توازياً مع التقدم الذي تحرزه المفاوضات بين اللجنة الرئاسية وقيادة أنصار الله "الحوثيين"، يتصاعد التحشيد الميداني من قبل الحوثيين، فيما تكثف الرئاسة التحركات والتعزيزات العسكرية. ودعا زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز، مساء الأحد، جموع المواطنين في العاصمة صنعاء وما حولها إلى الاحتشاد صباح الاثنين، في ساحة الجامعة أو ما يعرف ب"ساحة التغيير"، استمراراً للتصعيد الميداني الشعبي للمطالبة بإلغاء الجرعة وإسقاط الحكومة . في المقابل عززت الرئاسة من الحماية المخصصة لمخازن ألوية الاحتياط "قيادة الحرس الجمهوري سابقاً" في العاصمة صنعاء بوصول وحدات عسكرية من اللواء "22 حرس" المتمركز بتعز. وقال تقرير نشرته صحيفة "المنتصف" في عددها الصادر – الاثنين – إن تعزيزات عسكرية وصلت إلى العاصمة صنعاء قادمة من مدينة تعز. وأكدت المصادر لإسبوعية "المنتصف"أن وحدات من اللواء "22 حرس جمهوري" سابقاً والذي يقوده العميد حمود همش، وصلت إلى منطقة "عمد" بقاع القيضي جنوب العاصمة ، منوهة أنه من المقرر أن تكون مهمة تلك الوحدات هي تعزيز الحماية الخاصة بمخازن قيادة قوات الاحتياط في سواد حزيز مقر قيادة ما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري قبيل قرارات الهيكلة والتي تم بموجبها تحويله لقيادة قوات الاحتياط التي يقودها اللواء علي بن علي الجايفي. وبحسب الصحيفة، فإن مصادرها ألمحت إلى وجود توجهات رئاسية لضم بعض منتسبي اللواء إلى ألوية الحماية الرئاسية. وانتقد الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" مساء الأحد، أداء الإعلام الرسمي متهماً من أسماهم بقوى النفوذ والتسلط، بالسيطرة على الثروات واستخدام إعلام السلطة في التحريض. وتحدث عن بعض ما دار في مفاوضاتهم مع اللجنة الرئاسية التي وصلت إلى صعدة أواخر الاسبوع الماضي .. مؤكداً عدم قبولهم بغير المطالب التي تم إعلانها. وبشأن التفاوض من قبل اللجنة لهم حول القبول بالجرعة مقابل تقديم التنازلات وتنفيذ مخرجات الحوار ، اعتبره حقا وطنيا عاما- وفق تعبيره. وقال زعيم الحوثيين: إن بيان مجلس الأمن الأخير جاء تعبيراً عن الموقف الأمريكي البريطاني. وأضاف، أن المسؤولين يتحدثون عن أزمة اقتصادية في الوقت الذي يتم صرف أسلحة للمجاميع من أجل إشعال الحرب خدمة لقوى معينة. واتهم الاعلام الرسمي بتزييف الحقائق. وكان مصدر في اللجنة الرئاسية قال لوكالة "خبر" للأنباء، يوم الاحد: إنها بدأت مفاوضات جديدة مع قيادة الحوثيين بعد التوجيهات التي أصدرها الرئيس هادي خلال الاجتماع الموسع الذي عقه السبت بالعاصمة صنعاء . وبعد ساعة على خطاب زعيم أنصار الله دعا الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام الحكومة إلى سرعة الاستجابة لمطالب الشعب اليمني دون مكابرة أو مزايدة أو مراهنة على الوقت وأن تتيقن أن مطالب الشعب في ثورته المباركة هي مطالب عادلة ومحقة والاستجابة لها هي استجابة للشعب اليمني . وأكد عبدالسلام، في صفحته على فيسبوك، أنه لم يعد هناك أي خيارات أخرى، إما التصعيد المستمر والسريع وفرض خيارات الشعب بكل الخيارات المتاحة والمفتوحة، أو أن تستجيب السلطات المعنية لمطالب الشعب اليمني دون التعويل على أي رهانات أخرى.