سيطرت قوات تابعة لجماعه الحوثي اليوم على مدينة الحديدة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأحمر من دون مقاومة تذكر من السلطات، كما انتشر أفرادها في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية. وقد بدأ الحوثيون منذ أمس الاثنين، الدخول إلى مدينة الحديدة ومحيطها، بالزي العسكري، وانتشروا اليوم في شوارعها الرئيسية. ونقلت فرانس برس عن مصادر محلية وشهود عيان أن مليشيات الحوثيين أقاموا نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة وفي شارعها الرئيسي، كما انتشروا بجانب النقاط الأمنية الرسمية التي بقيت مرابطة في مواقعها. فيما صرح مسؤول أمني يمني لقناة «الجزيرة» بأن هناك توجيهات عليا بالسماح ل«الحوثيين» بنشر نقاط تفتيش إلى جوار نقاط الأمن في مداخل مدينة «الحديدة» وبوابة الميناء. ونشر الحوثيون نقاط تفتيش في «ذمار» 100 كلم جنوبي صنعاء. وهو ما يعزز الشكوك حول قدرة الحكومة الجديدة التي كُلف بها «خالد بحاح» أمس، على استعادة زمام الأمور، وعلى وفاء الحوثيين ببنود اتفاق السلم والشراكة. وفي سياق متصل أفادت مصادر محلية بأن المليشيات اقتحموا أمس الإثنين منزل القائد العسكري المناهض ل«الحوثيين» اللواء «علي محسن الأحمر»، وسيطروا على مخزن للأسلحة تابع للجيش في منطقة قريبة من مدينة «الحديدة». وبحسب مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» فق سيطرت مليشيات «الحوثي» صباح اليوم الثلاثاء على مطار «الحديدة» وعلى المحكمة التجارية، كما أفاد المصدر ذاته بمقتل أحد الحراس. منفذ بحري غربا وآبار النفط شرقا وكان مسؤول عسكري قريب من جماعه الحوثي قد صرح ل«فرانس برس» في وقت سابق أن «الحديدة» مرحلة أولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى «باب المندب» على مدخل البحر الأحمر و«خليج عدن». هذا وتعزز السيطرة على «الحديدة» أراء بسعي مليشيات «الحوثيين» إلى الحصول على منفذ بحري مهم على البحر الأحمر، ما يؤمن لهم سيطرة على «مضيق باب المندب»، حيث تقع المدينة على مسافة 226 كيلومترا إلى الغرب من «صنعاء»، ويقطنها أكثر من مليوني نسمة وهي ثاني أكبر المدن في اليمن بعد «تعز» الواقعة وسط البلاد. وعلى صعيد آخر، تسعى المليشيات «الحوثية» إلى التقدم باتجاه محافظة «مأرب» في الشرق حيث منابع النفط اليمني. وأكّد مصدر قبلي لوكالة «فرانس برس»، وصول مليشيات «الحوثيين» إلى «مأرب» جوا من مطار «صنعاء». هذا وقد سيطرت مليشيات «الحوثيين» بنفس الطريقة على العاصمة «صنعاء» في 21 سبتمبر/أيلول الماضي من دون مقاومة تذكر، وتمكنوا من احتلال القسم الأكبر من مقار الدولة من دون مواجهات، في ظل وجود تعليمات من عدد من الوزراء بعدم مقاومة «الحوثيين». تأتي هذه التطورات العسكرية غداة تكليف «خالد بحاح» بتشكيل حكومة توافقية بموجب اتفاق السلام الذي وقعه «الحوثيون» في 21 سبتمبر/أيلول، بعد أن أعلن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» قبوله اعتذار «أحمد عوض بن مبارك» عن تشكيل الحكومة الجديدة في مقابل وقف «الحوثيين» للتظاهرات والفعاليات الاحتجاجية التي كانوا يعتزمون القيام بها. المصدر | الخليج الجديد +الحياة