شرعت قوات المقاومة الشعبية اليمنية، المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية، في التقدم باتجاه مديرية المخا بتعز؛ حيث استعادت السيطرة على مضيق "باب المندب"، وأفاد مراسل قناة "العربية" بسقوط عشرات القتلى والجرحى من مليشيات "الحوثي-صالح"، إثر غارات لمقاتلات التحالف في مديرية المخا. وقالت مصادر عسكرية في عدن ل"الشرق الأوسط" إن عملية تحرير مضيق "باب المندب"، جرى التخطيط لها منذ فترة، قبل تنفيذها عبر هجوم كبير، شاركت فيه قوات بحرية وجوية وبرية مشتركة من اليمن ودول التحالف، حيث كثفت مقاتلات ومروحيات التحالف، لا سيما طائرات الأباتشي، قصفها للمنطقة، إضافة إلى قصف من القطع البحرية المرابطة قبالة السواحل اليمنية، في حين تقدمت القوات البرية في المناطق المحيطة بالمضيق. وكشف مستشار الرئيس اليمني للشؤون العسكرية، اللواء جعفر محمد سعد، جانبًا من العملية التي جرت لتحرير المضيق وجزيرة "ميون" من قبضة ميليشيات "الحوثي-صالح"، موضحًا أنه "بعد رصد واستطلاع لفترات منذ قيام الانقلابيين باحتلال عدد من المواقع الاستراتيجية، تأكد أن هناك نوايا مبيته لإيران لاستخدام القوات الانقلابية في احتلال جزيرة ميون التي تُعتبر عنق الزجاجة لباب المندب". وقال إنه في ضوء عمليات الرصد "قامت القوات البحرية للجيش الوطني والدفاع الساحلي بالاشتراك مع القوات البحرية للتحالف بقيادة السعودية وبقية دول التحالف، بتأمين الممر الدولي من عبث إيران، من خلال القيام بالإنزالات داخل جزيرة ميون وتمشيط الجزيرة التي أصبحت تحت سيطرة كاملة لقوات الشرعية والتحالف". ونبه "سعد" إلى أن "الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، باتت مؤمنة وآمنة"، وأن "جزيرة ميون أصبحت خالية من القوات الانقلابية التي استسلمت للقوات المشتركة"، مشيرًا إلى الأهمية الاستراتيجية للممر المائي الدولي في البحر الأحمر. ويكتسب "باب المندب" أهمية خاصة باعتباره من أهم الممرات المائية التجارية في العالم لموقعه الاستراتيجي، كما تبرز أهمية المضيق لكونه يتحكم في المجرى الملاحي للبحر الأحمر وبالتالي في التجارة الدولية التي تمر عبره، لا سيما وأن 80% من إنتاج النفط العربي والإيراني يمر من خلاله، وأن هناك 21 ألف قطعة بحرية تعبر المضيق سنويًّا، أهمها ناقلات النفط العملاقة.