بعد عام من الاصطفاف في ساحات "التغيير" انتفض شباب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أحد ابرز مكونات تكتل اللقاء المشترك ضد سياسة الإقصاء والإلغاء والتهميش التي يمارسها شريكه في الساحة "التجمع اليمني للإصلاح". هذا الحزب – الإصلاح- الذي وظف قوى التحديث لتحقيق أجندته الخاصة المتمثلة بابتلاع نظام الرئيس صالح وابتلاع شركائه في الساحات، وتقاسم مع المؤتمر حكومة الوفاق وها هو اليوم يسابق الزمن بتقاسمه لجنة الاتصال والحوار ووراثة تركة حزب المؤتمر الحاكم، سبق وأن كشف شركاؤه في ساحات "التغيير" كالحوثيين والحراك الجنوبي تلك الممارسات الإقصائية من حزب الإخوان ضدهم لينضم إليهم الوحدوي الناصري الذي وجد نفسه خارج المعادلة، وأن رحلة الوفاق الوطني ما هي إلا نفاق وطني بامتياز تعيد تحالف ثالوث ما بعد الوحدة، الذين فجروا حرب صيف 94م المدمرة. وكان بيان الوحدوي الناصري قد جاء تحت ضغط عناصره المعتصمين في مقر اللجنة المركزية مطلع الأسبوع الجاري، وما يزال الضغط مستمراً على قيادة تنظيمهم بوقف سياسة الإلغاء والإقصاء المتواصلة ضد تنظيمهم من قبل شركاء العمل السياسي في اللقاء المشترك ممثلا بحزب الإخوان المسلمين، الذين سرقوا "الثورة" وأعاقوها من تحقيق أهدافها بإسقاط النظام وتوظيفها في وراثة تركة نظام الرئيس صالح ليحلوا محله، رغم أن الإخوان هم جزء من نظام صالح الذي نما وكبر وحقق أرباحا واستثمارات طيلة فترة التحالفات في السلطة والثروة للعقدين الماضيين. ويرى الناصريون أحد المكونات الأساسية في ساحات الاعتصام واللقاء المشترك أنهم كانوا ضحية انتهاز حزب الإصلاح، وأن الصمت لم يعد مجديا إزاء "تكويش" هذا الحزب على كل شيء وإنكار شركائه.. وأمام الموقف المعلن لقيادة الوحدوي الناصري إزاء ما أسموها سياسة الإقصاء من حزب الإصلاح وتحالفاته القبلية والعسكرية والدينية من جهة والمؤتمر الشعبي من جهة، يبدو أن المرحلة القادمة ستشهد سقوط ما يسمى "تكتل اللقاء المشترك" وظهور خارطة تحالفات جديدة في السلطة تضم الإصلاح وحزب المؤتمر وفي الساحات يوجد تحالف الناصريين والحوثيين والحراك الجنوبي والمستقلين والمهمشين من تيار التحديث في المؤتمر الشعبي العام من جهة أخرى، وهذه التحالفات الجديدة – من وجهة نظر شركاء الإصلاح الساخطين- ستضع حالة من التوازن تجعل حلم مشروع الدولة المدنية المنشودة قاب قوسين أو أدنى من الفعل، كما ستشهد سقوط مشروع التقاسم الذي تقف خلفه القوى الساقطة من النظام والتي عادت إلى الواجهة تحت غطاء ثوري مزيف. وأمام موقف التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الرافض لسياسات حزب الإصلاح "الإخوان المسلمين" الإقصائية تجاه الحلفاء والخصوم على حد سواء، يتوقع مراقبون أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة موقفاً أقوى من الحزب الاشتراكي اليمني- ثاني أهم أحزاب المشترك- حينها ستكون الضربة القاصمة لإخوان ابتلعوا الخصوم والشركاء للسيطرة على السلطة والثروة.