حرب وسفك دماء.. وماذا؟ وإلى أين؟ وإلى متى؟ وطن أرهقته النزاعات واستنزفته الصراعات والمغامرات وتجرت به الجماعات. توبوا عن الدم وتوطين الصراعات والأحقاد. لا تريدون الحكم والسلطة، حسنا ما الذي تفعلونه ويردي وإلى أين يؤدي؟ اليمن كبير وثقيل وجسيم.. أكبر من تحكمه أن جماعة، سواء دانت بالولاء لمرشد الإخوان أو مرشد طهران أو مرشد الظهران. إما اليمن أو لا شيء ولا جماعة. إما الانتماء إلى وطن الإحسان أو الارتماء في هاوية الخسران. الدماء التي سفكت وتسفك لا تؤسس لوطن وسيادة وأمن بل لتحويل اليمن ملعبا للمصارعين والمتصارعين الخارجيين بارواح ودماء اليمنيين. لكم أن تأخذوا مكانكم وليس المكان والزمان. ساهموا في التصعيد لكن ليس لكم الصعود واعتلاء جماجم اليمنيين وحطام اليمن كعرش ولاية بالتبعية يبدد الانتماء ويؤبد لعنة الدماء. يكفي دم. يكفي قتل. يكفي حروب وأحقاد وصراعات. أيها الحوثيون، دعونا ننصح ونتصارح: هد السلطة والحكم يسير والبناء عسير. ما من قيادة ولا حكم ولا حكومة ولا إدارة أزمة ولا يعرف الناس من يسألون ومن يحاسبون عن أزماتهم الخانقة على مستوى القمح والماء والكهرباء. ليس من مسئولية الناس أن يمتنعوا عن الأكل والشرب والعلاج مثلا لأنها حرب. هم لا يعرفون لماذا الحرب؟ وهم لا يعرفون أين الذين يتحملون مسئولية توفير الحَب؟ وإلى متى سيقال الجيش واللجان؟ كم سيقال الجيش واللجان؟ هو إما جيش وإما لجان.. دولة أو مليشيا. فإما قلتم أنتم وتحملتم المسئولية كاملة والتبعات، وإما قلتم الجيش وليتكلم هو لا أنتم وتنسبون إليه والوزر عليه، وعندها يلزم أن تتنحوا جانبا كجماعة في مجتمع لا كجماعة تزج المجتمع وقودا لمشروع جماعة لم تقنع الجميع. الحرب والقتل ليست مشروعا ولا ينبغي أن تتحول إلى عمل ومشروع إدارة. اليمنيون ضحايا البغي والغلبة، بغي بعض على بعض وغلابا بالقوة والبطش والإرغام, كل جرب وفعل واستقوى بالحيلة والغيلة والغواية والمكر واستباح الدماء سفكا وإرخاصا في سبيل الغاية الحقيرة.. السلطة والتحكم.. مضلا وضالا عن غاية الغايات. لا مشروع حكم وإدارة ورشد. كلها مشاريع حرب وإزهاق تدفع اليمن ثمنها وضريبتها. كل جماعة أخذت دورها وجربت فعلها وفكرها وسلوكها وبرامجها على هذا الشعب. كل البرامج والأفكار مضت سلاحا وصراعا ودماء وسفكا للحياة وللحرمات وللأخوة وللانتماء لليمن وعلى حساب يمنية اليمنيين ويمنهم. هذا العدوان لا يقتل الحوثيين بل اليمنيين ويدمر اليمن، باسم الضغط على الحوثيين! اليمنيون في جميع الأحوال ضحايا. لا أحد يساعدهم والجميع يتساعد عليهم. يا الله ساعدنا.. رجِّعنا اليمن.. ورجع لنا اليمن.