أعلن زعيم جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله"، عبدالملك الحوثي، قرار المواجهة تحت غطاء "استهداف القاعدة وأخواتها"، مؤكدا أن "القرار لا يستهدف الجنوبيين كجنوبيين والجنوب كجنوب، كما لا يستهدف "تعز" التي وصفها ب"قلب اليمن النابض". ودعا الحوثي، في كلمة متلفزة بثتها الفضائية اليمنية الرسمية، مساء اليوم، الشعب للتحرك بكل فئاته ووجهائه تعبئة عامة في كل المجالات، ورفد المعسكرات بالمقاتلين وتحرك الجبهات الاعلامية في طبخ المتآمرين والمجرمين، والنشاط التوعوي في اوساط الشعب والعطاء بالمال وقوافل الكرم". كما دعا الحوثي إلى "تشكيل لجان من كل الفئات لغرض التعبئة"، وشدد على ضرورة استمرار العمل الثوري. وتعمد الحوثي، الظهور بعلم اليمن الموحد، إلى جانبه الايمن في رسالة إلى هادي الذي قال في خطاب متلفز بث أمس، إنه "سيرفع علم الجمهورية اليمنية في مران بدلا عن العلم الايراني". وقال إن "الشعب اليمني بين خيارين؛ إما الخضوع للمؤامرات أو التحرر والتحرك الجاد لمواجهة كل الاخطار والتحديات ومواجهة الهجمة العدوانية الشاملة التي تستهدفه". وأضاف "الشعب له الحق شرعا ان يتحرك لمواجهة هذه الهجمة البشعة والحق الانساني والفطري في الدفاع عن نفسه ووجوده وامنه واستقراره وعرضه وأرضه". وتابع "ايماننا يفرض علنيا ان نكون احرارا واعزاء وان نواجه التحديات والاخطار بكل اباء وشرف ورجولة والا نستكين ونجبن ونخضع ونخنع إلا لله سبحانه وتعالى". وأشار إلى أن "الخطر بات كبيرا بالتسامح والتغاضي والاستسلام، وبات التحرك الفاعل والحازم والجاد هو المطلوب والذي نتحمل المسؤولية ان نكون عليه وبات هو الموقف الحكيم والضروري الذي تتطلبه الظروف وتشهد الوقائع على ذلك". وقال "ممكن ان نقدم تضحيات ولكنها مثمرة لها نتيجة ايجابية لنا ولأجيالنا، أما خيار الاستكانة والخنوع والتغاضي الاعمى والتساهل الذي لا فائدة له فهي خسائر بدون نتائج". وأكد أن "قرار اللجنتين الثورية والامنية بالتعبئة العامة هو قرار حكيم ومسؤول والمفترض بنا جميعا في مواجهة هذه التحديات والاخطار والاستهداف الشامل الظالم". وتابع "القرار ضروري ومهم يهدف الى حماية الشعب ومواجهة الاخطار الحقيقية التي بات يشاهدها الجميع في أسوأ ما هي عليه وفي أسوأ ما يحدث منها". وأكد أن القرار "لا يستهدف غير القوى الاجرامية ولا يستهدف الجنوبيين كجنوبيين والجنوب كجنوب، وهدفه مواجهة قوى الاجرام والاداة القذرة القاعدة واخواتها وشركائها". وقال "نؤكد للجنوبيين لا نية لنا أبدا لاستهدافهم ونيتنا الوقوف معهم إلى جانبهم لأن الخطر عليهم أولا وعلى غيرهم ثانيا، لايمكن لتلك القوى الاجرامية التي ترتكب ابشع الجرائم ان تحتمي في اي منطقة في هذا البلد أبدا". وأضاف "اذا كان هناك حساسية في اي منطقة تجاه اي دور لمواجهة القاعدة وداعش والمليشيات المتعاونة معها فليتفضل أولئك المتحسسون والمستاؤون والغاضبون ويقوموا هم بمسؤوليتهم حتى لا تكون مناطقهم ارضية يستغلها اولئك للتحرك منها للاعتداء على الاخرين وارتكاب ابشع الجرائم بحقهم". كما أكد أن محافظة "تعز ليست مستهدفة من جانب جماعته، ومن جانب ثورة 21 سبتمبر، لافتا إلى أنه "ليس بالامكان ان تحتمي القاعدة بتعز". وتساءل "وإلا فما هو البديل، وهل يمكن ان نراهن على القوى السياسية في حوارها العقيم غير المثمر وغير المجدي؟". وقال إن "المماطلة في حوار موفنبيك هو لكسب الوقت من اجل نقل النموذج الليبي إلى اليمن، وأرادوا لهادي ان يكون المطية لتحقيق هذا الهدف المشؤوم والمضر بالبلد ومليشياته المشتركة بينه والقاعدة ان تكون عصى لهم في استهداف الشعب". وأوضح أنه "لايمكن الرهان على القوى السياسية"، لافتا إلى أنها "لا تتعاطى بمسؤولية مع الواقع ولا ترى الاحداث والمتغيرات واقصى ما يمكن أن تعمله على استحياء هو بيانات ادانة متواضعة". وأكد عدم قبول جماعته باستمرار حوار موفنبيك دون أي نتيجة. وقال "اما الوصول إلى نتيجة وإلا فالشعب سيتجه فعليا إلى استكمال الاعلان الدستوري ويرتب وضعه بنفسه ويترك القوى السياسية في حواراتها العقيمة". وأكد أن "الحوار لن يكون تحت رعاية اي طرف يتبنى العداء للشعب اليمي"، في إشارة الى المملكة العربية السعودية. وقال "يفترض ان يكون اي اتفاق سياسي منجزا وطنيا". واضاف "لا يمكن الرهان على مجلس الامن كذلك لانه لا يعرف ان يجتمع إلا حينما يرى القوى المتآمرة في حالة خطر ليتخذ موقفا مساندا لها". وتساءل "متى اجتمع مجلس الامن ليساند الشعوب المستضعفة وماذا عمل لاخواننا في فلسطين". وقال "مجلس الامن يخضع للقوى الدولية التي تقود المؤامرات على شعوبنا". وجدد اتهامه للرئيس عبدربه منصور هادي بالتحرك مع القوى التي تستهدف الشعب اليمني اقتصاديا وامنيا وعسكريا، ووصفه ب"الدمية". وقال "ما يقوم به هادي من بعد انتقاله الى عدن بعد ان كان استقال وكانت مدة ولايته قد انتهت هو يستغل من جديد كدمية تحرك وتتحرك بها تلك القوى وتجعل منها مظلة لمؤامراتها الجديدة التي تستهدف البلد". وأضاف "ما يعمله هادي نقل لمشاكل الشمال إلى الجنوب".