استمرت المعارك والهجمات في مأربوتعز، مصادر رسمية يمنية أعلنت تسجيل أكثر من 40 خرقاً في عديد محافظات، كان للطيران الحربي الحظ الأوفر منها. منذ دخول وقف إطلاق النار في اليمن حيز التنفيذ، كان هاجس التوجس، وعدم الرضى هو الانطباع السائد خاصة مع تجربة سابقة لم تحقق أي إنجاز. ولم يفرمل الإعلان، محاولات مستمرة للتقدم شمالاً وشرقاً وعلى عدة محاور، وسط تحليق مكثف للطيران التابع للتحالف السعودي، شمل معظم المحافظات بما فيها العاصمة صنعاء، وغارات تركزت في معظمها على تعز. شرقاً، وتحديداً في مأرب، قتل وأصيب 16 على الأقل، من حلفاء التحالف، الاثنين 11 أبريل / نيسان 2016، بمعارك عنيفة بعد محاولات تقدم لحلفاء العدوان السعودي. وأوضح مصدر محلي ل"خبر"، أن مواجهات جرت حينما صدت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، هجومين على المشجح وفرع العرقوب. وطبقاً للمصدر، فإن 6 قتلى سقطوا من حلفاء التحالف السعودي وأصيب 10 آخرون، وتمكنت قوات الجيش، واللجان من إعطاب طقم. مضيفاً، أن "المواجهات استمرت بين الطرفين بالسلاح الثقيل، حتى ساعات المساء". وفي سياق ذي صلة، قصفت المجاميع الموالية للرياض بمديرية العبدية بالمدفعية مناطق الوهبية وعبل وأطراف قانية التابعة لمحافظة البيضاء. وعلى مقربة منها في محافظة الجوف، الواقعة شمال شرق البلاد، أفاد مراسل "خبر"، أن 11 طقماً تحمل مسلحين مدعومين من السعودية، وصلوا إلى مركز مديرية المصلوب، وسط توتر، بسبب رفض الأهالي لتلك الخطوة التي قد تعرض المنطقة لحرب غير مبررة، فيما تدخلت وساطة من قبيلة "بني نوف دهم" محاولة نزع فتيل التوتر. وأضاف، أن ثلاثة أطقم تابعة لمجاميع ما يعرف ب"المقاومة" وهم من أبناء المنطقة تدخلت، وتم الإبقاء على ال11 طقماً في مبنى إدارة الأمن، فيما تواصل الوساطة جهودها لمغادرتهم. وكان الطيران خرق الهدنة المفترضة في ساعاتها الأولى، حيث حلقت طائرات من دون طيار في سماء عدد من المناطق. من جهته، ذكر مصدر محلي لوكالة "خبر"، أن مواجهات استمرت في جبل المقاطع الواقع جنوب مديرية الغيل، مشيراً إلى أن الطرفين استخدما السلاح الثقيل خلال المعارك. واستمرت المعارك العنيفة في "نهم" شرق صنعاء، حتى مساء الاثنين، جراء محاولات متجددة للتقدم لمجاميع التحالف باتجاه "بران" وجبل الشبكة الاستراتيجي، وسط صد الجيش واللجان لذلك. وذكر مراسلنا، أن 9 مصابين وصلوا مدينة مأرب جراء الاشتباكات. فيما تحدثت معلومات عن تدمير 4 آليات عسكرية. وتحدثت تقارير إعلامية عن صد محاولات للزحف في عسيلان التابعة لمحافظة شبوة. وفي محافظة تعز، تواصلت الاشتباكات، وسط استمرار إطلاق النار من قبل مجاميع السعودية، بإطلاق النار صوب مواقع الجيش واللجان في الوازعية. وأوضح مسؤول محلي ل"خبر"، أن مواجهات جرت عقب قيام الأخيرين بإطلاق النار تجاه مواقع يتمركز فيها الجيش واللجان. وتركزت الخروقات في منطقة المشرف التابعة للأحيوق. فيما استمر تحليق الطيران في أجواء المديرية صباحاً، دون أن ترد معلومات بشأن تنفيذه لأي ضربات. وفجر الاثنين، نفذت طائرات نقل تابعة للتحالف السعودي، عملية إنزال يرجح أنها ذخائر، لمجاميع المرتزقة المحليين في التربة. وقال مصدر في المنطقة تحدث لوكالة "خبر" ، إن عملية الإنزال وقعت في المنطقة التي تتوسط مدرسة الشهيد النعمان، وكلية التربية. مضيفاً، أن حركة مشبوهة لأطقم تابعة للمجاميع الموالية للتحالف سبقت عملية الإنزال. وكان الطيران استهدف في أول خروقاته، "تبة السلال" في مدينة تعز، التي استمرت فيها المعارك وسماع دوي انفجارات قذائف في أوقات متفرقة خلال الساعات الماضية، وفق إفادة سكان محليين. من جهته أعلن المتحدث الرسمي لأنصار الله "الحوثيين" محمد عبدالسلام، مساء الاثنين 11 أبريل/ نيسان 2016، الاتفاق على تشكيل لجان تثبيت ومراقبة وقف إطلاق النار، في 6 محافظات (البيضاء، الضالع، مأرب، الجوف، تعز، شبوة). وقال: "إن ذلك تم بناءً على التفاهمات الشاملة من أجل تثبيت كامل للأعمال العسكرية في عموم البلاد." وشدد على ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه وخطورة الاستمرار في الأعمال العسكرية؛ كون ذلك يقوض عملية السلام ويقلص من فرص انعقاد الحوار القادم ومن فرص نجاحه. وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في بيان له، الاثنين 11 أبريل/ نيسان 2016، الترحيب ببدء هدنة "مبدأية"، داعياً الأطراف إلى الالتزام بها، والسماح لإيصال المساعدات الإنسانية. مشيراً إلى مواضع مباحثات الكويت المرتقبة في 18 من الشهر الجاري. وبحسب ما أوردت وكالتا (رويترز، أ ف ب)، فإن محادثات الكويت ستركز على خمسة مجالات رئيسية، هي: "انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة، ووضع ترتيبات أمنية مؤقتة، وإصلاح مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي الشامل، وتشكيل لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين".