كشفت صحيفة عربية صادرة في لندن، عن استعدادات عسكرية وأمنية وحالة استنفار يقوم بها الحوثيون او من يسمون انفسهم "انصار الله"، لما يبدو أنه قرار باقتحام مدينة عدن خلال وقت قريب. وذكرت صحيفة "العرب" نقلا عن مصادر وصفتها ب"المطلعة" أن الحوثيين يحشدون الآلاف من عناصرهم المسلحة بزي عسكري لتلك المهمة، وأن تنسيقا يجري مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح لتسهيل مشاركة وحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي مازالت تدين له بالولاء في هذه المعركة المصيرية للطرفين. وأضافت أن التنسيق يهدف كذلك إلى الاستفادة من نفوذ الرئيس السابق لدى قادة الوحدات العسكرية الموجودة في عدن والمحافظات الجنوبية للانضمام إلى العملية العسكرية المرتقبة. وكان صالح قد هدد قبل أيام قليلة في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره بأن يلقى الرئيس هادي نفس المصير الذي لقيه علي سالم البيض في صيف عام 1994 في إشارة إلى اقتحام القوات الشمالية للجنوب إثر إعلان البيض لانفصال الجنوب. وتأتي هذه الأنباء في ظل اشتباكات متقطعة داخل محافظة عدن بين اللجان الشعبية التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي وقوات الأمن الخاصة المرابطة في المحافظة والتي رفض قائدها المقرب من الحوثيين قرار إقالته من منصبه. وذكرت “العرب” من مصادر خاصة في عدن أن حالة التوتر تسود المحافظة جراء وصول المزيد من التعزيزات للطرفين، حيث يتم إرسال العشرات من المسلحين إلى معسكر قوات الأمن الخاصة، ووصول المئات من مسلحي اللجان الشعبية التابعة لهادي من محافظتي أبين وشبوة إضافة إلى عشرات الآليات العسكرية والأفراد من منتسبي اللواء 119 بقيادة فيصل رجب المقرب من هادي. ويشير مراقبون إلى أن إقدام الحوثيين على مغامرة بحجم اقتحام عدن عسكريا أمر بات محتملا في ظل المخاوف المتصاعدة من تضاعف حجم العزل السياسي للجماعة الشيعية جراء سحب معظم السفارات لطواقمها من صنعاء، وتزايد الدعم الإقليمي والدولي لهادي. تضاف إلى ذلك مخاوف من حدوث تغيير في موازين القوى العسكرية على الأرض لصالح هادي في جنوباليمن من خلال استقطاب العديد من القادة العسكريين المترددين وترتيب صفوف الحراك الجنوبي الذي لازال منقسما في مواجهة صالح والحوثيين. ويرجح خبراء عسكريون تفجر الموقف من داخل عدن عن طريق وحدات الجيش والأمن التي تتكون في معظمها من جنود من شمال اليمن والتي هي في حد ذاتها تمثل قوات ضاربة في مواجهة لجان شعبية جنوبية قليلة التدريب والعتاد. وتبقى العديد من الألوية العسكرية الأخرى في الضالع ولحج على أهبة الاستعداد للتدخل عسكريا في حال لم يتم حسم المعركة بشكل خاطف وسريع يجنب الحوثيين انتقادات المجتمع الدولي. وتشير المصادر إلى أن الألوية المحيطة بعدن وخصوصا تلك المتمركزة في الضالع ولحج المشارفتين لعدن تستقبلان بشكل يومي مئات المسلحين الحوثيين حتى يتم اقتحام عدن تحت غطاء عسكري وذريعة مد يد العون للقوات العسكرية المرابطة في عدن والتي تتعرض لهجوم من القاعدة بحسب الخطاب الإعلامي الذي تروج له وسائل الإعلام التابعة للحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام.