شجعت عائلة لبنانية طفلها الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات على ضرب طفل سوري ، وظهر هذا المشهد في شريط مصور بهاتف خليوي ، تداولته مواقع التواصل الاجتماعي ، وأثار موجة سخط عارمة . وعلى إثر ذلك ، فتح القضاء اللبناني اليوم تحقيقا في هذه الحادثة، في حين أكد وزير الشؤون الاجتماعية اللبنانية ، أن الفيديو إذا كان صحيحا ، يجب أن يكون برسم النيابة العامة، ويجب سحب الولد من حضانة الوالدين . وأفادت مصادر بأن الأمن اللبناني نجح في تحديد هوية عائلة الطفل عباس وبصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديمها إلى العدالة. ذكرت تقارير إعلامية لبنانية أن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي اللبناني قام بتوقيف الأسرة التي حرضت طفلها على تعذيب طفل سوري. وذكر موقع "ليبانون ديبايت" أنه تم توقيف أحمد الطفيلي ووالدة الطفل عباس في منطقة الرمل العالي، وتبيّن أن الطفل السوري المعتدى عليه يدعى خالد النعمان. كان نشطاء قد بثوا على الإنترنت، مقطع فيديو يظهر طفلًا يدعى "عباس"، قالوا إنه شيعي لبناني، يعذب طفلًا سنيًّا سوريًّا لاجئًا، امتثالًا لأمر والده، فيما قال آخرون إن والده سني من منطقة المنكوبين بطرابلس. وأعلن رجل الأعمال الكويتي بدر محمد العتيبي، عن مكافأة 100 ألف دولار لمن يبلغ عن العائلة التي عذبت الطفل، ورصد مواطن سعودي مبلغ مليون ريال لمن يسلم والد الطفل إلى الأمن اللبناني. ونشر موقع "يا صور" الالكتروني ليل الجمعة شريطا مصورا بهاتف خليوي، يظهر طفلا صغيرا اسمه عباس ، يقوم بضرب طفل مذعور مجهول الاسم، بعصا غليظة ، واستمرت عملية الضرب لنحو دقيقتين رغم توسلات الطفل وبكائه ، بينما تولى اشخاص لا يظهرون في الشريط الذي لم يعرف تاريخ التقاطه، تحريض عباس على مواصلة ضرب الطفل . وقال وزير العدل اشرف ريفي لوكالة فرانس برس "طلبت من مدعي عام التمييز القيام بالاجراءات القانونية اللازمة ، وتكليف المفارز القضائية اجراء التحقيقات في قضية الشريط المتداول". واضاف ان "الطفل الذي يتعرض للضرب هو على الارجح سوري، والعائلة التي ينتمي اليها الطفل (الذي يضرب) تقيم على الارجح في منطقة البقاع" في شرق البلاد على الحدود مع سوريا. ويظهر الشريط الطفل عباس يرتدي كنزة "تي شيرت" زرقاء اللون، وهو يحمل عصا يوجهها الى طفل نحيل اطول منه، يرتدي بنطالا من الجينز وكنزة "تي شيرت" بنية اللون، ويحاول عبثا ان يدافع عن نفسه. إلا أن شخصا في الخلفية يسمع وهو يقول للطفل "انزل يديك"، على رغم توسل الاخير. وسمع الشخص الذي اشارت وسائل اعلام لبنانية الى انه والد الطفل، وهو يقول "يا عباس، اضربه، لا تخف"، ليبدأ عباس بتوجيه ضربة اولى بالعصا الى ذراع الطفل الذي يحاول الابتعاد دون جدوى. ثم يطلب الشخص الذي لا يظهر في الصورة، من الطفل الذي يتعرض للضرب ان يضع يديه خلف ظهره، فيمتثل، قبل ان يضرب عباس بالعصا على صدره، فينتفض مذعورا، في حين يسمع صوت شخص ثان في الخلفية يسأل بتهكم "ليست (الضربة) قوية، أليس كذلك؟". وبينما يستمر الضرب، تسمع اصوات اشخاص يطلبون من الطفل المعنف "الجلوس على الارض" ووضع يديه خلف ظهره. وفي حين يهم عباس بضربه مجددا، يرفع الطفل يديه متوسلا عدم ضربه، لينهره أحد الموجودين في الخلفية لوضعهما خلف ظهره "والا ضربتك انا".ويتهم ناشطون لبنانيون بعض الفئات الاجتماعية بالتعامل بنوع من "العنصرية" مع اللاجئين السوريين ، وتحميلهم تبعات الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد الصغير ذي الموارد المحدودة . وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ، يستضيف لبنان أكثر من مليون لاجىء سوري نزحوا هربا من النزاع في بلادهم منذ منتصف آذار / مارس 2011 ، ويشكل الاطفال نحو نصف هؤلاء .