الإصلاحيون فقدوا رشدهم منذ سقوط حليفهم العسكري في العاصمة. لكأنهم ليسوا حزباً أو تجمعاً سياسياً، وإنما ميليشيا ضربت في مقتل، فتبعثرت عناصرها في القيعان والجبال، أو ابتلعتها "ثقوب سوداء" خارج "المجال الوطني". *** سبق للناصريين والاشتراكيين أن تعرضوا لضربات قاصمة (في 1978 و1994) استهدفت وجودهم ذاته، لكنهم عادوا برغم كل المذابح والمآسي والسياسات الاجتثاثية. عادوا حاملين بعض الندوب والتشوهات المحدودة. الإصلاح لم يخسر شيئاً، اللهم مراكز قوى وهيمنة، وحلفاء دميمين وغير شرعيين (دستورياً)، لكنه يتحرك في الواقع كمن فقد رشده وبوصلته ومعنى وجوده. *** لندعُ له بحسن الخاتمة!