أرجعت صحيفة "رأي اليوم" الالكترونية التي يديرها الصحفي الفلسطيني المخضرم عبدالباري عطوان، انتقال الحرب في اليمن التي تخوضها قوات وطائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الى المعركة البرية التي اعتبرتها "الاخطر" إلى ثلاثة أسباب رئيسية. واشارت الصحيفة في مقال افتتاحي نشر، اليوم، إلى أن السبب الأول هو؛ الصدمة الكبيرة التي ترتبت على اطلاق التحالف "الحوثي الصالحي" صاروخ من طراز “دوشكا” على معسكر لقوات التحالف في صافر في مأرب، ادى الى اصابة مستودع للذخيرة، ومقتل 92 جنديا، من بينهم 45 اماراتيا وعشرة سعوديين وخمسة بحرينيين، والبقية من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، فسقوط هذا العدد الضخم من القتلى العسكريين، وبصاروخ واحد اثار غضب القيادتين السعودية والاماراتية، ودفعهما الى التعجيل في الحرب البرية لحسم الحرب في اليمن لتجنب اي خسائر اخرى مماثلة. وقالت إن السبب الثاني هو "فشل الغارات الجوية في احداث التأثير المأمول في تغيير وقائع الحرب، ودفع التحالف “الحوثي الصالحي” الى الاستسلام والرضوخ للشروط السعودية، بتطبيق كامل لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216، واخلاء المدن وتسليم الاسلحة، وعودة الرئيس الشرعي هادي الى البلاد". وأضافت"ثالثا؛ تصاعد الانتقادات الدولية، والامريكية والاوروبية خاصة، لدول التحالف، والسعودية بالذات، بسبب تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين اليمنيين من جراء القصف الجوي، ووصول رقم الضحايا من المدنيين الى ما يقرب العشرة آلاف قتيل، علاوة على عشرات الآلاف من الجرحى، وتدهور الظروف المعيشية لاكثر من 25 مليون يمني بسبب الحصار البري والبحري والجوي الذي تفرضه قوات التحالف". ولفتت إلى أن "حالة القلق التي تسود الرأي العام في المملكة العربية السعودية من جراء اطالة امد الحرب وتفاقم الخسائر البشرية والمادية، ربما تكون ايضا خلف عملية التسريع بارسال القوات البرية، والاستعانة بقوات عربية، للايحاء بأن هناك تضامنا عربيا مع المملكة العربية السعودية، وانها لا تخوض هذه الحرب منفردة". وأكدت الصحيفة أن الانتقال الى الحرب البرية مغامرة صعبة محفوفة بالمخاطر، لان احتمالات وقوع خسائر بشرية ربما تصبح اكبر، بسبب وعورة الجغرافيا اليمنية، وتقلب ولاء القبائل، وعدم خبرة القوات العربية، والخليجية ايضا، في خوض حروب العصابات في مناطق جبلية، ولكن ضخامة هذه القوات، وحداثة الاسلحة التي في حوزتها، وبدائية اسلحة الخصم قد تعوض بعضا من نقاط الضعف هذه. ولفتت الصحيفة من الصعب التكهن بالصورة التي يمكن ان تكون عليها الحرب في الاسابيع، او الاشهر المقبلة، لكن الامر المؤكد انها ستكون اكثر دموية، خاصة بعد تزايد احتمالات الانتقال الى معركة صنعاء التي ستكون الاشرس بسبب الطبيعة الديمغرافية المتنوعة والمختلطة للمدينة، وطبيعتها الجبلية وتمترس القوات المولية للحوثيين والرئيس علي عبد الله صالح فيها، في اطار استعداداتهم لهذه المعركة. واختتمت صحيفة "رأي اليوم" مقالها الافتتاحي بالقول إن "قوات التحالف العربي قد تستعيد مأرب وتعز، وربما صنعاء نفسها، ولكن الحرب لا يمكن ان تنتهي بالانتصارات العسكرية، وانما بالحلول السياسية، وعلينا ان نتذكر دائما القاعدة العسكرية التي تقول بان الارض تحارب دائما الى جانب اصحابها".