(قصف ناعم) قبل أشهر أعلن "سيدي" عبد ربه الحرب على الإرهاب في أبين وشبوة، وخلال 50 يوماً حققت حربه نجاحاً ملحوظاً، وهذا ما يجعلني، أنا الحقيرة الفقيرة لله تعالى وأمثالي كُثر، أطرح سؤالاً مفاده: لماذا اختار سيدي عبد ربه أبين وشبوة فقط-للتخلص من القاعدة بينما هناك مدن كثيرة يتواجد فيها القاعدة بدلاً عن الدولة المستتر تقديرها "مهلنيش"، بل من شدة تواجدها تنصب لها نقاط تفتيش لتفتيش الجنود وأحياناً ذبحهم؟ لماذا يتغاضى سيدي عن القواعد في بقية مدن الجمهورية؟ أنصار الله هم، أيضاً، الوجه الآخر لأنصار الشريعة، جماعات مسلحة خارجة عن القانون تستخدم الله والدين شعاراً ترهب من خلاله الناس وتستبيح دماءهم، وتخل بأمن الوطن، لماذا لم تحرك هذه القواعد مشاعر الوطنية ولم تجعله يغضب ولم يستخدم القوة للقضاء عليهم؟ انتهكت جماعة أنصار الله كل المقدسات، قتلت ودمرت واقتطعت مدناً ونقلتها إلى ملكيتها الخاصة، ومع ذلك لم نسمع عن حرب حقيقية كتلك التي أعلنت في أبين، حتى إن الحرب الوهمية التي تمت فيها مواجهة الحوثي تم التسليم فيها من قبل الجيش بأوامر جاءت من فوق؟! لماذا غضب فخامة سيدي حين تعلق الأمر بأبين ولم يغضب لصعدة وعمران والجوف؟!! ما الذي يميز جماعة الحوثي ليتم مخاطبتهم وكأنهم جهة رسمية أو جماعة تحمل فكراً تنويرياً؟! نريد رئيس دولة يحترم سيادة الدولة والقانون، نريد رئيساً يبني دولة، لا أن يوزعها ويتقاسمها حسب القرب والبعد من قلبه.. نريد رئيساً يعلن كل جماعة أو حزب يحمل سلاحاً ويستخدم الدين شعاراً ويقف في مواجهة القانون، متمرداً وإرهابياً، ويجب التعامل معه بقوة وعنف.. فالدول، في طور البناء، تحتاج إلى فرض هيبة القانون وقوته، تحتاج إلى القوة والقسوة.. أما أن يتم التخاطب مع الحوثي أو القاعدة بهذه اللهجة الرخوة، فهذا لا يحمل سوى معنى واحد: التواطؤ المقيت الذي يجيده السماسرة الباحثون عن مجد شخصي ولا علاقة له ببناء دولة. نريد جيشاً لا انتماء حزبي له، جيشاً حزبه الوطن، جيشاً له قيادة مستقلة فكرياً وعقدياً وحزبياً، جيشاً يتخذ قراراته في الوقت المناسب بناءً على احتياجات اللحظة.. نحن شعب فقير، نعم، شعب يتظاهر بعد الاهتمام، نعم، شعب يغضب للجرعة الصباح وتسكته زربة قات همداني أيضاً نعم، شعب نصفق لكل من يتحدث بصوت عال، نعم، لكنا شعب لن نصدق شخصاً يأتي ليخبرنا أنه نصير لله أو نصير للشريعة، لأنّا نؤمن أن علاقتنا بالسماء لا تحتاج إلى واسطة ترتدي عمامة بيضاء أو سوداء، زمن العمائم انقضى وصار الله يتجلى لنا في عبارة تدعو إلى الحرية، صار كل واحد منا له طريقته الخاصة في معرفة الله وعبادته.. ما يحدث الآن هو تقسيم الوطن بين سيدي أبين وسيدي صعدة!! والله من وراء القصد..