يعد إغلاق مطار صنعاء، واحداً من أوجه الحصار والعزلة التي تسعى الحكومة الشرعية والتحالف لفرضها على مناطق سيطرة الانقلابيين، جنباً إلى جنب مع العمليات العسكرية والحصار الاقتصادي، بما في ذلك نقل مقر البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن. وتواصل الحكومة الشرعية، مدعومة من التحالف العربي، جهود عزل العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الحوثيين وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه علي عبدالله صالح، في إطار إجراءات تشديد الحصار على العاصمة سياسياً واقتصادياً بالدرجة الأولى، وفي ظل توجه نحو ترسيخ عدن ك"عاصمة مؤقتة". وحسب مصادر حكومية وجهت الشرعية أكثر من مرة دعوة للسفارات العربية والأجنبية التي أغلقت أغلبها أبوابها منذ فبراير/ شباط 2015، إلى نقل مقراتها إلى عدن , بالاضافة الى محاولتها إقناع منظمات دولية وشركات تجارية بنقل مقراتها من صنعاء. وأكدت مصادر سياسية مطلعة، أن التحالف يواصل رفض فتح مطار صنعاء الدولي الذي جرى إغلاقه منذ مطلع أغسطس/ آب الماضي , وأشارت المصادر بحسب موقع "العربي الجديد" إلى وجود العديد من الشخصيات السياسية المتواجدة داخل وخارج البلاد تنتظر منذ أسابيع إذناً من التحالف لطائرة عُمانية، من المقرر أن تنقل قيادات سياسية، ومن بينها أعضاء مفاوضون عن الحوثيين يتواجدون في مسقط، بالإضافة إلى جرحى من المتواجدين خارج البلاد إلى مطار صنعاء، إلا أن التحالف لا يزال يرفض منح تصريح للرحلة. وكان التحالف شدد الحصار السياسي والاقتصادي على العاصمة اليمنية صنعاء منذ أغسطس الماضي، بمنع جميع الرحلات الجوية من وإلى صنعاء، قبل أن يستثني في وقت لاحق، الرحلات الخاصة بمنظمات الأممالمتحدة الإنسانية. وتسبب إغلاق المطار بأزمة أثّرت بدرجة كبيرة على مدى تحركات ممثلي الانقلابيين بين الداخل والخارج، لكن آثارها في المقابل لم تستثن المدنيين اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم ممنوعين من مغادرة صنعاء أو العودة إليها. ويعد المرضى الذين يسعون إلى العلاج خارج البلاد والطلاب وأصحاب الأعمال أبرز الفئات المتضررة من استمرار إغلاق مطار صنعاء. وكانت الرحلات من وإلى مطار صنعاء منذ بدء عمليات التحالف، محدودة بالأصل، ومقتصرة بين صنعاء والقاهرة (مصر)، وعمْان (الأردن)، مع توقف إجباري للطائرات للتفتيش في مطار بيشة السعودي. أما الوفود السياسية فتتنقل في العادة، عبر طائرات عُمانية تقوم بنقلهم من صنعاء إلى مسقط بالتنسيق مع التحالف، وهو ما حصل مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، عندما انتقل وفد الحوثيين برئاسة محمد عبد السلام، على متن طائرة عُمانية إلى مسقط، لعقد لقاءات مع الأميركيين. وقبل ذلك، بقي وفد الحوثيين وصالح قرابة ثلاثة أشهر في مسقط، بانتظار تصريح من التحالف يسمح بعودته إلى صنعاء. وعلى الرغم من العزلة التي تعيشها صنعاء، بعد أن كانت مركز الحركة السياسية والدبلوماسية في البلاد، إلا أن الانقلابيين يسعون لتحريك الجمود السياسي فيها. وبالإضافة إلى وجود سفارة روسيا التي تنشط بلقاءات متكررة، استعادت صنعاء نوعاً من الحراك السياسي منذ الاتفاق بين تحالف الانقلاب الذي سمح بعودة عمل مجلس النواب، أغسطس/ آب الماضي، إذ بات المجلس يعقد جلساته أخيراً بصورة مستمرة، فيما جاء تشكيل ما سُمي "حكومة الإنقاذ الوطني"، ليعزز هذا الجو، مع الاجتماعات والأنشطة اليومية للشخصيات المنضوية في حكومة الانقلابيين.