يعيش الآلاف من الصيادين في الساحل التهامي، غربي البلاد، أوضاعاً مأساوية منذ نحو عام بسبب الحرب وإستهداف القرى الساحلية وارتفاع سعر المشتقات النفطية ماجعلهم يفقدون مصدر رزقهم الوحيد، والتي حولتهم إلى فريسة للبطالة والظروف المعيشية الصعبة. ويعمل أغلب سكان الشريط الساحلي التهامي في الصيد لكن معظمهم نزحوا من المنطقة تاركين منازلهم وأعمالهم ومنتشرين في مناطق مختلفة بعد إشتداد الحرب وتصاعد أعمال العنف على سواحل البحر الأحمر حيث بدأ الصيادون بالنزوح والبحث عن مصدر رزق آخر، لتوفير قوت أطفالهم، وتحسين ظروفهم الاقتصادية الصعبة. وبدأت معاناة صيادي الساحل التهامي منذ سيطرة الحوثيين عليها، قبل نحو عام، حيث فقدت المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل القوارب من الأسواق، ودخلت قرى الصيادين الساحلية، ضمن دائرة الاستهداف من طائرات التحالف العربي،التي تحاول وقف أعمال التهريب عبر سواحل البحر الأحمر. ويقول صيادون من مديرية "ميدي الساحلية" أن وتيرة العمل قد تراجعت أصلاً قبيل اندلاع المواجهات بسبب الانعدام المتكرر للمشتقات النفطية. حيث ظلوا في منازلهم لأشهر دون أن يستطيعون اصطياد سمكة واحدة، لعدم توفر المشتقات النفطية التي تشغل محركات القوارب. وفي المناطق الآمنة نسبياً، يخشى كثير من الصيادين في تهامة الإبحار لمسافات بعيدة في عرض البحر بهدف الحصول على صيد وفير، وذلك خوفاً من أن تطالهم عمليات القصف الخاطئة من قبل مقاتلات التحالف العربي والتي سبق وأن راح ضحيتها المئات من الصيادين بمحافظة الحديدة. وتعرض كثير من الصيادين اليمنيين خلال الفترة الماضية، لعمليات استهداف مباشرة، من طيران وبحرية التحالف العربي في الجزر اليمنية ومراكز الإنزال السمكي، وسقط ضحايا بينهم، بسبب الاشتباه بقوارب تهريب الأسلحة التابعة للحوثيين . بينما يزخر البحر بالرزق على طول السواحل اليمنية، تزداد أوضاع آلاف الصيادين اليمنيين تعقيداً مع استمرار المواجهات المسلحة في مناطق واسعة من الشريط الساحلي، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وانعدام المشتقات النفطية المشغلة لأغلب قوارب الصيد وتسبب إغلاق منفذ الطوال الحدودي بمدينة "حرض" بسبب الإشتباكات الدائرة على الشريط الحدودي في زيادة معاناة الصيادين حيث توقف تصدير الأسماك إلى الأسواق السعودية التي كانت تستقبل نحو 30 شاحنة محملة بالأسماك يومياً ما زاد من نسبة البطالة في صفوف الصيادين في المنطقة.