الهواء على أنغام الأغنية. ويقول البعض ساخراً إنّ الطرق الصوفية تختتم احتفال مولد السيدة زينب بنشيد "تسلم الأيادي" و"بشرة خير". في حين قام المطرب هاني شاكر بتوجيه اللوم إلى الجسمي قائلا: "المصريين مش رقّاصين يا جسمي". وتفاعل ناشطون وحوّلوا الأغنية إلى هاشتاج دخل في المراتب الأولى للتريند على Twitter، وبات #بشرة_خير ميداناً جديداً لصراع سياسي بين المعارضين والمؤيدين لانقلاب الثالث من يوليو/تموز الماضي. كما تحولت كلّ الأمور في الواقع المصري إلى خصومة لا يضمن أحد متى ستهدأ أو كيف. واشتعل الهاشتاج بالسخرية والنقد للأغنية. فالإعلامي الدكتور وسام عبد الوارث يرى أنّ "مخرج ومؤلّف ومنتج ومؤدّي كليب بشرة خير يستحقون المحاكمة علي إبراز المصريين كمعاتيه يرقصون وأريد الدعاء عليه. وياريت بكّار ما يردّش عليّ"، وهنا يقصد بالطبع نادر بكّار، المتحدّث السابق باسم "حزب النور". أما الناشط شادي فغرّد: "عادي طبعاً واحد زيّ حسين الجسمي يغني أغنية عن الديموقراطية والانتخابات وهوّ في بلده مفيش ريحة الانتخابات أساساً". وقالت المغرّدة ميرنا: "تحسّ إنّ حسين الجسمى كان نفسو يبقى مصري بس مجابش مجموع". وكتب مايسترو: "ليه نعمل كذا فيديو على بشرة خير .. لما ممكن نعملهم كلّهم في فيديو واحد ونوفّر الباقي عشان ماسر"، فى إشارة إلى مقولة السيسي الشهيرة. ولفت الناشط والمدوّن ناجي العيسوي النظر إلى أنّ الكليب "لا يحوي دكتوراً ولا مهندساً ولا عالماً، ما فيش غير الرّقاصين والمطبلاتية.. صحيح هيّ للشعب التاني". أما المغرّد والناشط أيمن رمضان فسخر قائلا: "بعد الاكتساح الناعم لكليب بشرة خير لسّه فى مُغفلين بيقولو إنّ الشعب المصرى مُتديّن بطبعه... وهوّ ده الاسلام الجميل بتاع الرقّاصين". من ناحيتها، الناشطة آية قالت: "المصري بعد ماحطّ التاتش بتاعه علي أغنية بشرة خير وكميّة الألش الرهيبة عليها ابقوا قابلوني لو حدّ غنّى تاني للسيسي". أما المغرّد المعروف باسم "المواطن إكس" فوجه رسالة ورجاء "لكلّ ستّ نازلة الانتخابات... يا ريت نخفّ الأكل ونبدأ في دايت لأنّ إيقاع أغنية بشرة خير أسرع بكثير من تسلم الأيادي". وأبدي المؤيّدون للأغنية إعجابهم الشديد بها حتّى دشّن الإعلامي صاحب التسريبات الشهيرة عبد الرحيم علي صفحة باسم الأغنية على Facebook، ودعا المصريين إلى الإعجاب بها. والدكتور مدحت العدل، المؤلّف والكاتب المصري ومقدّم برنامج "إنت حرّ" على قناة CBC2، الداعمة للانقلاب، فقد أعلن أنّه سيقوم باستضافة فريق عمل الأغنية في برنامجه. وغرد المؤلّف أمير طعيمة قائلا: "بشرة خير مدغدغة الدنيا.. مبرووك بجدّ إبداع".