اعترف مصدر قريب من السلطة المحلية التي أرستها الحكومة الشرعية في عدن بظهور مقاتلين تابعين للقاعدة ورفعهم رايات التنظيم في منطقة التواهي، إلاّ أنه أكّد أن "الأمر يتعلّق بعدد جدّ محدود من عناصر التنظيم من أبناء المنطقة ذاتها، وأنهم لم يدخلوا المنطقة من خارجها وبمظاهر وعلامات تدل على تبعيتهم للقاعدة، وإلاّ لتمّ التصدّي لهم بمنتهى السهولة من قبل المقاومة المدعومة من التحالف العربي والتي تفوقهم عدّة وعتادا". وقال المصدر في تصريح لصحيفة "العرب" اللندنية، إنّ التنظيم بكلّ ما يمتلكه من مقاتلين وأسلحة بما في ذلك قوّته الأساسية المتمركزة في المكلاّ مركز محافظة حضرموت لا يستطيع أن يضاهي قوّة الانقلابيين الحوثيين الذين وضع الرئيس السابق علي عبدالله صالح قسما هاما من مقدّرات الجيش اليمني بين أيديهم. وأضاف "مع ذلك لم تمنع قوّة ميليشيات الحوثي من هزيمتها على يد المقاومة والجيش الموالي للشرعية والذي وضعت دول التحالف العربي مقدّرات هامة بين يديه وقدّمت له الإسناد على الأرض ووفرت له الغطاء الجوّي". وحذّرت أوساط سياسية يمنية ممّا سمّته "تضخيم" عامل حضور تنظيم القاعدة في المناطق المحرّرة من ميليشيات الحوثي بجنوب اليمن، معتبرة ما راج بشأن "حضور كثيف لعناصر التنظيم في عدن جزءا من دعاية حوثية هادفة للتقليل من أهمية تحرير الجنوب وتثبيط عزيمة المقاومة على تحرير باقي المناطق". وأشار المصدر إلى أن بلدان التحالف العربي لا تميل للتهوين من خطر القاعدة في اليمن، ولا تهمل التصدّي له من حساباتها، مؤكّدا أن الحرب على التنظيم لم تنقطع في خضم الحرب ضد الحوثيين. وقال إنّ "الضربات بطائرات أميركية دون طيار والتي يعلن بين حين وآخر على إيقاعها خسائر بشرية في صفوف مقاتلي التنظيم في اليمن تتم بجهد استخباراتي على الأرض من دول مشاركة في التحالف العربي". وذكّر في هذا السياق بإقدام التنظيم في يونيو الماضي على قتل رجلين سعوديين في حضرموت بعد أن اتهمهما ب"التجسس" لصالح الولاياتالمتحدة. وكان أهالي منطقة التواهي أكّدوا ظهور متشددي تنظيم القاعدة ورفعهم رايات التنظيم بالمنطقة الواقعة غرب عدن، إلاّ أن نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع هوّن من شأن الخطر الذي يشكله هؤلاء المسلحون على المنطقة معتبرا أن ما يحدث هناك يتعلق بثلة من المسلحين الخارجين على القانون.