بدأ تكوّن الكون منذ 13.7 مليار سنة، حيث حصل ما يسمى الانفجار الأعظم، الذي أكده وأقره بعض علماء الفلك من أهل الشرع، كأحد أسرار الإعجاز القرآني بتفسير الآية 30 من سورة الأنبياء «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ». وإن كان بعض العلماء يفضّلون فصل النظرية العلمية عن الدين، فالدين الأصل به الإيمان والتسليم، في حين العلم الحديث الأصل فيه الشك. لذلك، يبقى العلم في حالة تطور مستمرة، وتطويع النظرية العلمية بالدين يجعلنا كمسلمين في موقف صعب، خصوصاً أن العلم يتقدم بشكل مستمر، لأن بحر ومجال علماء الشرع يختلفان عن بحر ومجال علماء العلم الحديث، كما حصل في أزمان قديمة وقريبة خلاف مع معظم علماء الشرع في كروية الأرض أو في الهبوط على سطح القمر ورفضهم هذه الأخبار وعدم قبولهم بها أو تصديقهم لها. «نحتاج إلى رواد المنهج العلمي الذي أسسه منذ ألف سنه العالم المسلم ابن الهيثم». بدأ بعدها الكون يتشكل ويتطور طبقاً لمعرفتنا في إطار فيزياء الطاقة العالية. تمثل هذه مرحلة الفترة التي تكون فيها أول البروتونات والإلكترونات والنيوترونات، وكوّنت هذه أنوية وذرات. وبعد تكوّن الهيدروجين، بدأ يتجمع مكوِّناً نجوماً ومجرات وكوازارات، وعناقيد من المجرات وعناقيد مجرات هائلة. العالِم الأميركي - الروسي الأصل - غامو Gamow هو أول من أطلق على نظرية الانفجار العظيم اسم Big Bang في عام 1948. تعتبر الأرض مسكناً لملايين الأنواع من الكائنات الحية، بما فيها الإنسان، وهي المكان الوحيد المعروف بوجود حياة عليه في الكون. تكونت الأرض منذ نحو 4.54 مليارات سنة، وقد ظهرت الحياة على سطحها في «المليار سنة» الأخيرة، مما سمح بتكاثر الكائنات التي تعيش فقط في ظل وجود الأكسجين وتكوّن طبقة الأوزون التي تعمل مع المجال المغناطيسي للأرض على حجب الإشعاعات الضارة، مما يسمح بوجود الحياة على الأرض. أدت الخصائص الفيزيائية للأرض والمدار الفلكي المناسب التي تدور فيه حول الشمس - حيث تمدها بالدفء والطاقة ووجود الماء - إلى نشأة الحياة واستمرارها عليها حتى العصر الحالي. ومن المتوقع أن تستمر الحياة على الأرض لمدة 1.2 مليار عام آخر، يقضي بعدها ضوء الشمس المتزايد على الغلاف الحيوي للأرض، حيث يعتقد العلماء أن الشمس سوف ترتفع درجة حرارتها في المستقبل وتتمدد وتكبر حتى تصبح عملاقاً أحمر ويصل قطرها إلى كوكب الزهرة أو حتى إلى مدار الأرض، على نحو ما يرونه من تطور للنجوم المشابهة للشمس في الكون عند قرب انتهاء عمر النجم ونفاد وقوده من الهيدروجين. عندئذ تنهي حرارة الشمس المرتفعة الحياة على الأرض. هذا إذا لم يحدث لها حدث كوني آخر قبل ذلك، كانفجار نجم قريب في هيئة مستعر أعظم ينهي الحياة عليها. نكمل الجمعة المقبل بقية خلق الكون ونشأة الأرض. *** «نرفض قبضة الحكومة القمعية، وإن كانت بسبب ردود فعل السلطة على انحراف سلوك المعارضة». هناك من يجد غلط المعارضة صحّاً، ويجد له التبريرات، هناك من يجد غلط الحكومة صحّاً ويجد له التبريرات، الغلط يظل غلطاً سواء من قام به حكومة أو معارضة. أخطاء الحكومة ما تشيلها البعارين. وردود فعل المعارضة خاطئة بامتياز. نحتاج إلى جلسة مصارحة لنصل إلى حل وسط يلبي رغبة الجميع حكومة ومعارضة وإلا فسيضيع الوطن. وصل الأمر إلى مرحلة التشكيك في الولاء، والتشكيك في القناعة، والتشكيك في الوطنية، والتشكيك في النوايا. نحن فقط نطالب ببناء مستقبل آمن للوطن بدل الفوضى والتخبّط والعشوائية التي ولدت الفساد، فهل ما نطالب به كثير؟ *** «سامرية ما يطيق الصبرة» للشاعر سلطان بن فرزان الهباس للسهلي نحت انا لو ابرا.. نوح الحمامة نحت انا لو ابرا ما يطيق الصبرا.. يا مل قلبٍ ما يطيق الصبرا عبروا مضنوني.. يا اهل المراكب عبروا مضنوني يا نظير عيوني.. ودعتك الله يا نظير عيوني في منامه غافي.. جيت الحبيب في منامه غافي للحبيب وساده.. حطيت زندي للحبيب وساده عن هلي سلاني.. حب الحبيب عن هلي سلاني لى رجع مضنوني.. نذرٍ عليه لا رجع مضنوني ثم اعيد شهرا.. لا أصوم عامين ثم أعيد شهرا. *** لم أدخل عليه يوماً في ديوانهم العامر في ضاحية عبدالله السالم وهو جالس بين اخوته وأبنائه وأبناء عمومته ومحبيه إلا ووجدته هاشّاً باشّاً يسأل عن الجميع، لا تفارقه ابتسامته الجميلة، رحمك الله يا عم محمد عبدالرحمن البحر، فقد كنت نعم التاجر السمح، نعم الأب ونعم الأخ، ونعم الصديق، كان رحمه الله يعشق وطنه ويتمنى له الخير. ندعو له بالرحمة والمغفرة، ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان. خليفة مساعد الخرافي [email protected] * القبس الكويتية