كمواطن يمني أكون سعيداً جداً بوجود أكثر من رئيس يمني يوصف بكلمة (سابق) وأتمنى أن يطيل الله في عمرهم جميعاً، صالحهم وطالحهم، وأتمنى أيضاً أن يلحق رؤساء جدد يصبحون سابقين إلى جوار السابقين، فهذا يعبر عن امتلاك البلد لرصيد ديمقراطي يبعث على الارتياح ويؤكد أن الوطن ملك لعامة الشعب لا ملك لأشخاص، ويشيع في الساسة حب العمل والنجاح ويجعل في اليمن أكثر من حكيم وخبير في شئون الحكم ولن يحتاج أي رئيس قادم لأن يعيد أخطاء من سبقوه خاصة إذا كانوا موجودين ولايزال لصوتهم أثر ولتجاربهم ذكر وحضور. محاولة إلغاء هذا التقليد من قبل البعض يعتبر قبحاً ورجعية، ومحاولة تكرار إخراج الرؤساء ومطاردتهم، كما حدث للرئيس السلال والرئيس الارياني والرئيس البيض والرئيس علي ناصر محمد والآن الرئيس صالح، عمل غير وطني وغير مشرف، فالدعوة لأن يصبح رؤساء يمنيون حكموا دولة بحجم اليمن وشعباً بعراقة الشعب اليمني لاجئين لدى دول الجوار أو في دول الغرب عار علينا كيمنيين وعار على ادعاءاتنا بالحكمة والإيمان ورقّة القلوب ولين الأفئدة. رؤساء يمنيون سابقون في المنفى منذ عشرات السنين منهم من قضى نحبه خارج مسقط الرأس ومنهم من ينتظر، فهل نصحح أخطاء الماضي أم نكرر ذلك الآن في القرن الواحد والعشرين ونعود إلى ما قبل الديمقراطية وزمن الانقلابات، وهل من المفيد أن تظل قاعدة أن ينتهي كل رئيس حكم اليمن إما بالاغتيال أو المنفى..؟! نريد من ساستنا المغاوير أن يزوروا لبنان ليس لغرض النقاهة أو الاستجمام أو الاستثمار بل لكي يتأملوا رؤساءها ووزراءها ونوابها السابقين من كل الطوائف والديانات كيف يتواجدون في لبنان وكل يحمل صفته السابقة كرئيس أو وزير أو نائب ويحظون باحترام الشعب اللبناني ويشاركون في الحياة السياسية التي أصبحت ناضجة بسبب وجود مثل هؤلاء في أوساط المجتمع، وكذلك دول الغرب التي تمتلئ برؤساء ووزراء وقادة سابقين ومثلهم مثل غيرهم يكافأون على إحسانهم ويحاسبون على إساءاتهم وأخطائهم. فمرحباً بالرؤساء السابقين بيننا وأهلاً باللاحقين.. والوطن وطن الجميع. [email protected] . صحيفة المنتصف