شهدت جبهات القتال بمأرب الليلتين الماضيتين مواجهات هي الأعنف من نوعها، بعد أن حاول الحوثيين التقدم شرقاً باتجاه منطقة كرى حاضنة منزل محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة وأسرته . والتقى " المشهد اليمني " بأحد مقاتلي المقاومة الشعبية بمأرب وفي حديث خاص كشف عن ليالي دامية شهدتها مأرب الأسبوع الجاري، أسفرت عن مئات القتلى في صفوف الحوثيين وكبدتهم خسائر فادحة في العتاد . يقول المقاوم المأربي في حديثه ل " المشهد اليمني " كنت ليل الثلاثاء وأمس الأربعاء بمنطقة الجردة شمال شرق جبل البلق، الواقع جنوب مدينة مأرب وكنت ضمن مجموعة حماية الطريق الصحراوي الرابط بين مأرب وشبوة، لمنع تسلل الحوثيين إلى مأرب، وكانت ليلة دامية حيث اشتعلت النيران من الأرض والسماء لكثافة النيران والغارات الجوية . يواصل المقاوم حديثه راوياً ل " المشهد اليمني " تفاصيل تلك الليلة الدامية قائلاً : اندلعت المواجهات تمام العاشرة مساء من ليل الثلاثاء بعد أن هاجم الحوثيون منزل رئيس اللقاء المشترك الشيخ مبخوت بن عبود الشريف، الواقع شرق منطقة الفاو، والذي تتمركز بها المقاومة، وشنت مليشيا الحوثي وصالح هجوم هو الأعنف بعد أن وصلتها تعزيزات كبيرة من كتائب الحسين والحرس الجمهوري، في محاولة منها لكسر الحاجز الأمني الذي نصبته المقاومة بمحيط منزل بن عبود لمنع تقدم الحوثيين باتجاهه والسيطرة عليه، لتتمكن من التقدم باتجاه منطقة كرى معقل محافظ مأرب، ومن ثم إلى صافر معقل النفط وقوات الردع لتحرز نصر كبير كما يتصور لها ذلك، ويسهل في تصوريها .. تاركة مدينة مأرب ورائها . ما أن اندلعت المواجهات واشتدت ضراوتها شرق منطقة الفاو الريفية الواقعة جنوب شرق مدينة مأرب، حتى تدخلت مقاتلات التحالف العربي وشنت قصف عنيف ومكثف على مواقع الحوثيين بالفاو والجفينة، مما أسفر عن نشوب حرائق هائلة بين المزارع وعلى قمم الجبال غرب وجنوبمأرب، بعد أن تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير عتاد عسكري كبير للحوثيين، بينه راجمة صواريخ كانت متمركزة بتبة المصارية بمنطقة الجفينة غرب مأرب . لم تتمكن مقاتلات التحالف العربي الإف 16 من وقف زحف مليشيا الحوثي وصالح، والاشتباكات العنيفة بمختلف الأسلحة بين المقاومة والحوثيين، مما دفع قوات الردع العربي إلى الدخول على خط المواجهة عن بعد من منطقتي صافر شرق مأرب والصمدة شمالاً . وأفاد شهود عيان ل " المشهد اليمني " أن صواريخ بعيدة المدى أطلقتها قوات الردع من منطقتي صافر والصمدة استهدفت مواقع الحوثيين بالجفينة وايدات الراء والعطيف والمخدرة بصرواح . إلا ان المواجهات ظلت مستمرة حتى اقتراب فجر أمس الأربعاء، ما دفع قوات الردع بصافر إلى إرسال طائرات الأباتشي للمشاركة بالقتال وشنت هجمات واسعة بمختلف السلاح الذي تحمله مستهدفة الخطوط الأمامية لقوات الحوثيين وصالح بمزارع الفاو . ويعد هذا أول تدخل لطائرات الأباتشي بجبهات القتال بمأرب، بعد هجمات مليشيا الحوثيين وصالح على مواقع المقاومة بعد وصول تعزيزات كبيرة إلى صفوفهم . استمرت المواجهات إلى صباح أمس الأربعاء، وأفاد سكان محليين ل " المشهد اليمني " عن سماع طائرات أباتشي، ومشاهدتها تهاجم مواقع الحوثيين وتطلق وابل كثيف من الأعيرة النارية ممطرة مواقعهم بمزارع الفاو . تمكنت المقاومة بمساندة قوات الردع العربي عن بعد وطائرات الأباتشي وإف 16 من كسر هجوم الحوثيين الأعنف وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد . فيما تجددت المواجهات ليل أمس الأربعاء وفجر اليوم الخميس بجبهة الفاو والجفينة وصرواح بين المقاومة والحوثيين، إلا أنها أقل عنف وكثافة من ليل الثلاثاء وفجر امس الأربعاء .