أحزنني كثيراً ما نشرته وتبادله البعض بما وصفوه أن جماعة الحوثي عينت دفعة من خريجي المعهد العالي للقضاء موالية لهم… ووقفت عند كلمة "موالية لهم".. ووضعت تحتها خطاً. أيقنت أن أكبر فتنة في التاريخ هي فتنة هؤلاء الإعلاميين الذين تجردوا من الأمانة من أجل حفنة من المال المدنس، وجهلوا أنهم يسيئون للشعب ولبلدهم بكذبهم ويسببون في نشر ثقافة الطائفية والعنصرية، بل ويشكلون جزءاً من المصائب التي تحل به.
هم لا يجهلون أن طلاب المعهد العالي للقضاء وخريجيه مهما قيل فيهم سيظلون أولىك الذين لاينتمون إلى أية جهة أو طائفة أو حزب.. على عكس كلامكم وأخباركم الكاذبة البعيدة عن الواقع الذي يؤكد أن هذه الأخبار لاتنبئ إلا عن حقدكم الدفين على أعضاء السلطة القضائية ومحاولة تسييسها وإصابتها بالداء الذي أصبتم به (!!)
أصبح التدريس في المؤسسات وممارسة الموظف لوظيفته متهماً بأنه يميل لطائفة محددة..
بالله عليكم، ماذا تريدون منا أن نصنع في ظل هذه الأوضاع المستمرة المقيتة؟ أنتوقف عن البناء وبذل ما نقدر عليه من أجل الناس.
الدفعة التاسع عشرة المعينة والمتهمة بأنها موالية للحوثيين من قبل بعض المواقع والسياسيين ظلت أكثر من سنة ونصف، أي من قبل بدء الأحداث التي تمر بها البلاد بدون تعيين.. ملَّ أفرادها الفراغ وهم ينتظرون قرار تعيينهم وهم قضاة أفاضل لايهمهم نجاح أي طائفة في السلطة أو فشله بقدر ما يهمهم أن يؤدوا وظيفتهم وأمانتهم..
خرجوا من المعهد وكلهم أمل في خدمة بلدهم ليردوا للشعب بعض الفضل الذي منحهم بأن اصطفاهم ليكونوا جسداً لإحدى سلطات دولته، فالأولى والأجدر بكم أن تأخذوا بأيديهم ليصلوا لهدفهم النبيل، لا أن تواجهوهم باتهامات تسقط الثقة فيهم لدى الناس.
وفقاً لهذه الأخبار القذرة سيكون الأستاذ في المدرسة موالياً.. والدكتور في المستشفى موالياً.. والموظف في المرفق موالياً… والقاضي في منصة الحكم موالياً… إن هم أرادوا أداء وظائفهم التي هي أمانة في رقابهم وأصبحت دماؤهم وأموالهم محلاً للنهب والأخذ..
لالشيء، ولكن لأن نفوسكم الخبيثة أرادت ذلك، لا لأنهم مع أو ضد أي طرف..
أخشى أن تنال التفجيرات الإرهابية، هذه الدفعة أو طلاب المعهد بحُجَّة موالاتهم لطرف أو لآخر.. وهذا لا لشيء، ولكن لأن إعلامنا روج الكذب والدجل والنفاق.
اتقوا الله في الوطن واعلموا أنكم ستقفون بين يديه.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. وقتل الله من يقتل الشعب صحافة يمنية
* صلاح المليكي، أحد منتسبي المعهد العالي للقضاء الدفعة ال20