سرعه الاستجابة.. أحد عناصر الحكم الرشيد.. أي سرعة استجابة الحكومة لآراء الناس وعدم تجاهلها وهو عنصر حاسم في منظومة عناصر الحكومة الراشدة التي تقوم بعملية تنمية تحقق من خلالها قفزات يشعر بها المواطنون. وفي حالة عدم الاستجابة لما يطرحه الناس من آراء واقتراحات ومطالب تكون الحكومة فقدت أهم عنصر من عناصر منظومة الرشادة وهذه الحالة شهدتها حكومة الدكتور مرسي.. حتي إن التقارير التي كانت ترفع من الوزراء لم تكن تحمل مطالب الناس بل مطالب أعضاء الجماعة التي كانت تسير وتحرك الرئيس ومن معه في قصر الاتحادية وأدت الي سرعة الانفجار الشعبي ضد مرسي وجماعته حتي إنني شككت أن هناك أناساً من داخل الجماعة يريدون سقوط الرئيس مرسي وأن الغيرة قتلت قلوبهم من نجاحه في الانتخابات الرئاسية.. حتي التصريحات المستفزة التي كانت تخرج من عدد منهم كانت تزيد من حالة الغضب الشعبي وكنا لانعرف من فيهم رئيس الجمهورية فكل واحد منهم كان يتكلم الي الاعلام بصفته رئيسا للجمهورية مما أربك المواطن العادي الذي لم يعرف من الذي يحكم ويملك القرار. وزاد من هذا الشك عندما كان يخرج قيادة اخوانية لا صفة رسمية لها تتحدث عن أمور من صميم الحكم قبل الرئاسة أو الحكومة يتم تنفيذها مثل الحديث عن الغاء الدعم وبعد يومين نجد الحكومة تناقش هذه القضية وتليها الرئاسة وهو الأمر الذي لم يكن مطروحا في برنامج الرئيس الانتخابي وهو الأمر الذي تكرر في عشرات المواقف حتي في العلاقات الخارجية لم يكن لرئيس الجمهورية رأي فيها بل كان يسير خلف مساعده وابن مساعده. وتأكد هذا مع بيان الفريق السيسي الذي جاء بناء علي ثورة ثانية عندما قال ان القوات المسلحة قدمت للرئيس تقارير حول الأوضاع في مصر وسبل الخروج من الأزمات التي تتالت علي مصر إلا إن الرئيس ألقي بهذه التقارير في الأدراج واستمع الي تقارير أخري واتخذ قراره عليها ولكنها لم تكن تقارير كما هو متعارف عليه في دواوين الحكم في العالم ولكن كانت تأتي إليه أوامر شفهية أو قرارات مكتوبة وعليه توقيعها فقط بدون حتي مناقشتها. وأعتقد أن أجهزة أخري غير القوات المسلحة كانت تقدم مثل هذه التقارير ولكن الرئيس كان لا يلقي بالا بها وكان ينتظر ما يأتيه من المقطم جاهزا وعليه ينفذه.. حتي المعلومات التي كان يدلي بها في خطبه كانت لا تليق برئيس جمهورية خاصة في آخر خطب له كانت معلومات ناقصة وغير موثقة وغير مؤكدة أي أن مصدرها ليس أجهزة الدولة لأن لو جهاز جاء بمعلومة واحدة غير موثقة فمن حق الرئيس محاكمة العاملين به وكان مرسي يعتمد علي المعلومات التي تقال له إما من مكتب الارشاد أو مساعديه وهي معلومات أشبه بما يتردد علي المقاهي. وعرف المصريون أن حكم مرسي لم ولن يكون حكما رشيدا بعد أن فقد الرئيس آلية التواصل مع الناس وأنه اكتفي بمجموعة من أهله وعشيرته يحيطون حوله ولا يسمح لأحد خارج الجماعة أن يدخل بينهما حتي ولو كان يملك من الكفاءة ما يعطيه الحق في تولي هذا المنصب. وأصبح الرئيس الذي يتحدث عن مكافحه الفساد راعياً للفساد الذي أصبح في عام واحد يعادل الفساد الذي شهدته مصر علي مدار 30 عاما وكتبنا كثيرا عن فساد الإخوان واستحلالهم المال العام وطالبنا الأجهزة الرقابية بالتحرك لمكافحة هذا الفساد وعلي رأسها جهاز المحاسبات ولكن لم تتحرك هذه الأجهزة فتحرك الشعب المصري وأثبت أنه شعب حرر ارادته وأنه لن يتنازل عن حكم رشيد يحقق طموحه، شعب أعلن الحرب علي الفساد حتي ولو كان تحت ستار الدين. لقد كشف الشعب المصري وهم قوة الإخوان وأتباعهم وكشف حقيقتهم امام العالم وكشف من كان يقف معهم في الخفاء مثل الصهاينة الذين لم يستطيعوا كتم حزنهم علي سقوطهم في مصر لأنهم يعلمون أن سقوط الإخوان هنا سوف يسقطون في تونس واليمن وسوريا والأردن وفي تركيا وفي كل مكان هم فيه فهذا التنظيم صنع في مصر وسينتهي في مصر.