========= لم أقنع بتأويل ياقوت الحموي في معجمه لنسبة اسم مدينة إب وإرجاعه لغزارة حظها من الأمطار في شهر آب (أغسطس) !. كنت -ولا أزال- أميل إلى أن اسمها مشتق من أبها (إخضرارها) المقيم ومن إبائها (عزتها وشموخها) المديم الذي جعلها رقما صعبا في عهد ممالك اليمن القديم ومعروفة بالتأبي وأنها ظلت تأبى الخضوع الملغي عزتها والخنوع السالب إرادتها، وبقدر ما ظلت كرسي الملك بوصفها معقل حمير، صارت عاصمة دول يمنية موحدة. أبرز تلك الدول الموحدة لليمن في إب، كانت: مملكة حمير وذي ريدان وعاصمتها "ظفار يريم" طوال 640 عاما قبل الإسلام (115 ق.م - 525 ب.م) ثم نحو (50) عاما بعد البعثة النبوية المحمدية، ثم استمرت عاصمة الدولة الكلاعية المناخية الحميرية في "مذيخرة" حتى عام 292 ه، قبل أن يتخذها الثائر على الدولة العباسية الأمير علي بن الفضل الخنفري عاصمة لدولته حتى العام 302 ه (914 م)، ثم اتخذها المكرم أحمد الصليحي ومن بعده زوجته أروى عاصمة الدولة الصليحية في جبلة (1047 - 1138 م). ظلت "إب" محورية في تاريخ اليمن وقوة عسكرية وعلمية واقتصادية زراعية، وغدت مهد رجالات "الجمهورية" وقياداتها العسكرية والإدارية، قبل أن يتخذ منها "الإخوان" معقلا لقتال المد الاشتراكي "الماركسي" ما عرف بمعارك "الجبهة" الإسلامية والديمقراطية في المناطق الوسطى (1978 - 1985) ! . أمل اليوم، أن تظل "إب" مدينة "الأبا" البهي بالإخضرار الزاهي بصفاء العقل ونقاء الروح، ومدينة "الإباء" السامي بعزة النفس ورفض الخضوع للإملاء والقسر البغي، ولفظ الخنوع للغاصب الدخيل بالدثار المذهبي!. فيسبوك