تعتبر عصابة ال "مارا سيلاتروتشا " اخطر العصابات على الاطلاق في دولة السلفادور ، خاصة في ظل ما يشاع عنها وما تحظى به من سمعة تتعلق بانعدام الرحمة وميولها الانتقامية الواضحة عند افرادها. و بحسب مواطنين من السلفادور ، فقد ظلت اجهزة الامن عاجزة عن ردع هذه العصابة حتى بعد ايداع الكثير من افرادها داخل السجن، الذين يمثلون الحاكم الفعلي لادارة شئون السجن الداخلية. و يعتبر سجن بيناس سيودا باريوس المعتقل الاكثر تشديدا في السلفادور وفي دول امريكا الوسطى نظرا لكونه السجن الذي يتم ايداع فيه افراد عصابة ال مارا سيلاتروتشا. ومع اتساع شهرة السجن لدى وسائل الاعلام العالمية ، بادر احد الصحافين البريطانيين بالسفر الى السلفادور بغية زيارة السجن الذي يتطلب دخوله قدرا كبيرا من الشجاعة. وحده أدم هينوتن ، صحفي ومصور بريطاني، من استجمع كل قواه ، مدفوعاً بحبه لاستكشاف ما لم يجرؤ عليه احد من قبل من الصحفيين من زار السجن لنقل صورة حية لما يدور داخل المعقل الأخطر لاحدى اشرس واعنف العصابات في العالم. يقول أدم هينوتن بعد زيارتة للسجن " بني السجن في الاساس ليستوعب حوالي 800 نزيل ، والان يوجد فيه ما يزيد على ال 2500 معتقل. اما داخل السجن فكل شيء يدار من من هم في الداخل ، اتكلم عن العصابة التي انشأت مخبزا بأسلوبها الخاص وكذلك اقامت نظامها الخاص لاعادة تأهيل المسجونين وفق ما تراه قيادة العصابة ، بل والاغرب من ذلك تحكمها الكامل بادارة مستشفى السجن." و يضيف هينوتن " بمجرد دخولك السجن تدرك تماما ان هناك غياب كامل لأي من عناصر الأمن او الحراسة في مرافق السجن وباحاته المختلفة. اذا ما احببت رؤية الحراسة فعليك حينها التوجه لخارج اسوار السجن الذي يظم مرفقا اداريا خلف الاسوار المشيدة التي لا يصل اليها حكام الداخل". و يمضي قائلا " يمكنك ببساطة تميز افراد العصابة كون رسومات الوشم في كامل الجسم تمثل اهم ما يميز كل واحد عن الاخر . فالوشم على الاجساد تحكي قصص كل واحد منهم وتسرد تاريخ جرائمهم التي يتفاخرون بارتكابها" . و ينقل هينوتن عن السجناء قولهم انهم يرون انفسهم بلا هدف واضح المعالم سوى قتل الدقائق والساعات التي تبدو بلا نهاية في ظل وجودهم خلف اسوار هذا السجن . فسجن بيناس سيودا باريوس يعني لكل واحد منهم انعدام كل امل حي وتلاشي كل الفرص بالخروج من مستنقع يغرق فيه السجين منسياً من ذاكرة أهله الذين لا عليهم سوى استقبال نبأ وفاته عاجلا ام اجلا داخل السجن.