ما حدث مؤخراً هو انقلاب على سلسلة انقلابات خطيرة تزعمها هادي ضد نفسه وضد العملية السياسية منذ صعوده للرئاسة: الأول، الانقلاب على المبادرة الخليجية باستبعاد صالح والمؤتمر كطرف ثانٍ في التسوية وفي السلطة.
الانقلاب الثاني، هو انقلاب هادي على شركائه في انقلابه السابق على المبادرة الخليجية، وهم علي محسن والإصلاح، إذ تخلى عنهم وتركهم لقمة سائغة للحوثي بالتواطؤ مع أطراف خارجية لزمت الحياد واستحسنت ضرب إخوان اليمن في سياق الحرب على جماعة الإخوان في المنطقة. الوضع الذي فرضه الحوثي بعد ذلك هو محصلة طبيعية لهذين الانقلابين، ولم يكن صاعقة في نهار مشمس. أصبح هادي بلا حليف، ابتعد عن المؤتمر ثم سمح بسقوط الإصلاح ووضع كل رهاناته على الخارج. هل تتذكرون التهليل والنشوة لحظة هروب محسن وضرب الإصلاح؟ والتهليل والنشوة باستبعاد صالح وحلفائه من التسوية ومحاصرتهم بالعصا الدولية ثم معاقبتهم بالفصل السابع. كان الحديث كله بعد ذلك يدور عن دهاء هادي الذي استطاع ضرب هذه القوى ببعضها وإزالتها من طريقه لكي تبدأ شراكة الجنوب الفعلية مع جماعة الحوثي كممثلة للشمال، ولم يتبقَ في طريقه سوى صالح وأن الانقضاض عليه مسألة وقت. المهم لا تخونكم الذاكرة