تلقت الميليشيات الحوثية الانقلابية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح اليوم الخميس هزيمة قاسية بدحرهم من منطقة باب المندب الاستراتيجية على يد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والتحالف العربي ، بعد نحو سبعة اشهر من سيطرة الانقلابيين وبدعم من النظام الايراني على موانئ ومناطق بحرية واسعة تطل وتشرف على واحد من اهم ممرات العالم . وأفادت مصدر في المقاومة الشعبية أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومعها قوات تابعة للتحالف العربي فرضت الخميس حصارا خانقا على ما تبقى من مواقع لميلشيا الحوثي و قوات تابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح في منطقة باب المندب المشرفة على الممر المائي الدولي. وقال – ابو عدنان – من رجال المقاومة الشعبية المشاركين في جبهة الساحل الغربي ن قوات الجيش والتحالف معززة بالدبابات والمدرعات وطيران التحالف تمكنت من محاصرة مقر اللواء " 17 مشاه " التي تسيطر عليه مليشيا الحوثي صالح في منطقة ذباب القريبة من باب المندب. وأضاف بان هذا الحصار جاء بعد تمكن قوات الجيش من السيطرة في وقت سابق على الشريط الساحلي لمنطقة باب المندب ، وتمشيط كافة المواقع في المنطقة . وعلى سياق متصل ذكرت مصادر اعلامية أن قوات الجيش والتحالف العربي بدأت زحفا صوب منطقة المخأ لتحريرها من ميلشيا الحوثي وصالح ، فيما أكدت مصادر أخرى في تعز عن تحرك عددا من الأطقم الحوثية معززة بالأفراد والأسلحة صوب مدينة المخأ لتعزيز مقاتليها في المنطقة. وكان الناطق باسم الحكومة راجح بادي قد قال اليوم إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنودة بقوات التحالف ستتجه بعد تحرير باب المندب نحو مديرية المخا وسيتم تحريرها بشكل كامل. وأشار الى ان تحرير مديرية المخأ مقدمة للتوجه نحو مدينة تعز وتحريرها من الانقلابيين . وأعلن ناطق الحكومة في تصريحات صحافية له اليوم إن عملية عسكرية خاطفة نفذتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تكللت بتحرير منطقة باب المندب المشرفة على الممر الدولي ، وكذا تحرير جزيرة ميون الاستراتيجية الواقعة عند مدخل مضيق المندب . وأوضح بادي إلى أن العملية التي بدأت في وقت مبكر من صباح الخميس بالتعاون مع قوات التحالف العربي واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة ، انتهت بتحرير كامل لمنطقة باب المندب وجزيرة ميون الاستراتيجية اللتين كانت تتمركز فيهما جماعة الحوثي وصالح . وعبر عن شكر الحكومة اليمنية للسعودية والإمارات على الدور الذي لعبته القوات التابعة لهما في تحرير هاتين المنطقتين الهامتين وعلى الدور الذي تلعبه الدولتان في اليمن بشكل عام . هذا وقد اعترف الناطق باسم جماعة الحوثي الانقلابية محمد عبدالسلام بهزيمة جماعته في باب المندب وانسحابها من مناطق عدة في الساحل الغربي لليمن . وبرر عبد السلام في منشور له على شبكة التواصل الاجتماعي – الفيسبوك – هزيمة جماعته في باب المندب بحرصها على عدم ابقاء باب المندب بعيداً عن الصراع كون الممر المائي ممر دولي يمثل مصالح العالم . أهمية باب المندب الإستراتيجية وكانت ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح قد سيطرت اواخر شهر مارس – آذار الماضي على قطاع المخاء العسكري القريب من باب المندب ، حيث اجبروا القوات الموالية للرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي على مغادرة الميناء . وعملت الحكومة الايرانية على دعم المليشيات الانقلابية للسيطرة على مضيق باب المندب والساحل الغربي لليمن في محاولة لبسط سيطرتها على المضيق العالمي وتهديد الامن والسلام والاستقرار الاقليمي والدولي . ويعد باب المندب ممرا مائيا استراتيجيا يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب ، ويشترك في حدوده البحرية مع اليمن كل من أريتريا وجيبوتي ، ويبلغ عرض المضيق نحو 30 كم . وتكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضانا للسفن ، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية ، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز . وتذهب تقديرات الخبراء إلى أن ما بين 5 إلى 6 % من إنتاج النفط العالمي ، أي نحو 4 ملايين طن، تمر يوميا عبر المضيق باتجاه قناة السويس ومنها إلى بقية أنحاء العالم ، ويمر عبر المضيق سنويا ما يزيد على 25 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع . وقد كانت أهمية باب المندب محدودة حتى حفر قناة السويس عام 1869 وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط. ومنذ ذلك الحين تحول باب المندب إلى أحد أهم ممرات النقل والمعابر بين بلدان أوربية والبحر المتوسط ، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا، لا سيما مع ازدياد توريدات النفط الخليجي إلى الأسواق العالمية. ويسمح عرض وعمق القناة الغربية للمضيق لشتى أنواع السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر.