بوابة الوفد- كتب:عبدالله محمد: رأت صحف أمريكية أن الأزمة الناشبة حاليا بين مؤسسة الرئاسة في مصر والقضاء على خلفية الإعلان الدستوري، المعركة الأخيرة في الحرب المشتعلة منذ إصدار المرسوم الرئاسي الذي همش القضاء. وأوضحت أن نتيجة هذه المعركة ستحدد إلى أين تتجه مصر، وسط مخاوف من أن تضل الطريق نحو الديمقراطية المنشودة منذ ثورة 25 يناير 2011، وتصبح على فوهة بركان. وقالت صحيفة "وول استريت جورنال" إن معركة الرئيس محمد مرسي مع القضاء في مصر وجماعات المعارضة تصاعدت بشدة الأحد، مع قيام المئات من أنصاره بمحاصرة أعلى محكمة في البلاد، لمنعها من الحكم على شرعية اللجنة التي تم إنشاؤها لصياغة الدستور، مشيرة إلى أن هذا التوتر تصاعد بعد تحديد الرئيس مرسي منتصف ديسمبر الجاري موعدا لإجراء استفتاء على الدستور المتنازع عليها، الذي يقول منتقدوه إنه سيمهد لحكم الشريعة، وأن وكلا الجانبين لم يظهر أي علامة على التراجع. وأضافت إن أنصار مرسي حاصروا المحكمة الدستورية العليا الأحد، مما دفع جماعة من القضاة لإعلان مقاطعتهم للاستفتاء على الدستور، ووصف ما حدث بأنه "يوم مظلم جدا في تاريخ القضاء المصري". وأوضحت إن هذه المواجهة تمثل المعركة الأخيرة بين مرسي والسلطة القضائية والمعارضة، ويعتبرها الشعب أكبر تهديد لتحول مصر نحو الديمقراطية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011، وأن هذه الأمور جعلت البلاد على شفا بركان. وبدأت المشاحنات الأخيرة يوم 22 نوفمبر، عندما أصدر الرئيس مرسي مرسوما جعل بمقتضاه المحكمة الدستورية واللجنة التأسيسية محصنة من أحكام القضاء، ثم أسرعت الجمعية التأسيسية للموافقة على الدستور في جلسة ماراثونية رغم مقاطعة عدد من أعضائها، ورفضت الأحزاب العلمانية والليبرالية بجانب الحركات الشبابية وغيرها، مسودة الدستور حيث أنهم ينظرون إلى تلك التحركات على أنها محاولة من الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين لتنفيذ أجندتهم وتوطيد قبضتهم على السلطة في أكبر الدولة العربية سكان. واتفقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" على أن هذه المعركة بين مرسي والقضاء، والتي تعتبر الأخيرة بينه وبين المعارضة تضع مصر الثورة على "فوهة بركان"، حيث سيتوقف على نتائجها مستقبل البلاد فإما التحول نحو الديمقراطية أو إضاعة الطريق. وقالت إن محاصرة المحكمة الدستورية من جانب أنصار مرسي يشير إلى مدى عنف الصراع المشتعل حول مستقبل البلاد السياسي، ويزيد من حالة الانقسامات السياسية، حيث وصف القضاة ما حدث بأنه "يوم مظلم في تاريخ القضاء"، مشيرة إلى أن محاصرة المحكمة أحدث اشتباك في معركة الفصل بين السلطات وعلى الدستور. وأضافت إنه في خضم هذه الاشتباكات وتهديد القضاء بعدم الإشراف على الاستفتاء، تساءل البعض حول إمكانية أن يتدخل الجيش -الذي حكم البلاد بعد سقوط مبارك – في خط الأزمة، فقد تمكن مرسي من تنحية العسكر عن المشهد السياسي، لكن من المؤكد أن الاضطراب تزيد الضغوط على الجيش لدفعه للقيام بدور.