التحول التاريخي ل 13 يناير2013م من النزاع لأجل مصالح الخارج إلى يوم تسامح وتصالح لأجل مصالح الداخل اليمني أمر عظيم ويجب علينا الاقتداء والوقوف أمام هذا التجلي السياسي بدهشة كنموذج يمني انبثق من خطر أن نرى الوطن يعايش انهيار سياسياً واجتماعي وأخلاقي واقتصادي وما الانهيار إلا نتيجة لعمليات مدروسة استغرق تفشيها أكثر من خمسة عقود من الزمن لنصبح كائنات لا نستشعر الإحساس بالخطر ومنشغلين في تراهات الصحافة وبالتحريض والاتهام والانتقام والنفي والاغتيالات والتكفير... أن النصف الجنوبي لليمن ظهر اليوم بصورة نضج و أمل وصقل وجدان معبد الوحدة اليمنية التي تصان بالفكر الوطني ومخرجاته من نظام وقانون لا بالدماء التي هي وثيقة إدانة من التاريخ لمن يسوقون المتطوعين للموت . بريق من المجد للرئيس علي ناصر محمد وللرئيس علي سالم البيض ولدولة رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس والأستاذ حسن باعوم وآخرون لأنهم تجاوزوا مرحلة الصفقات بين الأحزاب والدولة لإعلان مرحلة جديدة تنقل الجنوب من مرحلة الشراكة في السلطة الصورية إلى مرحلة الشراكة في إنجاز المهمات لتأسيس دولة المواطنة، وعلى أطراف النزاع القبلي الديني الجهادي في النصف الشمالي لليمن أن يتنازلوا عن الطيش الذي استمر بعد 22 مايو والدخول في نفق التخلي عن الواجبات الوطنية لبناء الدستور الذي يصنع للوحدة تألقها ونفذ نزقهم من بعد 94 بترويج أن الوحدة تحتاج إلى دفاع وحماية وظهر مسلسل الإقصاء والتهميش التي شوهت صورة الوحدة ولم تمثلها، متجاهلين أن وحدة القانون والجغرافيا يحتاج لانجازهم التسلح بفكر ورؤية مطلعة بمشكلات ما قبل مايو في النصفيين الشمالي والجنوبي . أن الدور القادم بعد التسامح والتصالح للأطراف السياسية الجنوبية والشمالية المؤمنة باستعادة الدور التاريخي لليمن سيضع القوى التقليدية في الشمال في مأزق انتشار فيروس فنائها بشكل سرطاني لأنها لن تستطيع أن تجسد نفسها في إطار مؤسسي بل كانت وما زالت تتحين فرصة الاستفادة من النزعات الانقسامية وها قد أغلق الباب اليوم أمامهم بشكل واضح وصريح ومهاما دفعت من أمول وقدرات المجتمع الدولي لان التصالح والتسامح هو وعي يقف أمام خارطة التحديات لصالح الوعود والآمال التي ظلت حبيسة أدوات مصالح الخارج وكمتحفزين للدفاع عن الوحدة ومناهضين لمخرجاتها في الحياة اليومية .. علينا أن نرفع أيدينا إلى السماء لنشكر ربنا الذي جعل من 22 مايو 1990م بوابة للدخول في الحوار لبناء الدولة المستجدة والمستقرة منتصرين على الكيانات البدائية الأنانية العمياء الغاشمة التي يمتلكها أفراد وجماعات متسلحة بالسلاح ومحاطة بالجهاديين والمتخوفة من ظهور القانون واستهداف الجهل والثأر والانتقام ... حفظة الله اليمن