----- Yasmin Raab : فيسبوك بدأ باسندوة عهدهُ، كرئيس للوزراء، بالمشاركة في حملة نظافة العاصمة، والتُقطت لهُ صورٌ فوتوغرافية ومتلفزة، وهو يحمل مكنسة عامل النظافة، ويشارك في كنس أحد الأرصفة في العاصمة صنعاء. تلك الصور اشتغلت عليها منابر التلميع الإخوانية كثيراً، وقدمتهُ صفحاتهم من خلالها في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وغيره، كرجل المرحلة العملي المتفاني في عمله وفي أداء مسؤولياته، وكانت النتيجة (كارثية) بكل ما تحملهُ الكلمة من معنى. فقد قاد الحكومة لتصبح، حسب تقارير دولية متخصصة، من أكثر الحكومات اليمنية المتعاقبة فشلاً وفساداً! وساء حال الشعب ونسي الناس المكنسة السحرية.. بعد أن طمرتها أطلال واقعٍ سيء ووضع اقتصادي هش يتأرجح على حافة هاوية. واليوم.. ها هو صخر الوجيه، يبدأ عهدهُ، كمحافظ لمحافظة الحديدة، ممتطياً نفس المركبة السحرية (المكنسة)!! وها هي ذات المواقع وذات الصفحات، تعيد استخدام نفس اللغة المستهلكة في مسيرتها التلميعية لصخر الوجيه. فملأت زوايا الصفحات بتلك الصور الفوتوغرافية والتي حرص المحافظ على التقاطها برفقة (مكنسة الإخوان السحرية)!! كأنهم لا يدركون أن هذا التكتيك التسويقي، لم يعد يسترعي انتباه المواطن، ولم يعد يساهم، ولو بشكل نسبي، في رفع منسوب التفاؤل بين أوساط الناس، بعد أن خبرتهم أعين المواطن المطحون، وصار على يقين تام بأنهم ليسوا رجال دولة وتنمية. ختاماً.. تنظيف الشوارع وكنسها شيء طيب.. غير أن الأهم من ذلك هو كنس رؤوسهم من فايروسات الفساد والفشل، وتنظيف تجاويف أدمغتهم من المفاهيم المغلوطة والخاطئة المتعلقة بفهمهم لمعنى المسؤولية ومعنى الوظيفة العامة التي وُجدت أساساً لخدمة الناس ومراعة مصالحهم.. وليس للتسويق الأجوف لشخصيات فاشلة ينقصها الكثير من الكفاءة والإحساس بالمسؤولية