إثر استشهاد 33 جندياً مصرياً في سينا بهجوم إرهابي بسيارتين مفخختين.. الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يتخذ القرارات التالية: - إعلان حالة الطوارئ في سينا والمناطق المجاورة لها - إعلان الحداد الرسمي في الدولة لمدة ثلاثة أيام - يتقدم صفوف المشيعين للشهداء من جنود الجيش المصري يجتمع بمجلس الدفاع الأعلىٰ، وتصدر عن الاجتماع القرارات التالية: - نشر "7000" جندي وما يقارب 1000 آلية عسكرية ما بين دبابات وعربات مدرعة وناقلات، في منطقة الهجوم لملاحقة الإرهابيين المتورطين في تلك الجريمة - إصدار أمر مباشر باتخاذ اللازم والتعامل بقوة مع المجموعات الإرهابية وتفويض فريق القيادات المشكل باتخاذ القرارات العسكرية بصورة مباشرة. - إقفال معبر رفح إلى أجل غير مسمىٰ؛ نظراً للمعلومات الأولية التي تؤكد تورط جماعة أنصار المقدس في العملية. وكان الحزن والغضب الحقيقي واضحاً وجلياً في وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونبرة صوته، وكذلك في وجه وزير الدفاع المصري وجميع القيادات التي شاهدناها على شاشات التلفزيون.. الآلاف من جنود وضباط الجيش اليمني قُتلوا ومازالوا يتعرضون للقتل منذ ثلاث سنوات وبصورة يومية، وبأبشع الطرق من القتل بالرصاص إلى التفجير وحتى الذبح بالسكين كالنعاج.. ومع ذلك لم نرَ رئيس الجمهورية أو وزير دفاعه يتخذ أدنى الاجراءات الصارمة لمعاقبة القتلة وإعادة الاعتبار للجيش.. أو على الأقل إعلان الحداد على أرواحهم.. ولا حتى رأينا أبسط تعابير الحزن والغضب في وجوههم.. والحقيقة أن فخامته وسعادة وزير دفاعه، أقاموا حفلاً كبيراً في اليوم التالي لسقوط أكثر من 100 جندي من جنود الأمن المركزي في ميدان السبعين.. ولم يحركوا ساكناً حين تم إطلاق سراح المجرمين المنفذين بحكم قضائي لم يتجاوز السنتين من قبل قاض إرهابي تابع لحزب الإصلاح.. ولم يأبهوا لعلاج الجرحىٰ من أبناء الجيش.. بل قام وزير الدفاع بإلغاء اتفاقيات العلاج التي كانت قائمة بين وزارة الدفاع وبعض المستشفيات في الأردن ومصر.. وتم إيقاف جميع المنح العلاجية لمنتسبي الجيش والأمن وتوجيه الملحقين الطبيين العسكريين بالعودة للوطن وذلك لعدم وجود سبب أو أهمية لاستمرارهم في أعمالهم بعد إيقاف علاج جرحى الجيش بأوامر القائد الأعلى ووزير الدفاع.. ولم يؤثر فيهم اقتحام مجمع الدفاع "العرضي" من قبل القاعدة وقتل الطاقم الطبي والمرضى داخل مستشفى العرضي الرئاسي والسيطرة على نصف مجمع الدفاع ليوم كامل من قبل "9" مهاجمين فقط! كما لم يؤثر فيهم اقتحام 3 مقرات تابعة لثلاث مناطق عسكرية.. وهو الأمر الذي يعتبر أعظم إهانة وتحقير وتقبيح ممكن توجيهها للجيش في الدنيا.. وذهبوا لأبعد من ذلك حين قاموا بتسليم معسكرات الجيش بدباباتها وعتادها وكل ما فيها من أسلحة وذخائر، والقيادة العامة للقوات المسلحة لمسلحي الحوثي بأوامر مباشرة وصريحة منهم.. والجريمة الأعظم كانت حين اجتهدوا في ذبح القوات المسلحة والأمن وإضعافها وتفكيكها وإهانتها وتدميرها بعذر "الهيكلة" وبإصرار وتعمد واضحين وضوح الشمس في كبد السماء.. ذلك هو الفرق بين قيادة عسكرية تحترم نفسها وجنودها وضباطها وشعبها ووطنها.. وقيادة عسكرية لا تحترم نفسها وتحتقر جنودها وضباطها وشعبها ووطنها.. وذلك تحديداً هو سبب الانكسار والانهزام والضعف المزري الذي نراه اليوم في المؤسسة العسكرية والأمنية في هذا الوطن.. : * حائط خالد الرضي، فيسبوك