"لا تنسَ شعب الخيام" هي رسالة أطلقها شاعر القضية الفلسطينية محمود درويش منذ عدة سنوات ليذكرنا جميعاً بمعاناة اللاجئين الفلسطينين في المخيمات، معاناة أهل الخيام التي لم تتوقف يوماً عند حدود جنسية معينة، تطال اليوم اليمنيين أيضاً. فبين خيام أُنشأت لهم على عجل، يعيش مئات الآلاف من النازحين من مناطق القتال في ظروف معيشية وإنسانية غاية في السوء، حيث بلغ عدد النازحين نزوحاً داخلياً في اليمن ما يقارب مليوني شخص حسب آخر إحصائيات الأممالمتحدة. على مدى عشرة أشهر من إندلاع الحرب التي أدت الى تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد فهناك ما يزيد عن مليوني نازح يمني بحاجة الى مساعدات انسانية عاجلة بحسب تقارير دولية. البعض منهم لم يجد هذه الخيام فاضطر للسكن تحت الأشجار أو في أكواخ صغيرة صنعت على عجل من كراتين وأقمشة مهترئة، أو حتى في مساجد مهجورة منذ عشرات السنين، كما هو حال نازحي المناطق الحدودية في حجة وصعدة. على بعد 50 كلم من مديرية حرض الحدودية يعيش آلاف النازحين الذين فروا من جحيم الحرب في حالة عوز شديد لا يستطيعون توفير حاجاتهم وحاجات أطفالهم الذين باتوا عرضة لأمراض الملاريا وسوء التغذية. الحرب المستمرة والفقر وظروف المخيمات الصعبة أجبرت هؤلاء الأطفال الأبرياء على العمل ونسيان الطفولة ودفن معالمها لتوفير ولو حتى الجزء اليسير من إحتياجات أسرهم الضرورية من الطعام والشراب. أصوات القصف المدفعي والإشتباكات في المناطق الحدودية وتحليق الطيران المستمر مازال يصل إلى مسامعهم مما زاد من معاناتهم وخصوصاً الأطفال الذين يعانون من آثار نفسية كبيرة بسبب الحرب تتمثل في القلق النفسي وصعوبة التركيز والحركة الزائدة والأرق إضافة إلى فقدان الشهية والكوابيس المستمرة. حالة إستياء وسخط في أوساط النازحين نتيجة عدم صرف التغذية المخصصة لهم من قبل بعض المنظمات بسبب تلاعب الجهات المحلية وبعض المتنفذين والمتاجرة بمعاناتهم. أسرٌ عديدة في أمس الحاجة تنتظر هذه المعونة والتي يتم صرفها بمزاجية دون النظر إلى الحالات الأشد حاجة. نازحي المناطق الحدودية بمديريتي حرض وميدي هم الأكثر تضرراً من هذه الحرب فقد ترك نحو 100 ألف نازح ديارهم وممتلكاتهم مجبرين بسبب الحرب وهاهم الآن يكابدون واقعاً مريراً حسب تعبيرهم آملين أن تنظر لحالهم كل الجهات المعنية بحقوق الإنسان.