فاز الروائي السعودي، محمد حسن علوان، اليوم الثلاثاء، بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها العاشرة عن روايته “موت صغير”، بحسب ما أعلنته إدارة الجائزة من العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وفي هذه الرواية يقدم علوان (38 عاما) سيرة متخيلة لحياة محيي الدين بن عربي (1164-1240م )، الملقب ب”الشيخ الأكبر”، وذلك منذ ولادته في الأندلس وحتى وفاته في دمشق. ويقتحم الحياة الشخصية ل”الشيخ الأكبر”، مقدما إياه في أكثر لحظات ضعفه الإنساني، وأرق لحظات عشقه الأرضي وحيرته الإيمانية بحثا عن اليقين المطلق. واختطف علوان “الشيخ الأكبر” إلى عالمه الروائي الرومانسي المفعم بالمشاعر، إذ قدم من قبل أربع روايات تركز على علاقات الحب بين الرجل والمرأة، بينها “صوفيا”، و”طوق الطهارة”. ويقود القاريء في “موت صغير” عبر مسارين، فيحكي تاريخ انتقال مخطوطة تقص سيرة ابن عربي منذ عام 610 هجرية وحتى اكتشافها عام 1433 هجرية. وفي المسار الثاني من الرواية تركز سيرة ابن عربي على الصعاب التي لاقاها منذ ولادته في الأندلس وحتي وصوله إلى مكة مرورا بدمشق. ويستعرض الروائي السعودي كيف استقر ابن عربي في مكة، وأنجز مؤلفه الأهم “الفتوحات المكية”، وظن أنه سيهدأ ويقر عينا بما أنجز، لكنه يلتقي “نظام” ابنة شيخه “زاهر الأصفهاني”، فيغرم بها، ويكتب عنها ديوانه “ترجمان الأشواق”. غير أن العاشق يُفاجأ برفضها، ليكتشف أنها كانت وتدا من أوتاد الأرض الأربعة، طبقا للفهم الصوفي، وبالتالي فدورها تثبيت الإيمان والدين في قلوب من يهديهم الله، وفق المتصوفة الذين يعتقدون في وجود “القطب الأكبر” أو “الغوث” لإدارة شؤون الأرض وتحته أربعة أوتاد يساعدونه، ما جعله على يقين باستحالة ارتباطهما. وتنتهي حياة “الشيخ الأكبر” في الرواية عجوزا متهالكا يعمل أجيرا في بستان، باحثا عن قوت يومه حتي يموت. وأصدر علوان خمس روايات، هي: “سقف الكفاية” (2002)، و”صوفيا” (2004)، و”طوق الطهارة” (2007)، و”القندس″ (2011)، إضافة إلى “موت صغير” (2016)، وله كتاب بعنوان “الرحيل نظرياته والعوامل المؤثرة فيه” (2014). واختير علوان عام 2010 ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين، وفازت النسخة الفرنسية من روايته “القندس″ بجائزة معهد العالم العربي في باريس عام 2015 كأفضل رواية عربية مترجمة للفرنسية. كما رُشح الروائي السعودي في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2013 عن روايته “القندس″. وإضافة إلى علوان ضمت القائمة القصيرة لهذا العام: رواية “السبيليات” للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، و”زرايب العبيد” لليبية نجوى بن شتوان، و”أولاد الغيتو.. اسمي آدم” للبناني إلياس خوري، و”مقتل بائع الكتب” للعراقي سعد محمد رحيم، و”في غرفة العنكبوت” للمصري محمد عبد النبي. ويحصل كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة لجائزة “البوكر” على عشرة آلاف دولار أمريكي، في حين يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألفا إضافية. و”البوكر” العربية هي أبرز جائزة في مجال الرواية بالعالم العربي، وفازت بها في دورتها السابقة رواية “مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة” للفلسطيني ربعي المدهون.