احتدمت المواجهات بين قوات الشرعية٬ الجيش الوطني والمقاومة الشعبية٬ من جهة٬ والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى٬ في جبهات القتال الشرقية والغربية والشمالية في محافظة تعز٬ وسط تحليق مكثف لطيران التحالف. وتواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح٬ خرق الهدنة المتفق عليها منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي٬ من خلال قصفها العنيف بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية لمدينة تعز وقرى المحافظة وأريافها٬ ومواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مختلف الجبهات. ورافق قصف الميليشيات الانقلابية٬ حشد عناصرها وآلياتها العسكرية على جميع مواقع تمركزها في محيط المدينة وجبل حبشي٬ ومديريات جبل صبر والوازعية وحيفان والشريجة٬ مع تشديد الحصار المطبق على المدينة من جميع مداخلها٬ ومنع دخول الإمدادات الطبية والدوائية والغذائية والإغاثية. وقال أيمن٬ من المقاومة الشعبية٬ ل«الشرق الأوسط»: إن «الوضع الميدان في تعز تزاد حدته يوما بعد حين٬ حيث تشهد مختلف الجبهات مواجهات عنيفة في محاولة مستميتة من الميليشيات الانقلابية التقدم والسيطرة على مواقع الجيش والمقاومة الشعبية٬ مع قصف عنيف على الأحياء السكنية ومواقع قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني». وأضاف: «القصف العنيف استمر لساعات طويلة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عصيفرة والزنوج٬ شمال المدينة٬ ومواقع في الشرق٬ ومنطقة حمير في مقبنة٬ غرب المدينة٬ في محاولة للميليشيات في إحداث اختراق وتسلل إلى المواقع٬ غير أن أبطال الجيش والمقاومة تصدوا للهجوم وتمكنوا من دحر المتمردين٬ وسقط قتلى وجرحى من الجانبين». وأكد٬ أن «عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية٬ حققت تقدما في شارع الأربعين٬ شمال مدينة تعز٬ بعد مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى من الميليشيات الانقلابية بينهم قائد ميداني٬ كما تمكنوا من السيطرة على تبتي البحر والانسي وعدد من المنازل٬ ولم تتمكن الميليشيات الانقلابية من انتشال جثث قتلاهم٬ فيحين أصيب 3 من عناصر المقاومة الشعبية بإصابات طفيفة وأبرزهم الشيخ فاروق الصراري القائد الميداني في الجبهة الشمالية». في المقابل٬ قال الشيخ حمود سعيد المخلافي٬ رئيس المجلس الأعلى للمقاومة في محافظة تعز: إن «تلاحم أبناء تعز ضد الحرب الحاقدة والحصار الظالم في المدينة والمديريات من قبل الميليشيات الانقلابية٬ جعلهم يبتكرون كل الحلول للتغلب على الأدوات اللاأخلاقية للميليشيات في التجويع٬ ومنع دخول أبسط مقومات الحياة حتى الأكسجين». ولا تزال ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح٬ تواصل احتجازها في مدينة الصالح منذ أكثر من 10 أيام لشاحنات كانت تحمل أجهزة ومستلزمات خاصة بمرضى قسم الفشل الكلوي التابع لهيئة مستشفى الثورة في تعز٬ وهي الشحنة التي كانت قادمة من محافظة الحديدة٬ غرب اليمن٬ إلى تعز وتحتوي على 28 جهاز غسيل دموي٬ 30 سريرا و4000 كيس محلول ملح٬ 7500 فلتر٬ 7500 دبة غسيل. ولهذا؛ قالت مصادر محلية: «فقد أصبحت حياة 300 مريض بالفشل الكلوي مهددة بالموت البطيء». ومن جهتها٬ قدمت شركة إخوان ثابت لهيئة مستشفى الثورة في تعز مولدا كهربائاي على متن مقطورة سعة 800 كيلولتر إسعافي٬ إعارة لمدة ثلاثة أشهر لتغطية العجز في توليد الكهرباء بالمستشفى٬ وكذلك منحهم عشرة آلاف لتر ديزل٬ كما منحت المجموعة مركز الغسيل الكلوي بالمدينة مولد 200 كيلووات لحين إصلاح المولد الخاص بالمركز.