قد يبدو السؤال غريباً في ظل يقين مطلق من قبل أغلب المحللين السياسيين والاستراتيجيين بأن الضربة واقعة لا محالة لعدد من الأسباب التي ترجح هذا الاحتمال منها اجتماع لجنة الشئون الخارجية بلكونجرس الامريكي والحشد العسكري في البحر الأبيض المتوسط والتجارب الصاروخية والصريخ الإعلامي ولكن. هناك مؤشرات أخرى تدل على عكس ما يبدو على السطح بل وتدل على أن الضربة العسكرية ليست بالضرورة قائمة أو أكيدة دائماً ما ينجح الإعلام الغربي والمنظومة العربية التي ترافقه من إيهام الناس بحقائق لا أساس لها وتجعل منا قابلين لأي تفسيرات يريدون منا الوصول إليها. فبإعتقادي أن هذا الكم الهائل من الضخ الإعلامي والتسريبات لخطط عسكرية والنقاشات بمجلس الشيوخ الامريكي ما هي إلا حرب نفسية ضخمة تستهدف ضرب المعنويات لكل من حزب الله وإيران وسوريا (نظاماً وجيشياً ومؤيدين) بحيث يدفعهم نحو خيارات أقلها الانهيار المعنوي وأعلاها الانقلاب العسكري تحت الضغط الشديد وغالباً ما تلجأ الادارات الامريكية للعمل تحت الضغط النفسي بحيث يفقد الخصم التفكير السليم لمواجهة التحديات ويقع في اخطاء قاتلة يتم استثمارها والعمل عليها وهو ما نجحت به الإراة الامريكية في كل حروبها لحد الآن. الفارق هنا بأن المحور المقابل يتمتع بعقل هادئ هو العقل الفارسي المشهور والمشهود له بطول النفس والذي استوعب الحرب النفسية وشن بالمقابل حرب نفسية شديدة أدت إلى نتائج شديدة الاهمية نرصد اصداءها في لجوء باراك أوباما لتوفير أكبر غطاء داخلي ممكن لأي ضربة لسوريا تحت الضغط النفسي الايراني حتى لا يتحمل نتائج تدهور الاوضاع بمفرده وهو ما استطاعت إيران إيصاله إليه. الغموض البناء الذي يقوم به حزب الله في هذه الحرب النفسية والسقف العالي للقادة العسكريين الايرنيين والتهديدات السورية الممزوجة بالصواريخ البالستية دفعت الإدارة الإمريكية للنظر كرتين وإعادة البصر والتلكئ في إيقاع الضربة من عدمها وليس من المصادفة ذهاب بريطانيا نحو تصويت مجلس العموم وهي التي كانت تحذو حذو امريكا في كل خطواتها دون أي مبالاة كما لجوء أوباما للكونجرس هروباً من تحمل التعبات. ما أعتقده أن هناك مفاوضات على مدار الساعة بل والثانية نحو الوصول إلى تسوية تحفظ ماء وجه الجميع فلا تنكسر أمريكا على صخرة التحديات الإيرانية والغموض لحزب الله والصواريخ السورية ولا لتغيير موازين القوى على الارض السورية تحت أي مبرر كان وبين هذين الحدين يمكن الوصول إلى حل يرضي الطرفين عبر إيقاع ضربة تقبل بها إيران أو حل سياسي يقبل به جميع الاطراف. فالسؤال هنا لن يكون متى موعد الضربة بل متى موعد الصفقة وعلى ضوء ما سيحدث سنعرف تفاصيلها وحدودها وأطرافها دمتم بخير