"دُعاء اليمني" وابنتها "ماريا".. عرفتها منذ أن كانت طالبة في ثانوية "الشيماء"، إذ كانت زوجتي تحبها كثيراً، وتحب فيها اجتهادها وذكائها وحسن أخلاقها.. وما أن كبرت قليلاً حتى وجدتها تسابقني إلى الأنشطة والفعاليات المدنية المختلفة.. "دُعاء اليمني" يمنية تعشق كل ذرة تراب من وطنها، وتسهب دائماً في التغزل بمعالم اليمن التاريخية، لدرجة أن أصبح ذلك مصدر فخرها الأعظم الذي تتباهى به أينما حلت.. لذلك وجدت "دعاء" في العمل السياحي مايشبع شغفها، فأصبحت دليلاً سياحياً يحفظ كل صغيرة وكبيرة من أسرار هذا العالم اليمني الفاتن.. ثم تبنت مشروعاً ترويجياً "استراحة ضيافة" في صنعاء القديمة صارت قبلة السياح الأجانب الوافدين من مختلف أرجاء العالم.. عشق "دُعاء اليمني لوطنها ظل يقدم وجه اليمن الناصع للعالم دون أن تنتظر أحداً من الجهات الحكومية أن يمن عليها بكلمة شكر وامتنان- ليس أكثر.. فهي مؤمنة أن اليمن تستحق حباً أعظم وأعظم، وتضحية بالغالي والنفيس لأنها "ليس كمثلها بلد في العالم"! كما أن "دُعاء اليمني" ظلت تسابقنا الى الأنشطة المرنبطة بالقضايا القومية، فقلبها الابيض النظيف يفيض حباً للانسانية جمعاء، وأصالتها اليمنية ظلت عنوان انتمائها القومي.. فهي امرأة لاتعرف حزباً غير حزب اليمن والامة العربية!! في زحمة أحداث الأزمة، وشلل السياحة، تذكرت هذه السيدة الرائعة التي لا أستطيع أن اصفها بأقل من كونها درة من درر اليمن وأحد كنوزها الانسانية بكل ما تحمل من حب وابداع وعطاء.. ففي آخر مرة قابلتها مع زوجها صديقي المناضل "عبد الله الصماط" وابنتهما "ماريا" كانت حزينة لأن اليمن لم تعد قبلة السياح من كل أرجاء العالم، وباتت ظمأى للعيون التي تتبحر في كل حجر منها مفتونة بدهشة الانجاز الحضاري.. وكانت تدعو الله لليمن!! عزيزتي الغالية "أم ماريا"، كلنا نرفع اكفنا للسماء مع كفيك بأن يمن الله على اليمن بالأمن والسلام، ويوفق شعبها على طريق الرقي والتقدم.. وبإذنه تعالى ستعود حبيبتنا اليمن قبلة العالم طالما فيها دعاء اليمني وعبد الله الصماط والكثير جداً من أمثالكما من اليمنيين الشرفاء.. شكراً لك أيتها اليمانية العظيمة لأنك فخر لكل اليمنيين ولنا أيضاً نحن العرب إذ نعتز بحفيدات بلقيس وهن يضربن أروع أمثلة الصمود والنضال في هذه الظروف العصيبة..